بسم الله وله الحمد إذ فتح لعباده باب مناجاته وأكرمهم بدعوتهم إلى أن يدعوه فيستجيب لهم وهو أرحم الراحمين. وأزكى صلواته على معلمي عباده أدب مناجاته ودعائه سيد النبيين وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم أعزائنا المستمعين وأهلا بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نرسخ برواياته في قلوبنا روح الإلتجاء إلى الله عزوجل وحب مناجاته ودعائه، أعددنا لكم أيها الأعزاء روايتين تعلمنا الأولى أن نطلب من الله عزوجل التوفيق لما فيه صلاحنا المعنوي وشفاء قلوبنا أما الثانية ففيها دعاء علوي مجرب للشفاء من الأمراض وسلامة الأبدان والنجاة من كيد السلطان، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، روى المحدث الجليل فرات بن إبراهيم الكوفي وهو من أعلام القرن الهجري الثالث في تفسيره المشهور بسنده عن (جهم بن حر) قال: (دخلت في مسجد المدينة وصليت الركعتين إلى سارية فيه ثم دعوت الله وقلت: "اللهم آنس وحدتي، وارحم غربتي وائتني بجليس صالح يحدثني بحديث تنفعني به"، قال جهم: فجاء أبوالدرداء رضي الله عنه حتى جلس إلى، فأخبرته بدعائي، فقال: أما إني أشد فرحا بدعائك منك، إن الله جعلني ذلك الجليس الصالح الذي سافر إليك أما إني سأحدثك بحديث سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وآله لم أحدث به أحدا قبلك ولا أحدث بعدك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله تلا هذه الآية: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ"(سورة فاطر۳۲) فقال – صلى الله عليه وآله –: السابق يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا، والظالم لنفسه يحبس في يوم مقداره خمسون ألف سنة حتى يدخل الحزن في جوفه ثم يرحمه فيدخله الجنة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:"الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن"، الذي أدخل أجوافهم في طول المحشر "إن ربنا لغفور شكور" قال: شكر لهم العمل القليل، وغفر لهم الذنوب العظام.
رزقنا الله وإياكم – أحبتنا – خير الأصحاب والأصدقاء من الذين يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر ويعرفوننا بمحاسن كلام أهل بيت النبوة – عليهم السلام –، اللهم آمين.
أما الرواية الثانية ففيها دعاء علوي جليل يستجلب لمن يتوجه به إلى الله عزوجل بركات الإجابة وسلامة الأبدان، وقد رواه السيد ابن طاووس الحسني – رضوان الله عليه – في كتابه القيم مهج الدعوات مسندا عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت عند علي بن أبي طالب عليه السلام جالسا فدخل عليه رجل متغير اللون فقال: يا أميرالمؤمنين إني رجل مسقام كثير الأوجاع، فعلمني دعاء أستعين به على ذلك، فقال – عليه السلام –: أعلمك دعاء علمه جبرئيل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله في مرض الحسن والحسين عليهما السلام، وهو هذا الدعاء: "إلهي كلما أنعمت علي نعمة قل لك عندها شكري، وكلما ابتليتني ببلية قل لك عندها صبري، فيا من قل شكري عند نعمه، فلم يحرمني، ويا من قل صبري عند بلائه، فلم يخذلني، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني، ويا من رآني على الخطايا فلم يعاقبني عليها، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ذنبي واشفني من مرضي، إنك على كل شيء قدير" قال ابن عباس: فرأيت الرجل بعد سنة حسن اللون، مشرب الحمرة، ثم قال ابن عباس: وما دعوت الله بهذا الدعاء وأنا سقيم إلا شفيت، ولا مريض إلا برئت، وما دخلت على سلطان أخافه إلا رده الله عزوجل عني.
أيها الإخوة والأخوات، وها نحن نصل معا إلى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (دعوات وإجابات)، ندعو الله عزوجل أن يكون ما قرأنا واستمعتم له فيه عونا لنا ولكم على دوام التوجه إلى أرحم الراحمين فندعوه مفتقرين في السراء والضراء متوسلين إليه بأدعية أهل بيت النبوة – صلوات الله عليهم أجمعين –.
من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران نجدد لكم التحية ونستودعكم الله بكل خير والحمد لله رب العالمين.