بسم الله وله عظيم الحمد والثناء مجيب الدعوات وقاضي الحاجات. وأطيب صلواته على المصطفى المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم أيها الأحباء وأهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج الذي ننقل لكم فيه منتخبات مما نقلته المصادر الحديثية والروائية المعتبرة من مصاديق استجابة الله عزوجل لدعوات من دعاه من عباده والحكاية التي اخترناها لهذا اللقاء تشتمل على عبر جمة منها حتمية استجابة الدعاء عموما وخاصة للمؤمنين، ومنها جمال اللطف الإلهي في كيفية الإستجابة ووقوعها في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
أيها الأعزة روى ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن مولانا الإمام الباقر – عليه السلام – قال: أن إبراهيم – عليه السلام – خرج ذات يوم يسير ببعير فمر بفلاة من الأرض فإذا هو برجل قائم يصلي فوقف عليه إبراهيم – عليه السلام – وعجب منه وجلس ينتظر فراغه، فلما طال عليه حركه بيده فقال له: إن لي حاجة فخفف، قال: فخفف الرجل وجلس إبراهيم – عليه السلام –، فقال له إبراهيم – عليه السلام -: لمن تصلي؟ فقال لإله إبراهيم، فقال له: ومن إله إبراهيم، فقال: الذي خلقك وخلقني، فقال له إبراهيم – عليه السلام –: قد أعجبني نحوك – أي منهجك – وأنا أحب أن أواخيك في الله، أين منزلك إذا أردت زيارتك ولقاءك؟ فقال له الرجل: منزلي خلف هذه النطفة – وأشار بيده إلى البحر – وأما مصلاي فهذا الموضع تصيبني فيه إذا أردتني إن شاء الله. قال الإمام الباقر – عليه السلام – ثم قال الرجل لإبراهيم – عليه السلام -: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: نعم، فقال له: وما هي؟ قال: تدعو الله وأؤمن على دعائك وأدعو فتؤمن على دعائي، فقال الرجل: فبم ندعو الله؟ فقال إبراهيم – عليه السلام –: للمذنبين من المؤمنين، فقال الرجل لا، فقال إبراهيم – عليه السلام –: ولم؟ فقال: لأني قد دعوت الله عزوجل منذ ثلاث سنين بدعوة لم أر إجابتها حتى الساعة وأنا أستحيي من الله تعالى أن أدعوه حتى أعلم أنه قد أجابني.
مستمعينا الأفاضل، وقبل أن نتابع نقل هذه الحكاية نشير إلى أن هذا العبد الصالح لم يمتنع عن الدعاء يئسا من الإجابة، فهو كان يواصل تعبده لله عزوجل وبذلك الخشوع الذي جذب إليه خليل الرحمن – عليه السلام –، بل إمتناعه كان حياء من الله عزوجل. وبعد هذه الملاحظة نتابع نقل الحكاية التي رواها ثقة الاسلام الكليني في الكافي عن إمامنا الباقر، قال – عليه السلام – في تتمتها مبينا الحاجة التي كان قد طلبها هذا العبد الصالح من الله عزوجل قبل ثلاث سنين قال: قال إبراهيم (عليه السلام) فبم دعوته؟ فقال له الرجل: إني في مصلاي هذا ذات يوم إذ مر بي غلام أروع، النور يطلع من جبهته، له ذؤابة من خلفه ومعه بقر يسوقها كأنما دهنت دهنا وغنم يسوقها فأعجبني ما رأيت منه فقلت له: يا غلام لمن هذا البقر والغنم؟ فقال لي: لإبراهيم (عليه السلام)، فقلت: ومن أنت؟ فقال: أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن فدعوت الله عزوجل وسألته أن يريني خليله. فقال له إبراهيم (عليه السلام): قد استجاب الله لك فأنا إبراهيم خليل الرحمن وذلك الغلام ابني. فقال له الرجل عند ذلك: الحمد لله الذي أجاب دعوتي، ثم قبل الرجل صفحتي إبراهيم (عليه السلام) وعانقه، ثم قال: أما الآن فقم فادع حتى أؤمن على دعائك، فدعا إبراهيم (عليه السلام) للمؤمنين والمؤمنات والمذنبين من يومه ذلك بالمغفرة والرضا عنهم، قال: وأمن الرجل على دعائه. فقال الإمام أبوجعفر الباقر (عليه السلام) فدعوة إبراهيم (عليه السلام) بالغة للمؤمنين المذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة.
يبقى مستمعينا الأفاضل أن نشير إلى أن من الدعوات التي يحبها الله عزوجل طلب رؤية أوليائه – عليهم السلام – ومن لطيف استجابة الله تبارك وتعالى لدعوة هذا العبد الصالح برؤية خليله إبراهيم أنه هيأ له رؤية الخليل – عليه السلام – وهو في أحب حالاته وهي التعبد له تبارك وتعالى وقد جاءه خليل الرحمن – عليه السلام – إليه بنفسه.
وبهذا ننهي أيها الأحبة لقاء اليوم من برنامجكم (دعوات وإجابات) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران..
دمتم بألف خير والسلام عليكم.