بسم الله وله الحمد وخالص الثناء أن عرفنا بالوسائل التي يستجيب بها منا الدعاء حبيبه المصطفى وعترته أئمة الهدى ومصابيح الدجى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أعزائنا المستمعين سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة، أهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، ننقل لكم فيه ثلاث روايات للدعوات المستجابة نتعلم منها درساً بليغاً فيما ينبغي أن نهتم بطلبه من الله عزوجل وبالوسيلة التي نتوسل بها إليه عزوجل لكي يستجيب لدعوتنا، تابعونا على بركة الله.
نبدأ أحبائنا برواية مؤثرة نقلها جمال العارفين الشيخ الزاهد أحمد بن فهد الحلي وهو من أعلام عرفاء الإمامية في القرن الهجري الثامن في كتابه القيم عدة الداعي، قال (رضوان الله عليه):
عن سلمان الفارسي (رض) قال: سمعت محمداً صلى الله عليه وآله يقول: إن الله عزوجل يقول يا عبادي اعلموا أن أكرم الخلق عليّ وأفضلهم لديّ محمد وأخوه علي ومن بعده الأئمة الذين هم وسائل إلي، ألا فليدعني من همته حاجة يريد نفعها، أو دهته داهية يريد كشف ضررها بمحمد وآله الطيبين الطاهرين أقضها له أحسن ما يقضيها من يستشفعون بأعز الخلق عليه، فقال لسلمان قوم من المنافقين وهم المستهزؤون به، يا أبا عبد الله فمالك لا تقترح على الله بهم أن يجعلك أغنى أهل المدينة؟ فقال سلمان (رض) دعوت الله وسألته ما هو أجل وأنفع وأفضل من ملك الدنيا بأسرها، سألته بهم عليهم السلام أن يهب لي لساناً ذاكراً لتحميده وثنائه وقلباً شاكراً لآلائه وبدنا على الدواهي الداهية صابراً، وهو عزوجل قد أجابني إلى ملتمسي من ذلك وهو أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها وما اشتمل عليه من خيراتها مئة ألف ألف مرة.
طوبى للعبد الصالح سلمان المحمدي استجابة الله عزوجل دعوته تلك التي حباها ببركته بخير الدنيا والآخرة، ومن كتاب (عدة الداعي) ننقل لكم خبر استجابة الله عزوجل طلبا ذكيا لأحد الملائكة الكرام فاز فيه بكرامتين، الأولى إيصال الخير للمؤمنين والثانية دوام زيارة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله). قال جمال العارفين الشيخ فهد الحلي (رضوان الله عليه)، روى جابر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: إن ملكاً من الملائكة سأل الله أن يعطيه سمع العباد (أي أن يسمع كلامهم) فأعطاه الله، فذلك الملك قائم حتى تقوم الساعة ليس أحد من المؤمنين يقول اللهم صل على محمد وأهل بيته إلا وقال الملك وعليك السلام، ثم يقول الملك: يا رسول الله إن فلاناً يقرؤك السلام فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله: وعليه السلام.
أيها الاخوة والأخوات، وأخيراً مع رواية ثالثة تبين لنا أهمية أن ندعو الله بأن يوفقنا لمجالسة أهل الخير والصلاح، مستعينين بذلك على طاعة الله وعبادته عزوجل، ففي كتاب (الأربعين) للعالم الجليل الشيخ محمد طاهر القمي الشيرازي قال:
من الصحاح، عن علقمة قال: قدمت الشام فصليت ركعتين ثم قلت اللهم يسر لي جليساً، فأتيت قوماً فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قال: أبوالدرداء (صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله)، قلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليساً صالحاً فيسرك لي، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوسادة؟ (يعني عبد الله بن مسعود يشير بهذه الأوصاف إلى أنه جليس صالح لكثرة عبادته) ثم قال أبوالدرداء: وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه، يعني عماراً؟ أوليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، يعني حذيفة؟
رزقنا الله وإياكم أيها الأخوة والأخوات توفيق دعوته بما فيه صلاحنا وخيرنا في الدنيا والآخرة ببركة التوسل إليه بأحب خلقه إليه المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.. آمين آمين.
وبهذا الدعاء ننهي أيها الأحباء هذا اللقاء من برنامجكم (دعوات وإجابات) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، كونوا معنا في لقائنا المقبل إن شاء الله، نترككم في حفظه ورعايته آمنين سالمين والحمد لله رب العالمين.