السلام عليكم ايها الأحبة
اخترنا لكم في هذا اللقاء دعاءً علوياً في كشف الضيق وتوسعة الرزق، تشتمل روايته على أهم آداب ادعيه المضطرين المستجابة والرواية هي:
في كتاب الفرج بعد الشدة حيث قال القاضي التنوخي:- حدثني أيوب بن العباس بن الحسن بإسناد كثير: أن أعرابيا شكا إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه شكوى لحقته، وضيقا في الحال، وكثرة من العيال، فقال له: عليك بالاستغفار فان الله عزوجل يقول: " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً " نوح۱۰
فمضى الرجل وعاد إليه فقال يا أمير المؤمنين: إني قد استغفرت الله كثيرا ولم أر فرجا مما أنا فيه؟
فقال له: لعلك لا تحسن الاستغفار؟
قال: علمنيْ
فقال: أخلص نيتك، وأطع ربك، وقل: " أللهم أني استغفرك من كل ذنب قوى عليه بدني بعافيتك، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك، واتكلت فيه عند خوفي منه على أمانك، ووثقت فيه بحملك، وعولت فيه على كريم عفوك. اللهم إني أستغفرك من كل ذنب خفت فيه أمانتي، أو بخست فيه نفسي، أو قدمت فيه لذتي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيت فيه لغيري، أو استغويت إليه من تبعني، أو غلبت فيه بفضل حيلتي، أو أحلت فيه على مولاي فلم يعاجلني على فعلي، إذ كنت سبحانك كارها لمعصيتي غير مريدها مني، لكن سبق علمك في باختياري واستعمال مرادي وايثاري فحلت عنى ولم تدخلني فيه جبرا،ولم تحملني عليه قهرا، ولم تظلمني على شيئاً يا أرحم الراحمين، يا صاحبي في شدتي، يا مؤنسي في وحدتي، يا حافظي في غربتي، يا وليي في نعمتي يا كاشف كربتي، يا مستمع دعوتي، يا راحم عبرتي، يا مقيل عثرتي، يا إلهي بالتحقيق، يا ركني الوثيق، يا رجاي للضيق، يا مولاي الشفيق، يا رب البيت العتيق، أخرجني من حلق المضيق إلى سعة الطريق، بفرج من عندك قريب وثيق، واكشف عنى كل شدة وضيق، واكفني ما أطيق، ومالا أطيق، اللهم فرج عنى كل هم وغم، وأخرجني من كل حزن وكرب يا فارج الهم، يا كاشف الغم، ويا منزل القطر، ويا مجيب دعوة المضطر، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما صلى على محمد خيرتك من خلقك وعلى آله الطيبين الطاهرين، وفرج عنى ما ضاق به صدري، وعيل معه صبري، وقلت فيه حيلتي، وضعفت له قوتي، يا كاشف كل ضر وبلية، يا عالم كل سر وخفية ويا أرحم الراحمين. وأفوض أمري الى الله إن الله بصير بالعباد.وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "
قال الاعرابي: فاستغفرت بذلك مرارا فكشف الله عنى الغم والضيق ووسع على في الرزق وأزال المحنة.
وبهذا إنتهت رواية القاضي التنوخي عن الإستغفار الذي علمه أمير المؤمنين علي – عليه السلام – لمن أصابته شدة وفقر . . .
وبها ينتهي هذا اللقاء من برنامج دعاء المضطرين قدمناه لكم من إذاعة طهران تقبل الله دعاءكم والسلام عليكم.
*******