السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته..
أهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نتناول فيه أصلا آخر من أصول الحياة القرآنية الطيبة والكريمة، وهو أصل التآخي والمؤازرة على أساس الإيمان والتقوى، إذ يفهم من النصوص الشريفة أن هذا الأصل الذي يدعونا له القرآن الكريم وتبينه الأحاديث الشريفة يمثل مرتبة أعلى من أصل التآخي والتعاطف والتراحم على أساس الإسلام والإنتماء الإسلامي، كما أن هذا الأصل يشترك مع سابقه في ثماره التي تؤدي إلى سيادة روح التضامن والتعاون في المجتمع الإسلامي، لكنه يزيد عليه بثمار خاصة أعمق تشير إليها الأحاديث الشريفة المتحدثة عن ثواب قضاء حوائج المؤمنين وخدمتهم.
قال الله تبارك وتعالى في الآية السابعة الستين من سورة الزخرف: "الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" وجاء في كتاب عدة الداعي للعلامة العارف بن فهد الحلي رضوان الله عليه: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما أحدث الله إخاء بين مؤمنين إلا أحدث لكل منهما درجة، وعنه صلى الله عليه وآله قال: من استفاد أخا في الله استفاد بيتا في الجنة، وروى عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر الإمام الباقر عليه السلام قال: إن المؤمنين المتواخيين في الله، ليكون أحدهما في الجنة فوق الآخر بدرجة، فيقول: يارب إن صاحبي قد كان يأمرني بطاعتك ويثبطني عن معصيتك، ويرغبني فيما عندك، فاجمع بيني وبينه في هذه الدرجة فيجمع الله بينهما، وإن المنافقين ليكون أحدهما أسفل من صاحبه بدرك في النار فيقول: يارب إن فلانا كان يأمرني بمعصيتك، ويثبطني عن طاعتك، ويزهدني فيما عندك، ولا يحذرني لقاءك فاجمع بيني وبينه في هذا الدرك، فيجمع الله بينهما. وتلا هذه الآية "الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ".
والذي نستفيده بوضوح من النصوص المتقدمة أن من أصول الحياة القرآنية الطيبة هي أن الأخلاء والمتآخين على أساس الإيمان والتقوى يكون كل منهم عونا لأخيه المؤمن على طاعة الله عزوجل وفعل ما يقربه إليه ويرفع درجته عنده. وهذا يعني سيادة أصل التعاون على البر والتقوى بأسمى مصاديقه.
وفقنا الله وإياكم لذلك أعزائنا.. ببركة التمسك بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
انتهى أحبائنا لقاؤنا بكم في حلقة اليوم من برنامجكم (حياة القرآن) شكرا لكم وفي أمان الله.