البث المباشر

رعاية حقوق سائر المخلوقات

الأربعاء 8 مايو 2019 - 08:57 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، أهلا بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها للحديث عن أصل آخر من أصول الحياة القرآنية الطيبة وهو أصل الأخذ بالرفق والعدل والإحسان في التعامل مع سائر مخلوقات الله عزوجل، كونوا معنا.
أعزائنا المستمعين تنبهنا كثير من الآيات الكريمة إلى أن سائر المخلوقات هي أمم مثل الأمة البشرية ولذلك يجب معرفة حقوقها ورعايتها قال الله تبارك وتعالى في الآية الثامنة والثلاثين من سورة الأنعام: "وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ" وقال جلت قدرته في الآية التاسعة والاربعين من سورة النحل: "وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ"..
ونقرأ في الآية التاسعة والسبعين من سورة الأنبياء: "وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ" وفي الآية الحادية والاربعين من سورة النور يقول تبارك وتعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ".
وفي بحار الأنوار قال العلامة المجلسي: (روي عن أبي ثابت قال: كنت جالسا عند أبي جعفر الباقر _عليه السلام_ فقال لي: أتدري ما تقول هذه العصافير عند طلوع الشمس وبعد طلوعها؟.. إنهن يقدسن ربهن ويسألنه قوت يومهن).
وفيه أيضا عن رسول الله _صلى الله عليه وآله_ قال: من قتل عصفورا عبثا جاء يوم القيامة يعج _أي يشتكي_ إلى الله تعالى يقول: يا رب إن هذا قتلني عبثا لم ينتفع بي ولم يدعني فآكل من حشارة – أو في رواية من حشائش الأرض.
وروى الشيخ الصدوق في كتاب (عقاب الأعمال) عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال: (إن امرأة عذبت – أي أصابها عذاب الله – في هرة ربطتها حتى ماتت عطشا)، وعنه – عليه السلام – في كتاب (مكارم الأخلاق) قال: (أقذر الذنوب ثلاثة: قتل البهيمة وحبس المرأة ومنع الأجير أجره).
مستمعينا الأفاضل، والأحاديث الشريفة في أبواب الرفق بالحيوان والتوسعة عليه كثيرة جدا جمع المحدث الجليل الحر العاملي شطرا منها في أبواب السفر من كتاب الحج، وهي تبين لنا مفصلا أن من أصول الحياة القرآنية الطيبة عدم الإقتصار على رعاية حقوق الإنس بل الإهتمام برعاية حقوق مخلوقات الله عزوجل وحسن الإستفادة منها...
أعاذنا الله وإياكم على الإلتزام بهذا الأصل وسائر أصول الحياة الطيبة. وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامجكم (حياة القرآن) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، دمتم بكل خير وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة