بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك تعالى نستعين ايها الاخوة والاخوات في كل مكان السلام عليكم تحية طيبة لكم واهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نتطرق فيه بعون الله تعالى الى اصل اخر من اصول الحياة الطيبة التي يهدينا لها ويدعونا اليها القرآن الكريم وهو اصل البر بغير المعادين في الدين من اتباع الملل الاخرى. كونوا معنا مشكورين
قال الله تبارك وتعالى في الاية الثامنة من سورة الممتحنة المباركة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم "بسم الله الرحمن الرحيم لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" صدق الله العلي العظيم.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قام للمشاركة في تشييع جنازة يهودي فقيل له: "يارسول الله انها جنازة يهودي! فقال صلى الله عليه واله وسلم: أليست نفساً؟ " وقال امير المؤمنين علي عليه السلام في عهده الشريف لمالك الاشتر لما عينه والياً على مصر: "واشعر قلبك الرحمة والمحبة واللطف بهم ولاتكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم اكلهم فأنهم صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى ان يعطيك الله من عفوه وصفحه" .
مستمعينا الافاضل الواضح من هذه النصوص الشريفة ان مايدعو اليه القرآن الكريم ليس التمسك فقط بمعايير العدل والقسط في التعامل مع سائر بني الانسان من المسلمين وغيرهم بل يدعو ايضاً للبر بهم والاحسان اليهم والعفو والصفح عنهم اي الالتزام بجميع الاخلاق الكريمة في معاملاتهم وهذا افق انساني رفيع يفتحه القرآن الكريم امام المسلمين لكي يكونوا الامة التي تظهر لسائر البشر سماحة الاسلام وسعة رحمة الله جل جلاله بعباده جميعاً ومما لاريب فيه ان لهذا التعامل الانساني الكريم اثاره الجميلة في جذب القلوب الى الدين الحق حتى لو لم تدعوهم اليه باللسان وقد حدثنا تاريخ النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم عن اسلام كثير من النصارى واليهود والمشركين لتأثرهم بجميل تعامله معهم ونجد نظير ذلك في سيرة الامام علي عليه السلام كما حالة اسلام اليهودي الذي تأثر بخلق امير المؤمنين عليه السلام في تقاضيه معه الى شريح القاضي وهو يومئذ حاكم للمسلمين في قصة الدرع المشهورة المروية في السيرة العلوية.
في نهاية هذه الحلقة من برنامج حياة القرآن التي قدمناها لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نشكركم على طيب متابعتكم ونسألكم الدعاء.