سلام الله عليكم أيها الأعزاء ورحمة منه وبركات..
أهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها لحديث جامع في بيان فضيلة الثبات على الدين الحق في ظل صعوبات زمن غيبة مولانا بقية الله المهدي الموعود عجل الله فرجه، تابعونا مشكورين.
روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: أيما أفضل؛ العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحق ودولته مع الإمام منكم الظاهر؟ فقال يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عزوجل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق، وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق واعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة، مستتر بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستتراً بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله عزوجل بها له خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها، كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة، كتب الله عزوجل له بها عشرين حسنة ويضاعف الله عزوجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه وأمسك من لسانه أضعافاً مضاعفة إن الله عزوجل كريم.
أيها الكرام، وبعد أن بين الإمام الصادق – عليه السلام – فضيلة الثبات على الدين الحق في عصر الغيبة وكذلك فضيلة العبادة في حالات الخطر، سأله الراوي عمار الساباطي قائلاً: قلت جعلت فداك قد والله رغبتي في العمل، وحثثتني عليه، ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالاً من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ونحن على دين واحد؟ فقال: إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عزوجل وإلى الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سراً من عدوكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له، صابرين معه، منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة، تنتظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة، قد منعوكم ذلك، واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف مع عدوكم، فبذلك ضاعف الله عزوجل لكم الأعمال، فهنيئاً لكم..
شكراً لكم أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (أفضل الأعمال) دمتم في رعاية الله.