السلام عليكم أحبتنا، أهلاً بكم في لقاء آخر نخصصه لدعاء جليل لدفع الذل مروي عن أهل بيت النبوة – عليهم السلام – في كتاب عيون أخبار الرضا (ع) روى الشيخ الصدوق بسنده عن عبد السلام الهروي قال: رفع إلى المأمون أن أبا الحسن علي بن موسى عليه السلام يعقد مجالس الكلام والناس يفتنون بعلمه فأمر محمد بن عمرو الطوسي حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه وأحضره فلما نظر إليه المأمون زبره وأستخف به فخرج أبوالحسن عليه السلام من عنده مغضبا وهو يدمدم بشفتيه ويقول: " وحق المصطفى وسيدة النساء لأستنزلن من حول الله عزوجل بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد كلاب أهل هذه الكورة إياه واستخفافهم به وبخاصته وعامته ".
قال الراوي: ثم أنه عليه السلام أنصرف إلى مركزه واستحضر الميضاة وتوضأ وصلى ركعتين وقنت في الثانية فقال: " اللهم يا ذا القدرة الجامعة والرحمة الواسعة والمنن المتتابعة والآلاء المتوالية والأيادي الجميلة والمواهب الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل ولا يمثل بنظير ولا يغلب بظهير يا من خلق فرزق والهم فانطق وابتدع فشرع وعلا فارتفع وقدر فأحسن وصور فأتقن واجنح فأبلغ وأنعم فاسبغ وأعطى فأجزل، يا من سما في العز ففات خواطف الابصار ودنى في اللطف فجاز هواجس الأفكار، يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه وتوحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا عالم خطرات قلوب العارفين وشاهد لحظات أبصار الناظرين، يا من عنت الوجوه لهيبته وخضعت الرقاب لجلالته ووجلت القلوب من خيفته وارتعدت الفرائص من فرقه يا بدئ يا بديع يا قوي يا منيع يا علي رفيع صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه وأنتقم لي ممن ظلمني وأستخف بي وطرد الشيعة عن بابي وأذقه مرارة الذل والهوان كما أذاقنيها وأجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس ".
*******
قال الراوي عبدالسلام صالح الهروي: فما استتم مولاي الرضا دعاءه حتى وقعت الرجفة في المدينة وارتج البلد فلم أزائل مكاني إلى أن سلم مولاي عليه السلام فقال لي: يا أبا الصلت إصعد السطح فإنك سترى امرأة غثة رثة مهيجة الأشرار متسخة الاطمار يسميها أهل الكورة سمانة فهي تقود جيوش القاعة وتسوق عساكر الطغام إلى قصر المأمون ومنازل قواده، فصعدت السطح فلم أر إلا نفوسا تزعزع بالعصي وهامات ترضخ بالأحجار، ولقد رأيت المأمون متدرعا قد برز من قصر شاهجان متوجها للهرب فما شعرت إلا بشاجرد الحجام قد رمى من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة فضرب بها رأس المأمون فأسقطت بيضته بعد أن شقت جلد هامته فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون ويلك هذا أمير المؤمنين فسمعت سمانة تقول اسكت لا أم لك ليس هذا يوم التميز والمحابات وطرد المأمون وجنوده أسوء طردا بعد إذلال واستخفاف شديد.
*******
إنتهى أحباءنا لقاؤنا بكم ضمن حلقة اليوم من برنامج (دعاء المضطرين) تقبل الله دعاءكم والسلام عليكم.
*******