بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والمجد أرحم الراحمين ومجيب دعوات المضطرين. وصلواته وتحياته على عروته الوثقى وحبله المتين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم أعزائنا المستمعين، أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج وروايات فيها دعوات مستجابة للأنبياء عليهم السلام ببركة توسلهم بخاتم الأنبياء وسيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين، كما أن فيها تعريفا بأحد مفاتيح إجابة دعوات الداعين.. تابعونا مشكورين.
أيها الأخوات والإخوة نبدأ أولا برواية نقلها عدة من المصادر المعتبرة مثل أمالي الشيخ الصدوق وجامع الأخبار وغيرها مسندة عن معمر بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: أتى يهودي النبي صلى الله عليه وآله فقام بين يديه يحد النظر إليه، فقال _صلى الله عليه وآله_: يا يهودي حاجتك؟ قال: يا محمد أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالغمام؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله: إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه، ولكني أقول: إن آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي فغفرها الله له، وإن نوحا عليه السلام لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وال محمد لما أنجيتني من الغرق فنجاه الله منه، وإن إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها فجعلها الله عليه بردا وسلاما، وإن موسى عليه السلام لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: اللهم إني أسألك بحق محمد وال محمد لما امنتني فقال الله جل جلاله: {لا تخف إنك أنت الأعلى}، ثم قال _صلى الله عليه وآله_: يا يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا، ولا نفعته النبوة، يا يهودي ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته وقدمه وصلى خلفه.
مستمعينا الأطائب ومن روايات استجابة دعوات الأنبياء – على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة والسلام –، نقرأ لكم ما روي في كتاب بحار الأنوار من استجابة الله لدعاء موسى الكليم _عليه السّلام_ بشأن سيدة نساء عصرها آسيا زوجة فرعون ثم استجابته تبارك وتعالى لدعائها هي – عليها السلام –، روى ابن عباس قال: (أخذ فرعون امرأته آسية حين تبين له إسلامها يعذبها لتدخل في دينه، فمر بها موسى وهو يعذبها فشكت إليه بإصبعها، فدعا الله موسى أن يخفف عنها، فلم تجد للعذاب مسا – أي لم تتعد تشعر بالأذى من ذاك العذاب الشديد –، فقالت وهي في العذاب: رب ابن لي عندك بيتا في الجنة وأوحى الله إليها: أن ارفعي رأسك، ففعلت فأريت البيت في الجنة بني لها من در فضحكت، فقال فرعون: انظروا إلى الجنون الذي بها، تضحك وهي في العذاب.
أيها الإخوة والأخوات، والرواية الأخيرة تعرفنا بأحد مفاتيح اسستجابة الله عزوجل لدعوات الداعين، قال آية الله السيد الخوئي في كتاب (مصباح الفقاهة): وفي أصول الكافي بسند صحيح عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: كان في بني إسرائيل رجل فدعا الله أن يرزقه غلاما ثلاث سنين، فلما رأى أن الله لا يجيبه، قال:يا رب أبعيد انا منك فلا تسمعني أم قريب انت مني فلا تجيبني. قال: فأتاه آت في منامه فقال: إنك تدعو الله منذ ثلاث سنين بلسان بذيء وقلب عات غير تقي، ونية غير صادقة، فاقلع عن بذائك، وليتق الله قلبك، ولتحسن نيتك، قال الصادق – عليه السلام –: ففعل الرجل ذلك ثم دعا الله، فولد له غلام.
نسأل الله لنا ولكم ولجميع المؤمنين والمؤمنات أن يستجيب الله لنا دعواتنا ببركة التوسل إليه بمحمد وآله الطاهرين صلواته عليهم أجمعين. تقبل الله منكم أيها الأعزاء جميل الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (دعوات وإجابات) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، نترككم في رعايته آمنين والحمد لله رب العالمين.