بسم الله وله الحمد رب الخلائق أجمعين مجيب دعوات الداعين وأطيب صلواته وتحياته على صفوته من العالمين النبي الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزائنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة مباركة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج وقد أعددنا لكم فيه ثلاث روايات كنماذج من عدد كبير من الروايات الشريفة التي نقلتها مصادرنا الحديثية المعتبرة في موضوع قد يستغربه الكثيرون وهو دعاء أهل بيت النبوة – عليهم السلام – لما فيه دفع الأذى عن الحيوانات، وهو من المظاهر الجلية لسعة رحمة أولياء الله بجميع خلائق الله تبارك وتعالى. تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، قبل أن ننقل روايات هذه الحلقة نمهد لها بالإشارة إلى حقيقة قرآنية مهمة وهي أن الحيوانات هي حسب الوصف القرآني أمم مثل الأمم البشرية قال الله عزوجل في الآية الثامنة والثلاثين من سورة الأنعام "وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ" والحقيقة الثانية هي أن للحيوانات منطقا تكلم به من يعرفه من الأنبياء كما ورد في كلام الهدهد مع سليمان النبي _على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام_، وقد نصت كثير من الأحاديث الصحيحة على أن الله عزوجل قد علم نبيه وآله _صلوات الله عليهم_ منطق الطير والحيوانات مثلما علم ذلك نبيه سليمان _عليه السّلام_ . وبعد هذه المقدمة ننقل لكم روايات هذه الحلقة، الأولى نقلها الثقة الجليل الشيخ الطبري الإمامي من أعلام القرن الهجري الخامس في كتاب دلائل الإمامة بسنده عن أبي عبد الله الصادق _عليه السّلام_، قال: كان أبوجعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) في طريق مكة، ومعه أبوأمية الأنصاري، وهو زميله في محمله، فنظر إلى زوج ورشان – وهو نوع من الطير – في جانب المحمل معه، فرفع أبوأمية يده لينحيه فقال أبوجعفر (عليه السلام): مهلا، فإن هذا الطير جاء يستجير بنا أهل البيت، فإن حية تؤذيه وتأكل فراخه كل سنة، وقد دعوت الله أن يدفع عنه، وقد فعل.
مستمعينا الأفاضل ومن رحمة أهل بيت النبوة – عليهم السلام – بالحيوانات ننقل لكم رواية ثانية من كتاب دلائل الإمامة نفسه مسندة عن محمد بن مسلم، قال: كنت مع أبي جعفر الباقر (عليه السلام) بين مكة والمدينة نسير، أنا على حمار لي، وهو على بغلة له، إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر، فحبس له البغلة حتى دنا منه، فوضع يده على قربوس السرج – ويقع في أسفله – ومد عنقه إليه وأدنى أبوجعفر أذنه منه ساعة، ثم قال له: امض فقد فعلت. فرجع مهرولا. فقلت جعلت فداك، لقد رأيت عجيبا! فقال: هل تدري ما قال؟ قال: الله ورسوله وابن رسوله أعلم. فقال: ذكر أن زوجته في هذا الجبل، وقد عسرت عليها ولادتها [ وقال لي ]: فادع الله (عزوجل) أن يخلصها، وأن لا يسلط شيئا من نسلي على أحد من شيعتكم أهل البيت. فقلت: قد فعلت.
أيها الإخوة والأخوات، ومن كتاب (الثاقب في المناقب) للعلامة الجليل ابن حمزة الطوسي وهو من قدماء محدثي الإمامية قال: عن سدير الصيرفي، قال: مر أبوعبد الله الصادق عليه السلام على حمار له يريد المدينة، فمر بقطيع من الغنم، فتخلفت شاة من القطيع واتبعت حماره، فتبعت الشاة، فحبس عليه السلام الحمار عليها حتى دنت منه الشاة، فأومى برأسه نحوها، فقالت له: يابن رسول الله، أنصفني من راعيي هذا. قال: عليه السلام: ما بالك تريدين الإنصاف من راعيك؟! قالت: يابن رسول الله يفجر بي. فوقف عليها حتى دنا منه الراعي، ثم قال له: ويلك تفجر بها! قال الراوي: فالتفت الراعي إليه يقول: أمن الشياطين أنت، أو من الجن، أو من الملائكة، أو من النبيين، أو من المرسلين؟ فقال _عليه السّلام_: ويلك، ما أنا بشيطان، ولا جني، ولا ملك مقرب، ولانبي مرسل، ولكني ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وإن تبت استغفرت لك، وإن أبيت دعوت الله عليك بالسخط واللعنة في ساعتك هذه. فقال: يابن رسول الله، إني تائب عما كنت فيه، فاستغفر الله لي. فقال للشاة: أيتها الشاة، ارجعي إلى قطيعك ومرعاك، فإنه قد ضمن أن لا يعود إلى مكانها فيه إن شاء الله فمرت الشاة وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وأنك حجة الله على خلقه، ولعن الله من ظلمكم وجحد ولايتكم.
رزقنا الله واياكم جميل الرفق بالحيوان وحب الخير لجميع خلائق الله عزوجل وهي أمم أمثالنا. وبهذا ننهي أيها الأحبة لقاء اليوم من برنامجكم (دعوات وإجابات) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله منكم طيب المتابعة ودمتم في رعايته سالمين.