سلام من الله عليكم أحبتنا ورحمة منه وبركات
أيها الأحبة، الإنسان _كل إنسان نعني_ تواق بفطرته إلى الحياة الطيبة يسعى إليها بكل جهده، كما أنه بفطرته يكره الشقاء والبؤس ويهرب منهما بكا طاقاته، ولكن كيف يحصل الإنسان على الحياة الطيبة وينجو من الشقاء والبؤس؟ هدانا العقل السليم إلى أن خالق الإنسان هو– تبارك وتعالى – العارف بما يحقق للإنسان الحياة الطيبة ليس في عالم الدنيا فقط بل في عالم الآخرة أيضا حيث الحياة الطيبة السرمدية الخالدة التي لا نصب فيه ولا تعب ولا ملل. كما أن الخالق الرحيم هو– جلت نعماؤه – هو القادر على إنقاذ الإنسان من البؤس والشقاء ليس في الحياة الدنيا وحسب بل من شقاء الآخرة وعذابها أجارنا الله وإياكم منه.
قال الله عز من قائل في الآية السابعة والتسعين من سورة النحل المباركة: " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".
إذن فالأصل الأصيل لفوز الإنسان بالحياة الطيبة يقوم على ركنين هما: الإيمان بالعقائد الحقة والعمل الصالح.
هذا هو الطريق للسعادة الحقيقية بينه الله لكل إنسان ذكرا كان أو أنثى، فكل من آمن وعمل صالحا فاز بالحياة الطيبة.
قال العلامة الطباطبائي رحمه الله في تفسير قوله: " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" وعد جميل للمؤمنين إن عملوا عملا صالحا وبشرى للاناث، أن الله لا يفرق بينهن وبين الذكر في قبول إيمانهن، ولا في أثر عملهن الصالح الذي هو الاحياء بحياة طيبة والأجر بأحسن العمل، على الرغم مما بنى عليه أكثر الوثنية وأهل الكتاب من اليهود والنصارى من حرمان المرأة من كل مزية دينية وحط مرتبتها عن مرتبة الرجل ووضعتها موضعا لا يقبل الرفع.
أعزائنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، ليكن مسك ختام هذه الحلقة من برنامج (حياة القرآن)، أن نتوجه معا إلى الله فندعوه بالفقرة التالية من دعاء مولانا الإمام زين العابدين حيث قال – عليه السلام –: "اللهم واجعلني ممن أطلت عمره وحسنت عمله وأتممت عليه نعمتك ورضيت عنه وأحييته حياة طيبة في أدوم السرور وأسبغ الكرامة وأتم العيش يا أرحم الراحمين".