السلام عليكم مستمعينا الأعزة ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، أعددنا لكم فيه من قصص الذين هداهم الله لدينه الحق فأسلموا له مخبتين، قصة شاب عانى في بحثه عن الله والحق من التعقيدات التي أوجدتها أيدي المحرفين في الديانة المسيحية التي جاء بها السيد المسيح عيسى روح الله على نبينا وآله أفضل التحية والسلام.
وبسبب هذه المعاناة إنجذب إلى الإسلام المحمدي الأصيل إذ وجد في يسر عقائده وأحكامه النهج الواضح الذي تتطلع له الفطرة السليمة وتنسجم معه.
فكانت قصة إسلامه مصداقة للحديث النبوي الشهير المروي عن المبعوث رحمة للعالمين الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – أنه قال: "جئتكم بالسهلة السمحاء".
هذا الشاب هو الأخ (يوحنا توماس) الذي نشر قصته مختصرة على إحدى المنتديات الإسلامية في شبكة الإنترنت، وبعبارات مؤثرة وبينة ننقلها لكم بعد قليل فتابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، جاءت كلمات الأخ يوحنا توماس في نهاية محاورات طويلة أجراها مع عدد من الإخوة عبر شبكة الإنترنت منهم الأخ حميد الغانم والأخ أبو أسد البغدادي وغيرهما بشأن العقائد الإسلامية.
وقد كتب الأخ يوحنا الكلمات التالية ليلخص فيها رحلته الطويلة في البحث عن الحق وابتدأها ببيان حقيقة أن عدم إنسجام عقيدة التثليث في المسيحية المحرفة مع الفطرة الإنسانية التي جبلت على التوحيد الخالص، كان العامل الأساس الذي دفعه للتشكيك بصحة الدين الذي ورثه عن آبائه وبالتالي برحلة دراسة الأديان الأخرى.
يقول أخونا يوحنا توماس:
(أتيت إلى هنا لكي أكتشف بعض الحقائق التي أسميتها سابقاً حجر عثرة بيني وبين الإسلام، ولكن الآن أنا مؤمن – وبعد تعرفي على ركائز الإسلام الأساسية – أن هذه الأشياء هي شبهات فرعية سوف تنجلي بالحوار البناء.
لقد عشت غير مقتنع بمسألة (الثالوث) والتجسد والصلب والفداء وغيرها من العقائد الصعبة التي لم أفهمها بالرغم من الشرح المكثف من الآباء والكهنة والكتب الدينية وكنت أتساءل: إذا أرادنا الله أن نؤمن فهل يصعب الإيمان علينا أم يسهله؟ الجواب البديهي: يسهله طبعاً، ولكن هذا عكس ما وجدته في قصة الثالوث والتجسد والصلب والفداء، لقد وجدت أن الله جعل المسألة متشابكة صعبة يفهمها كثير من المسيحيين إلى اليوم.
كنت أتساءل: ما ذنب الجاهل إذا أراد أن يؤمن كيف سيفهم هذه العقائد؟)
وكانت هذه مستمعينا الأفاضل إنطلاقة الأخ يوحنا توماس للبحث عن الحقيقة وأقدم على ذلك من خلال دراسة الأديان ليعرف أيها أقرب إلى الفطرة وأيها يعبر عن الإنسجام مع التطلعات الفطرية للإنسان، وأيها يكشف عن رحمة الله بعباده عزوجل حيث يقدم لهم الدين الذي يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، وبالطبع فإن المقصود هو الأديان بصيغتها الحالية التي أدخلت عليها التحريفات التلمودية الأمر الذي شوه صورة عقيدة التوحيد الخالص فيه وكذلك شوه الصورة النقية لزعماء الإسلام وخاصة النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – وكل ذلك أوجد في نفس هذا الباحث عن الحقيقة الشبهات التي أشار إليها في بداية حديثه، وقد حلت له مشكلتها وأزيحت عن قلبه غبارها ببركة تأثره من جهة بحسن تعامل أتباع مدرسة الثقلين معه، وقوة منطقهم ومن جهة ثانية تدبر العميق في أحاديث أهل البيت النبوي والسنة المحمدية النقية التي تشتمل عليها أحاديثهم.
يقول الأخ يوحنا توماس الذي إختار لنفسه لاحقاً إسم (يوحنا المحمدي):
(إن حسن منطق هؤلاء – يعني أتباع مدرسة الثقلين – وجميل تعاملهم معي وطريقة كلامهم بينت لي كيف أن نبيهم وأئمتهم قد أحسنوا تربيتهم.. فتصفحت كتبهم ودرست التوحيد عندهم وعرفت الحق من أهله، وبعد خمس سنوات من التعب والقلق والبحث، وبعد أسبوعين من القلق والحيرة وقلة النوم إتخذت قراري الذي لن أندم عليه.. أنا الآن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذه شهادة الإسلام، ولكن أشهد أيضاً أن علياً ولي الله لأنه هو الذي عرف كيف يربي أتباعه وكيف يعطيهم المنهج الصحيح.
أنا الآن أرتعش ودموعي تتساقط ولا أستطيع وصف الشعور الذي أشعر به وأنا أكتب هذه الكلمات، شكراً لله على هدايتي وشكراً لكل من ساعدني، شكراً لكل الإخوة والأحباء الذين أنار الرب حياتي بهم، أتمنى من الآن أن تسموني: يوحنا المحمدي).
أيها الإخوة والأخوات، بقي أن نسجل هنا قضيتين نستفيدهما من قصة أخينا يوحنا توماس الذي أصبح يوحنا المحمدي، الأولى أن عرض حقائق الإسلام وعقائده التوحيدية باليسر والسماحة التي جاء بها بعيداً عن التعقيدات والتكلفات الكلامية هو من أنجع الأساليب في جذب القلوب إلى الدين الحق، وهذا هو المشار إليه في قول الإمام الرضا – عليه السلام -: لو عرف الناس محاسن كلامنا لاتبعونا.
أما القضية الثانية فهي أن أخطر ما ينفر الناس ويبعدهم عن الإسلام هو التحريفات الإسرائيلية والأموية التي أدخلت عليه وكانت منشأً للممارسات الإرهابية للوهابية والجماعات التكفيرية.. وهذا ما ينبغي تنقية الإسلام منه والإعلان للعالمين بأنه ليس منه مثلما أن عقيدة التثليث ليست من المسيحية الأصيلة التي جاء بها عيسى روح الله عليه السلام.
وبهذه الملاحظة ننهي حلقة اليوم من برنامج (أسلمت لله) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.