البث المباشر

الحياة التي ضمن الله تبارك وتعالى لاهلها سعادة الدنيا والاخرة

الثلاثاء 7 مايو 2019 - 14:23 بتوقيت طهران

السلام عليكم أحبتنا ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نتعرف فيها إلى أصل آخر من أصول الحياة الطيبة التي دعا لها القرآن الكريم وهي الحياة التي ضمن الله تبارك وتعالى لأهلها سعادة الدنيا والآخرة.
والأصل الذي نتعرف إليه في هذا اللقاء هو اجتناب الظلم بجميع أقسامه، كونوا معنا.
أيها الأعزاء، نهى القرآن الكريم عن الظلم بمختلف أشكاله وحذر الناس من عواقبه السيئة الفردية والإجتماعية.
ومعنى الظلم في اللغة هو وضع الشيء في غير حقه بزيادة أو نقصان ومجاوزة العدل والحق، وهو يكون تارة مع الله عزوجل كالشرك الذي وصفه الله عزوجل بأنه ظلم عظيم، وأخرى يكون مع الناس بغصب حقوقهم وإساءة التعامل معهم، وثالثة يكون مع النفس بعدم إعطائها حقوقها أو بهدر طاقاتها فيما يعود بالوبال عليها.
وقد ذكر العلماء أن مرجع جميع أقسام الظلم هو ظلم النفس بالتالي، فالشرك بالله يحرم الإنسان من بركات التوحيد فيكون في النهاية ظلماً للنفس.
كما أن التجاوز على حقوق الآخرين يستتبع العقاب الدنيوي والأخروي على الظالم نفسه فيكون بذلك قد ظلم نفسه.
مستمعينا الأفاضل، وعلى ضوء ما تقدم، نجد القرآن الكريم يصرح بأن الكفر والشرك من مصاديق الظلم للنفس لأنه يحرم الإنسان من الحياة الطيبة، قال تبارك وتعالى في الآية الرابعة والخمسين بعد المائتين من سورة البقرة "وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ".
وقال عز من قائل في الآية التاسعة من سورة الأعراف، "وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ".
وفي سورة الأعراف أيضاً قال عزوجل في الآية السابعة والسبعين بعد المائة: "سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ".
وقال جل جلاله في الآية الثالثة عشر من سورة لقمان: "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ".
وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): "ظلم نفسه من رضي بدار الفناء عوضاً عن دار البقاء".
مستمعينا الأطائب، إذاً فالكفر بالله وباليوم الآخر وبسائر العقائد الإيمانية الحقة هو من أوضح مصاديق ظلم النفس لأنه، كما تقدم، يحرمها من بركات الإيمان والحياة الطيبة التي يحققها للإنسان، ولذلك نهى عنه الله تبارك وتعالى رأفة بعباده.
وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامجكم (حياة القرآن) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة