السلام عليكم مستمعينا الأعزاء ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نستلهم فيها من كتاب الله المجيد أصلا آخر من أصول الحياة القرآنية الطيبة وهو أصل الدعوة لتنشيط دور العقل في إيصال الإنسان إلى أسمى مراتب الكمال والسعادة في الدنيا والآخرة.
قال الله تبارك وتعالى في الآيتين السابعة عشرة والثامنة عشرة من سورة الزمر: "وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ{۱۷} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ". أيها الإخوة والأخوات، قيل في تعريف (اللب) بأنه العقل الزاكي الخالص من شوائب التأثر بالأهواء والشهوات، أي أن "أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"هم الذين يستثمرون نعمة العقل بالصورة السليمة التي تجعلهم يتحررون من جميع أشكال التعصب ويتفكرون فيما حولهم وفي مختلف الآراء والأقوال ويتبعون أحسن هذه الأقوال والعقائد وبالتالي أقدرها على إيصالهم إلى تحقيق ما يرومونه من سعادة وكمال، ويجتنبون كل ما يجلب لهم الإنحطاط والشقاء في مختلف شؤونهم الحياتية.
وهؤلاء هم الذين يبشرهم الله عزوجل بتحقيق ما يطلبونه من سعادة دائمة وهم الذين يعينهم ويهديهم للوصول إلي ذلك ببركة حسن استفادتهم من نعمة العقل وهي من أعظم نعم الله عزوجل على الخلق.
إذن فالعقل السليم هو خير سلاح جهز به الله عزوجل عباده لمكافحة الأهواء والتعصب الجاهلي والسير به على الصراط المستقيم الموصل إلى كل خير وسعادة وبه يعيش الإنسان الحياة الطيبة.
هذه أعزائنا خلاصة حلقة اليوم من برنامج (حياة القرآن) استمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
دمتم بكل خير وفي أمان الله.