البث المباشر

لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ

الثلاثاء 30 إبريل 2019 - 15:40 بتوقيت طهران

سلام من الله الرحمن الرحيم عليكم أيها الإخوة والأخوات...
أزكى تحية ملؤها من الله الرحمة والبركات نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج وقد أعددنا لكم قصة أخت من الدنمارك في أروبا هداها الله عزوجل للإسلام دينه الحق وجعل بجميل تدبيره إنطلاقتها إليه من الصورة المشوهة التي تظافرت لترويجها عن الإسلام دوائر أعدائه.
وفي هذه القصة درس كبير يفصح عن حقيقة أن ما من شيء يمكن أن يحجب نور الهدى الإلهي عن الوصول إلى المستعدين للتنور به.. تابعونا على بركة الله.
أيها الأطائب القصة التالية نقتبسها من حوار أجراه الأخ صفاء السعدي مع صاحبة هذه القصة وزوجها خلال زيارتها للمشهد الحسيني المبارك ونشرها بتأريخ ٥/۷/۲۰۱۲ على موقع العتبة الحسينية المقدسة على شبكة الإنترنت.
إنها قصة الأخت المسيحية الدنماركية التي إختارت لنفسها بعد إسلامها إسم (زهراء مجيد) وقد مهد لنقل قصتها زوجها الأخ (أمجد سعيد) العراقي الجنسية والمقيم في هذا البلد الأوروبي، حيث صور بدقة الأجواء التي جاء إعتناق هذه الأخت الدنماركية للإسلام حيث قال:
(إن المجتمع الدنماركي مجتمع متطور لكنه مغلق ويفتقد لكل أشكال الروابط الاجتماعية الموجودة لدى المجتمع الشرقي والمسلم. أما بالنسبة لنا فالمشكلة التي تواجهنا في صعوبة الاندماج هي أن فئات قليلة جدا من المجتمع الدنماركي تعرف أن هناك اختلافات جوهرية بين الفئات المعتنقة للدين الاسلامي، كما أنهم وبسبب الجهل لم يعد بامكانهم التمييز بين مذهب وآخر ويرون إن الجميع هم من تلك الفئة المشهورة لديهم وأن لا وجود للملل الأخرى).
ويبين الأخ أمجد سعيد العوامل التي جعلت هذا المجتمع الأوربي كأغلب المجتمعات الأوروبية يحمل صورة سيئة عن الإسلام تؤدي إلى ابتعاد الأوروبيين عن التفكير في إعتناقه، قال حفظه الله، في هذه المقابلة:
(ان العديد من المسلمين الذين يتخذون منهج التطرف يتعاملون مع المواطن الدنماركي معاملة سيئة بعيدة عن روح الإسلام ما جعلهم يعطون انطباعاً أن المسلمين متعصبون وعنصريون بالجملة، وقد ظهرت تداعيات ذلك بعد التفجيرات التي طالت بعض الدول الاوربية حيث تركت لديهم انطباعا حول عدم وجود أحترام والتزام المسلمين بقوانين الدول المتواجدين فيها).
وعن مشاكل الاندماج التي تواجه المسلمين في الدنمارك خصوصا بعد حادثة الإساءة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من خلال الرسوم الكاركاتورية وغيرها تحدّثَ أمجد قائلاً: (لقد كانت نظرة المجتمع الدنماركي للمسلمين عموماً تعبّر عن جهل تام فضلاً عن أن ردود الأفعال الكبيرة التي وجهتها بعض دول الإسلام كانت في غير محلها من ناحية كيفية التصدي لمثل هذا الامر، في حين أقامت بعض مؤسساتنا الشيعية ندوات ولقاءات مع الدنماركيين لعرض وجهة نظرنا في رفض الإساءة للرسول صلى الله عليه وآله من خلال تعريفهم بشخصه (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الأطهار عليهم السلام ودورهم الفعال في تثبيت أركان ديننا الحنيف بالتسامح والعدالة والخير والاحترام بعيدا عن التطرف والتشدد الذي تنتهجه بعض طوائف المسلمين).
وهنا – مستمعينا الأطائب – نلمح جميل اللطف الإلهي بالعباد إذ بعث في هذه الأخت الدنماركية روح البحث الفطري عن الحقيقة عن الدين الحق في ظل هذه الأجواء المضادة، تقول الأخت زهراء مجيد ما ترجمته:
