البث المباشر

ظلم النفس

الثلاثاء 7 مايو 2019 - 14:36 بتوقيت طهران

سلام من الله عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته.
يسرنا أن نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج ومع أصل آخر من أصول الحياة الطيبة التي عرفنا بها ودعانا إليها ربنا الرحمن الرحيم في كتابه المجيد.
ومن هذه الأصول أصل اجتناب ظلم النفس بارتكاب الذنوب والمعاصي، أعاذنا الله وإياكم منها.
أيها الأحبة، تصرح كثير من الآيات الكريمة بأن ارتكاب المعاصي والذنوب هو ظلم فظيع للنفس، لأن الله تبارك وتعالى حكيم عليم رحيم غني عن العباد، ولذلك فهو لم يأمرهم إلا بما فيه صلاحهم ولم ينههم إلا عما فيه ضررهم وشقاؤهم، ولذلك فإن عصيانه بعدم الإلتزام بأوامره يحرم النفس من بركات ومنافع العمل بهذه الأوامر، كما أن عصيانه جل جلاله بارتكاب ما نهى عنه يجلب على النفس الشقاء والأضرار التي تشتمل عليها الأعمال السيئة.
قال الله تبارك وتعالى في الآيات التاسعة عشر إلى الثالثة والعشرين من سورة الأعراف ضمن حديثه عن قصة أبينا آدم (عليه السلام):
" وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ{۱۹} فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ{۲۰} وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ{۲۱} فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ{۲۲} قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{۲۳}".
وقد روي عن مولانا أميرالمؤمنين (عليه السلام) أنه قال "ظلم نفسه من عصى الله وأطاع الشيطان"، قال (عليه السلام): "من أهمل العمل بطاعة الله فقد ظلم نفسه".
وروي عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) قال:
كتب رجل إلى أبي ذر (رضي الله عنه): يا أباذر أطرفني بشيء من العلم. فكتب (أبوذر) إليه: إن العلم كثير ولكن إن قدرت أن لا تسيء إلى من تحبه فافعل.
فقال له الرجل: وهل رأيت أحداً يسيء إلى من يحبه؟!
فقال أبوذر: نعم، نفسك أحب الأنفس إليك فإذا أنت عصيت الله فقد أسأت إليها.
أعاذنا الله وإياكم أحبتنا، من ظلم أنفسنا بمعصية الله الرحيم الرحمن وإطاعة الشيطان، ووفقنا لجلب الخير والحياة الطيبة إليها بطاعة الرحمان وعصيان الشيطان، اللهم آمين.
نشكر لكم أيها الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (حياة القرآن) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة