البث المباشر

عراقجي يؤكد أن ايران لن تتفاوض مطلقاً تحت الضغط

الأربعاء 1 مايو 2019 - 16:35 بتوقيت طهران
عراقجي يؤكد أن ايران لن تتفاوض مطلقاً تحت الضغط

أكد مساعد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية في الشؤون السياسية، أن الاميركان بصدد إجبار ايران على العودة الى طاولة المفاوضات، ولكن لتعلم اميركا ان ايران لن تتفاوض مطلقا تحت الضغط.

ونقلت وكالة انباء فارس عن "اعتماد اونلاين"، أن عباس عراقجي الذي يزور تركيا لاجراء محادثات سياسية ثنائية على مستوى مساعدي وزير الخارجية والتي تقام بشكل دوري في طهران وانقرة، قال خلال كلمته في مؤسسة الافكار الاستراتيجية بأنقرة: ان الاتفاق النووي في خطر، وقد ينتهي في أي لحظة. والسبب في ذلك هو سلوك الاميركان.

وأوضح عراقجي: ان الاتفاق النووي لم يكن اتفاقا اقتصاديا، وانما كان اتفاقا امنيا.. وقد كان  اتفاقا هاما للغاية في مجال حظر الانتشار النووي، وبالطبع فإن جانبا هاما يوجد في صميم الاتفاق وهو رفع الحظر. فقد قبلت ايران ببناء الثقة بشأن برنامجها النووي السلمي، وتقبلت بعض القيود، وفي المقابل قبلت الاطراف الاخرى ان ترفع الحظر على ايران.

* نتعرض للحظر بسبب احترامنا لقرار مجلس الامن

ولفت عراقجي الى ان اميركا بخروجها من الاتفاق النووي انتهكت القرار 2231، الذي صدر تأييدا للاتفاق النووي، حيث ان واشنطن تحرض سائر الدول وتمارس عليها الضغوط من اجل انتهاك هذا القرار، وان ايران تتعرض للحظر بسبب احترامها هذا القرار.

* الاميركان يكذبون بشأن نوايا ايران في برنامجها النووي

وأشار عراقجي الى التزام ايران الدائم بعدم التوصل الى السلاح النووي، وقال: خلافا لما يدعيه الاميركان، فإن التزامات ايران في اطار هذا الاتفاق لعدم التوصل الى السلاح النووي، هي دائمة. واذا راجعتم نص الاتفاق النووي، سترون في العبارات الاولى ان ايران تعهدت انها لن تذهب باتجاه الاسلحة النووية مهما كانت الظروف. وهذا تعهد دائم. لذلك فإن اميركا تكذب بشأن وجود نهاية لهذا التعهد، وبالطبع فأن بعض تعهدات ايران ضمن الاتفاق لها تاريخ محدد.. وذلك لبناء الثقة وبعد هذه المرحلة تتحول الى عضو عادي في ان بي تي ويمكنها ان تستخدم التقنية النووية للاغراض السلمية.

* ايران منحت فرصة سنة كاملة للمجتمع العالمي

وأشار عراقجي الى ان خروج اميركا من الاتفاق النووي، يتعارض مع التزامات الادارة الاميركية، وقال: مضت سنة واحدة تقريبا على انسحاب اميركا من الاتفاق النووي. وفي هذه السنة بقيت ايران ملتزمة بالاتفاق النووي، وقد عاد الحظر الاميركي على ايران، وسواء شاء العالم ام أبى فإن النظام المالي الاميركي يخيم على الجميع، وليس امام الشركات من سبيل. وقد صبرت ايران سنة واحدة لترى هل ان سائر اعضاء الاتفاق النووي يمكنهم ان يعوضوا عن غياب أميركا؟ وعندما انسحبت اميركا من الاتفاق في الثامن من ايار/مايو 2018، طلب منا الثلاثي الاوروبي ان نصبر عدة اسابيع ليجد حلا عمليا لتنتفع ايران من ايجابيات الاتفاق، ولكن تلك الاسابيع تحولت الى سنة، ومازال الحل العملي الاوروبي مفقودا. ومازال سائر اعضاء الاتفاق لم يتمكنوا من ايجاد آلية لاستمرار عمل البنوك والتبادل المالي وبيع النفط والاستثمارات في ايران، والتي تم ضمانها في الاتفاق النووي.

ولفت عراقجي الى أن ايران اصبحت يائسة من الاتفاق النووي، وقال: ان اميركا تسعى بشدة لتحرض ايران على الخروج من الاتفاق النووي. ففي البداية خرجت من الاتفاق، ثم أعادت فرض الحظر، ثم أنهت اعفاء 8 من زبائن النفط الايراني، والآن تريد تصفير صادرات النفط الايراني، وتتحدث عن سياسة ممارسة الحد الاقصى من الضغوط. ومن السخرية انها تدعي ان هدفها من هذه الضغوط هو اعادة ايران الى طاولة المفاوضات، ففي حين تخرج من اتفاق لتصل الى اتفاق آخر. ولكن الامر الذي على اميركا ان تعلمه هو ان ايران لن تتفاوض مطلقا تحت الضغط. ولا اعتقد ان اي دولة تفعل ذلك.

وتابع: ان اميركا تسعى لتدمير الانجاز الدبلوماسي الناجح الوحيد في منطقتنا المشحونة بالازمات والمشكلات. لذلك فإن شعوب المنطقة تفقد ثقتها بالدبلوماسية ويتجذر لديها مفهوم المقاومة اكثر فأكثر. فهذه الشعوب تعتقد ان الحوار مع الغرب لا جدوى منه، ولذلك تتوصل شيئا فشيئا الى هذه النتيجةى انه لا يمكن الحديث مع الغرب باحترام، وان اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة التهديد والارعاب، لذلك فإن السبيل الوحيد هو المقاومة وليس التعامل والحوار.


* ايران ستواصل مساعدتها للجيران

وأكد عراقجي ان سياسة اميركا تجاه ايران لا تساعد في إرساء السلام والاستقرار في منطقتنا، مضيفا: ان ايران تبحث عن السلام والاستقرار في المنطقة، وقد أدت دورها في تحقيق هذا الامر. ولقد حاربنا داعش والارهاب في المنطقة، وسنواصل مساعدتنا لجيراننا، ولكن اميركا لا يمكنها ان تتوقع منا ان نكون جزءا من المخطط الذي وضعته للمنطقة. ومن المؤسف ان بعض الدول في منطقتنا تساعد اميركا لتحقق هدف تصفير صادرات النفط الايراني. فبعض الدول وعدت بسد النقص الحاصل عن غياب النفط الايراني في الاسواق، ولكنني اقول لكم ان ايران لن تسمح لأي دولة بأن تحل محلها في اسواق النفط.

 
* تحذير من التصادم بين قوات الحرس وسنتكوم

وتطرق عراقجي الى إدراج اميركا اسم حرس الثورة الاسلامية على قائمة المنظمات الارهابية، وقال ان هذا الاجراء هو الاكثر حماقة. وفي المقابل فإن ايران وضعت سنتكوم (القيادة المركزية الاميركية) على قائمة الارهاب. ومن المهم ان تعلموا ان هذه القوات في مواجهة بعضها البعض في ظروف متباينة وخاصة في الخليج الفارسي. وبما انها ترى الآخر ارهابيا، فمن الممكن ان يقع اي حادث. وهذه قضية خطيرة جدا. ومن هنا اقول لكم ان اي حادث قد يقع، فإن مسؤوليته تقع على عاتق اميركا.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة