السلام عليكم أيها الأعزاء ورحمة الله وبركاته،
أيها الأحبة تقوى الله هي من أهم معالم الحياة التي يدعونا لها تبارك وتعالى، ومعنى التقوى هو اتقاء غضب الله جل جلاله، وتحققها يكون بالعمل بما أمر وإجتناب ما نهى عنه.
وفي ذلك يتحقق صالح الإنسان وصلاحه وطيب حياته في الدنيا والآخرة، وقد صرحت كثيرٌ من النصوص الشريفة على أن تقوى الله هي وسيلة الفلاح وسبب لنزول الرحمات والبركات.
قال جل جلاله في الآية السادسة والتسعين من سورة الأعراف:
"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ".
وقال تبارك وتعالى في الآية الثلاثين من سورة النحل:
"وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ".
هذه الحقيقة القرآنية يبينها يعسوب المتقين وأميرالمؤمنين في المروي عنه في نهج البلاغة وأمالي الشيخ المفيد وأمالي الشيخ الطوسي وغيرها من المصادر المعتبرة أنه قال:
"إعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركوا أهل الدنيا في آخرتهم، سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما أكلت، فحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون وأخذوا منها ما أخذ الجبابرة المتكبرون، ثم إنقلبوا عنها بالزاد المبلغ والمتجر المربح، أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم، وتيقنوا أنهم جيران الله في آخرتهم، لا ترد لهم دعوة ولا ينقص لهم نصيب من لذة".
مستمعينا الأفاضل، ويعلمنا الإمام علي- عليه السلام- في نصّ آخر المعيار الذي يهدينا الى الأخذ بتقوى الله وبالتالي الفوز بكرامة الدنيا والآخرة، حيث يقول في كلامٍ له مروي في نهج البلاغة وغيره:
"إن جعلت دينك تبعاً لدنياك أهلكت دينك ودنياك وكنت في الآخرة من الخاسرين، وإن جعلت دنياك تبعاً لدينك أحرزت دينك ودنياك وكنت في الآخرة من الفائزين".
نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حسن الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (حياة القرآن)، دمتم بكل خير وفي أمان الله.