السلام عليكم أيها الأعزاء ورحمة من الله وبركات.
أيها الأحبة، الحياة التي يدعونا لها القرآن الكريم هي الحياة الطيبة التي تقوم على ركني الإيمان والعمل الصالح، كما يبين لنا ذلك قوله عزوجل في الآية السابعة والتسعين من سورة النحل: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" وهذان الركنان هما اللذان يرسخهما في قلوبنا كتاب الله المجيد في جميع آياته الكريمة، لذلك كان الإلتصاق به وحسن التدبر في آياته وتنوير القلوب بها من أهم وسائل الفوز بالحياة الطيبة، كما تدلنا على ذلك كثير من الأحاديث الشريفة، نتلو لكم بعضها فتابعونا على بركة الله.
روي في الكافي عن إمامنا علي السجاد – عليه السلام – قال: "لو مات ما بين المشرق والمغرب لما استوحشتت بعد أن يكون القرآن معي".
وروي في كتاب فقه الرضا – عليه السلام – عن إمامنا الصادق – عليه السلام – قال: "من قرأ سورة المزمل في صلاة عشاء الآخرة، أو في آخر الليل، كان له الليل والنهار شاهدين وأحياه الله حياة طيبة وأماته ميتة طيبة". وروي في كتاب ثواب الأعمال للشيخ الصدوق عن إمامنا الباقر – عليه السلام – قال: "من قرأ في الفريضة سورة المدثر كان حقا على الله عزوجل أن يجعله مع محمد صلى الله عليه وآله في درجته ولا يدركه في حياة الدنيا شقاء أبدا إن شاء الله".
مستمعينا الأفاضل، إن الذي يفقد الإيمان والعمل الصالح يفقد بالتالي الحياة الطيبة، وتهيم نفسه في وحشة الظلمات والأمراض القلبية المتنوعة التي تسبب له الشقاء في الدنيا والآخرة، وهذا ما ينهنا له ربنا الكريم حيث يقول في الآية (۱۲٤) من سورة طه"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"
أجارنا الله وإياكم أيها الأحبة من المعيشة الضنك ببركة الايمان بالله ورسله وأوليائه صلوات الله عليهم أجمعين.
تقبل الله منكم حسن الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (حياة القرآن) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، ودمتم بكل خير.