بسم الله وله الحمد والثناء مجيب الدعوات وقاضي الحاجات، وأكرم صلواته الناميات على صفوته الهداة محمد المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء.. يسرنا أن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج وقد أعددنا لكم فيها ثلاث روايات في استجابة الدعاء تشترك في تجسيد اللطف الإلهي في هداية العباد إلى صراطه المستقيم، تابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، روي عن نبينا الأكرم – صلى الله عليه وآله – عدة أحاديث يصرح فيها أن من صلى عليه مرة صلى الله على المصلي عليه عشر مرات.. وهذا من مظاهر كرم أهل بيت النبوة – عليهم السلام –. والرواية التالية تشير إلى تجلي هذا الخلق المحمدي في سيرة عاشر أئمة العترة المحمدية مولانا الإمام علي النقي الهادي –عليه السلام – فقد روى العالم التقي ابن حمزة الطوسي في كتاب الثاقب في المناقب قال: عن جماعة من أهل إصفهان، منهم العياشي محمد بن النضر، وأبوجعفر بن محمد بن علوية قالوا: كان باصفهان رجل يقال له: عبد الرحمن، وكان شيعيا، قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة علي النقي عليه السلام دون غيره من أهل زمانه؟ قال: شاهدت ما أوجب ذلك علي، وذلك أني كنت رجلا فقيرا وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين، فأتينا باب المتوكل يوما إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد النقي عليه السلام، فسألت بعض من حضر: من هذا الرجل الذي أمر بإحضاره؟ فقال: هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته، ويقدر أن المتوكل يحضره للقتل فقلت: لا أبرح من هاهنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو. قال عبد الرحمن: فأقبل عليه السلام راكبا، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفين، ينظرون إليه، فلما رأيته وقع حبه في قلبي، فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته، لا ينظر يمنة ولا يسرة، وأنا دائم الدعاء له. فلما صار إلي أقبل بوجهه علي وقال: (قد استجاب الله دعائك، وطول عمرك، وكثر مالك وولدك) فارتعدت ووقفت بين أصحابي يسألوني وهم يقولون: ما شأنك؟! فقلت: خيرا. ولم أخبرهم بذلك. فانصرفنا بعد ذلك إلى اصفهان، ففتح الله علي وجوها من المال حتى اليوم، أغلق بابي على مائة ألف ألف درهم، سوى مالي خارج الدار ورزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الان من العمر نيفا وسبعين سنة، وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي واستجاب الله دعاءه في.
مستمعينا الأفاضل، أما الروايتان التاليتان فهما ترتبطان بدعوات مستجابة أدت إلى هداية اثنين إلى القول بإمامة مولانا الإمام علي الرضا – عليه السلام – بعد أن كانا من فرقة الواقفية أي الذين اعتقدوا بحياة الإمام الكاظم – سلام الله عليه – وأنه لم يمت ولذلك لم يؤمنوا بإمامة الرضا – عليه السلام –، الرواية الأولى نقلها الحافظ التقي الحلبي المازندراني في كتاب مناقب آل أبي طالب، عن كتاب معرفة الرجال عن الكشي، قال محمد بن إسحاق لأبي الحسن علي بن موسي الرضا (ع): إن أبي يقول بحياة أبيك وأنا كثيرا ما أناظره فقال لي يوما: سل صاحبك إن كان بالمنزل الذي ذكرت – أي لو كان إماما حقا – أن يدعو الله لي حتى أصير إلى قومكم – أي أعتقد بإمامته –، فأنا أحب أن تدعو الله له، قال: فرفع أبوالحسن الرضا – عليه السلام – يده اليمنى فقال: اللهم خذه بسمعه وبصره ومجامع قلبه حتى ترده إلى الحق. فأتى بريد فأخبرني بما كان وقال يعني أبوه: فوالله ما لبثت إلا قليلا حتى قلت بالحق.
ونقل عن كتاب معرفة الرجال أيضا أنه قال عبد الله بن المغيرة: كنت واقفا فتعلقت بالملتزم وقلت: اللهم أرشدني إلى خير الأديان، فوقع في نفسي أن آتي الرضا (ع) فأتيت فسمعت نداء: ادخل يا عبد الله بن المغيرة، فدخلت فلما نظر إلي قال: قد استجاب الله دعوتك وهداك إلى دينك، فقلت: أشهد أنك حجة الله.
نسأل الله لنا ولكم مستمعينا الأعزاء ولجميع المؤمنين والمؤمنات الثبات والإستقامة على الصراط المستقيم وموالاة محمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين –.
وبهذه الدعوة المستجابة إن شاء الله ننهي حلقة اليوم من برنامج (دعوات وإجابات) استمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.. دمتم بألف خير.