السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة وأهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نخصصها للحديث عن أصل آخر من أصول الحياة القرآنية الطيبة وهو أصل المساواة والتفاضل على أساس التقوى والعمل الصالح، تابعونا على بركة الله.
قال الله تبارك وتعالى في الآية الثالث عشرة من سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إن ربكم واحدٌ وإن أباكم واحدٌ ودينكم واحدٌ ونبيكم واحدٌ ولا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى".
أيها الأعزاء هذا الأصل القرآني يساهم في إقرار الحياة الطيبة من خلال أمرين:
إزالة التعصبات الجاهلية والتمييز العنصري وهذه من أهم عوامل إثارة النزاعات الإجتماعية، وبإزالتها يتم تحصين المجتمع من التفكك والبغضاء والعداوات.
أما الأمر الثاني فهو بعث دوافع التحرك النهضوي للرقي والتطور والتكامل من خلال تأكيد أن الأكرمية عند الله عزوجل هي بالتقوى، والتقوى تعني العمل الصالح الذي فيه رقيّ الفرد وخدمة المجتمع.
أعزاءنا، أشار العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان إلى آثار معيار الأكرميّة بالتقوى في الرقيّ، فقال رضوان الله عليه:
نبه سبحانه في ذيل الآية بهذه الجملة، أعني قوله إن أكرمكم عند الله أتقاكم) على ما فيه الكرامة عنده، وهي حقيقة الكرامة، وذلك أن الإنسان مجبول على طلب ما يتميز به من غيره ويختص به من بين أقرانه من شرف وكرامة، وعامة الناس لتعلقهم بالحياة الدنيا يرون الشرف والكرامة في مزايا الحياة المادية من مال وجمال ونسب وحسب وغير ذلك فيبذلون جل جهدهم في طلبها واتقنائها ليتفاخروا بها ويستعلوا على غيرهم.
نشكر لكم أعزائنا طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (حياة القرآن) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.