(إن المجتمع الدنماركي يتصور أن المسلمين هم من أدنى طبقات المجتمع وهذه النظرة موجودة وأعرفها لديهم كوني كنت جزء منهم، إنهم يرون المسلمين على انهم ليسوا من ذوي الثقافات وهذا نابعُ من جهل بثقافة الإسلام الأصيل؛ أما عن فكرة اعتناقي الاسلام فقد جاءت القناعة لاعتناق الإسلام بعد قرائتي لكتاب يتحدث عن شخص مسلم تزوّجَ من امرأة اجنبية وقد انتقل معها الى احدى الدول حينها بدأ يعاملها معاملة سيئة وخشنة، وقد قرأت في الكتاب ايضا ان المسلمين هم أناس وحشون بعيدون عن التصرف اللائق والصفات المحمودة فعندها بدأت بالتحقيق حول المسلمين لمعرفة الامر لأنه لا يمكن ان يكون المسلمون بأجمعهم متعصبين، فبدأت التحقيق حول الدين الاسلامي وقوانينه وعقائده ومحتواه، وعندما جمعت المعلومات الكافية أدركت عن قناعة انه الدين الحق).
من هنا كانت إنطلاقة الأخت الدنماركية زهراء مجيد لإزاحة الغبار عن صورة الإسلام النيرة، يقودها العقل السليم الذي جعله الله الحجة الذاتية على كل إنسان، ولتكمل ثمار بحثها العقلي بهداية حجج الله المعصومين – عليهم السلام – تقول أختنا زهراء ما ترجمته:
(من جملة الاسباب التي دعتني للتحقيق في الدين الاسلامي ومن ثم اعتناقه هو كون الديانة المسيحية تحتوي على نواقص ومتناقضات عديدة.. وقد انتميتُ الى المذهب الجعفري مباشرة لأنني قرأت القرآن والأحاديث النبوية وعندها عرفتُ فضائل اهل بيت النبي محمد صلى الله عليه واله، وأفتخر بانتمائي لمذهب الحق والعدل، وأنا اليوم أجدد العهد مع الرسول الأعظم محمد(ص) بزيارتي لمدينة الحسين (عليه السلام) التي وجدتها بأحسن حالاتها متمثلة بقدسية المراقد الطاهرة و بكرامة أهلها وبعد أن هداني الله تعالى إلى الإسلام تمكنتُ من فتح الحوار مع عدد من النساء والفتيات الدنماركيات لتعريفهن بمبادئ الإسلام الحقيقية التي تتصف بالعدل والإحسان والتسامح؛ لقد تمكنتُ من فتح الحوار مع هؤلاء النساء والفتيات الدنماركيات اللواتي استغربنَ انتمائي للدين الاسلامي، وقد اتخذتُ من نقطة استغرابهن هذه منطلقاً للتأثير عليهن للانتماء للدين من خلال عرض الاسلام بشكله الجميل والمتسامح وعرض الآية القائلة "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ".
ونلاحظ – مستمعينا الأكارم – البهجة الإيمانية الجميلة التي صبغت مشاعر هذه الأخت الأوروبية ببركة تشبعها بالقيم السامية التي يبثها الإسلام في اتباعه الصادقين، تقول أختنا (زهراء مجيد) الدنماركية في ختام حديثها ما ترجمته:
(ان الدين الاسلامي وفّرَ لي الإحساس بالأمان والطمأنينة لأننا وجدنا من خلاله التواصل والترابط الموجود بين المسلم والمسلم الآخر وهو ما ميزه عن باقي الديانات، كما استطعت أن أحصل على كامل حقوقي من خلال الدين الاسلامي وأن أمارس الطقوس الاسلامية حيث تمكنت من ارتداء الحجاب بحرية تامة وهو على خلاف ما كان في بيت عائلتي قبل زواجي حيث كنت ممنوعة من ذكر كل شيء يتعلق بالاسلام إذ اعتنقت الدين الاسلامي وعمري ۱٥ سنة، ولم استطع ان ارتدي الحجاب إلا بعد بلوغي ۱۸ سنة وهي السنة التي تم زواجي فيها أتمنى أن يعم ألإسلام الأرض أجمعها وأن نجعل من الدين ألإسلامي دين المحبة والسلام للعالم أجمع ،بعدد من الكلمات الباعثة للأمل والمحبة والداعية للتعايش السلمي بين المسلمين والأديان الأخرى).
كانت هذه خلاصة قصة إسلام أختنا الدنماركية (زهراء مجيد) عرضناها لكم مستمعينا الأطائب في حلقة اليوم من برنامج (أسلمت لله)... لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب الشكر على طيب المتابعة مقروناً بخالص الدعوات دمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة