السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته، يسرنا أن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نتعرف فيها على أصل آخر من أصول الحياة الطيبة التي عرفنا بها القرآن الكريم وهو أصل (نبذ عبودية الأهواء). تابعونا على بركة الله.
معنى (عبودية الأهواء) هو اتباع ما تريده النفس بنزعاتها المختلفة دون رعاية ضوابط العقلانية والمنطق.. وهو من أهم العوامل المولدة للنزاعات بين البشر وانتشار الظلم والفساد في الأرض ولذلك نهت عنها الايات الكريمة بشدة محذرة الإنسان منها لسوء عواقبها في سلبه – كفرد و كمجتمع – للسعادة وإيقاعه في مهاوي الشقاء في الدنيا والآخرة.
لنتدبر معا في بعض هذه الآيات الكريمة، ومنها قوله عزوجل في الآية الحادية والسبعين من سورة المؤمنون "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ"
وواضح من هذه الآيات الكريمة -ونظائرها كثيرة- أن اتباع الأهواء يؤدي إلى الظلم الفردي والإجتماعي وفساد الأرض وتزيين الباطل بصورة الحق والسقوط في متاهات الضلالة والجهالات بشتى أنواعها.
من هنا مستمعينا الأفاضل يتضح أن من الظلم والخسران المبين أن يتبع الإنسان بغير هدى هواه أو أهواء الآخرين، قال عزوجل في الآية الخامسة والاربعين بعد المئة من سورة البقرة: "وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ". وأخيرا نقرأ قصة بلعم بن باعورا الذي سلبه اتباع هواه الحياة الطيبة التي كان فيها. قال تعالى في الايتين الخامسة والسبعين بعد المئة والسادسة والسبعين بعد المئة من سورة الأعراف: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ{۱۷٥} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{۱۷٦}".
شكرا لجميل إصغائكم أعزائنا لحلقة اليوم من برنامج (حياة القرآن) إلى لقائنا المقبل دمتم بكل خير.