سلام من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة الله، تحية مباركة طيبة نحييكم بها ونحن نلتقيكم على بركة الله في لقاء اليوم من هذا البرنامج الذي نعرض فيه قصص الذين هداهم الله عزوجل لدين السعادة والحياة الطيبة الكريمة.
أيها الأكارم، روي عن الإمام الباقر – عليه السلام – أنه قال: "وهل الدين إلا الحب" هذه الحقيقة الناصعة في الإسلام هي التي جذبت إليه الفيلسوف الألماني (أندرياس كامس) فاعتنقه عن حب ورغبة بعد رحلة من التأمل والتحليل المفهومي الفلسفي، نعرض لكم في هذا اللقاء جوانب من قصته طبقاً لما أوردته صحيفة (البيان) الإماراتية.. تابعونا مشكورين.
أعزاءنا المستمعين، لقد دفع حب الحكمة الأستاذ (أندرياس كامس) إلى التخصص في دراسة نظريات التأمل والمعرفة والتحليل المفهومي الفلسفي وهو ابن ألمانيا مهد الفلسفة الغربية، لكنه لم يعثر على بغيته الفطرية إلا في الإسلام وفي الفلسفة الإلهية التي يحملها هذا الدين الحق، لقد إنجذب إليه لأنه وجد في فلسفة الإسلام (رسالة الحب) وهي الرسالة التي تنفذ للقلوب وتجعلها تسلم لله عزوجل طواعية وشوقاً وحباً له تبارك وتعالى، وهذا هو إسلام الأحرار.
وكانت بداية رحلة هذا الفيلسوف لاعتناق الإسلام، في سنة ألفين وسبع للميلاد عندما زار مصر والتقى شاباً مؤمناً اسمه (حسن) فأثار سلوكه إستغرابه وهو القادم من إحدى أهم عواصم الغرب الأسير للرؤى المادية، يقول أندرياس: (كان صديقي حسن يفعل كل شيء بحب كبير وهو الأمر الذي لم أجده في حياتي إطلاقاً في ألمانيا.. إن صديقي حسناً كان يفعل كل ما في وسعه ليساعد الآخرين وهو ما جعلني أتمنى أن أكون مثله، وجعلني أسأل ما الأمر الذي يجب أن أفعله لأكون مسلماً؟ فأجابني حسن بأن علي أن أنطق بالشهادتين وهو ما فعلته وشعرت بعدها بارتياح كبير).
مستمعينا الأفاضل، عندما نقرأ قصة إعتناق الفيلسوف الألماني (أندرياس كامس) للإسلام نتذكر الحديث الشريف الشهير المروي عن الإمام الصادق – عليه السلام – حيث قال: (كونوا لنا دعاة بغير ألسنتكم) فقد كانت البارقة التي هدت هذا الفيلسوف الغربي للدين الحق حسن تعامل الشاب المصري حسن الصعيدي معه فقد ذاق به رحمة الإسلام وحب الإسلام للناس جميعاً.
لقد جاء أندرياس إلى مصر سائحاً في زيارة قصيرة، وخلالها شاهد حسناً وهو يصلي، فشده خشوعه فالتقط له صورة وهو في تلك الحالة ثم اعتذر منه لأنه التقط له صورة وهو يتعبد ظناً منه أن ذلك يعكر عليه صفو تعبده، فأجابه حسن قائلاً (أنا سعيد لأنني أعبد ربي).
وهكذا بدأت علاقة صداقة بينهما إندفع فيها حسن لخدمة هذا السائح الغربي دون أن يتوقع منه أجراً، فسأله مستغرباً عن ذلك وهو غير مسلم، فأجابه حسن: (أنا أعاملك لله).
أيها الإخوة والأخوات، واستمرت هذه الصداقة بين الشاب المصري حسن الصعيدي وبين الفيلسوف الألماني (أندرياس كامس)، وأتت ثمارها بعد سنتين، يقول حسن: (بعد سنتين من الصداقة قرر أندرياس القراءة والتعمق في الإسلام وتعلم اللغة العربية لكي يستعين بها في قراءة القرآن الكريم).
وهكذا إستمر الفيلسوف الألماني في دراسة الإسلام والقرآن الكريم لمدة سنتين أخريين لتدخل أنواره قلبه وتثير كوامنه الفطرية فيرى الجمال والحب في كل شيء، يقول أندرياس متابعاً حكاية قصته: (إن الإسلام بالنسبة لي هو رسالة حب، عرفته بذلك بعد سنتين من القراءة والتعمق، وهذه أجمل رسالة ممكن أن يراها الإنسان في حياته، إن جوهر الديانات هو التغلب على الغرور، والإسلام يشجع على الحب وهو ما يسهل التواصل مع الناس بحب وهو أمر غير موجود في باقي الديانات).
أيها الأكارم، لقد فتح الله عزوجل قلب هذا الفيلسوف الغربي على الإسلام بالرغم مما كان يحمله ذهنه من صورة هي في غاية التشويه للإسلام تصوره في أقسى درجات العنف والقسوة والوحشية وكل ما يناقض رسالة الحب التي نفذت إلى قلبه، يقول إندرياس: (لم أكن أعرف عن الإسلام غير الحروب الصليبية وبعض التعاليم البسيطة والصورة السيئة المتجسدة عن الإسلام في اوربا وباقي دول العالم، وهو الأمر الذي وجدته غير مشجع في بداية الأمر).
إذن فقد كان ذهن هذا الفيلسوف الغربي محملاً بكل ما يصده عن الإسلام ويبعده عنه ولكن رسالة الحب التي حملها إليه الشاب المؤمن حسن الصعيدي إستطاعت أن تخرق كل هذه الحجب وتدخل قلب أندرياس وتنوره بنور الإسلام ببركة حب ذلك الشاب لخدمة خلق الله حباً لله تبارك وتعالى.
مستمعينا الأطائب، ونلمح في قصة إعتناق هذا الفيلسوف الألماني للإسلام قوة التحول الذي شهده بعد إسلامه، فنجد الحب الإلهي الذي دخل قلبه جعله يتغلب على رفاهية العالم المادي الذي ألفه وصعوبات تقدم العمر، لكي يتحمل صعوبات الصوم رغم نصائح طبيبه الخاص.
قال الفيلسوف أندرياس كامس في تتمة قصته: (واجهت بعض المتاعب الصحية بسبب صيام شهر رمضان، وهو ما جعل طبيبي ينصحني بأن لا أصوم شهر رمضان في فصل الصيف لكنني تغلبت على ذلك بالروحانية).
وهذه هي الروحانية التي توجدها قيم المحبة الإلهية في قلوب المؤمنين، تضاعف من قوتهم في مختلف مجالات الحياة وشؤونها فلا يقهرهم شيء، يجعلهم يطيعون الله حباً له ويعبدونه حباً له ويتجنبون معاصيه حباً له عزوجل ويسلمون له بالدين الحق دين الحب وهل الدين إلا الحب كما قال إمامنا الباقر عليه السلام.
كانت هذه، مستمعينا الأكارم، قصة إهتداء الفيلسوف الألماني أندرياس ماكس إلى إعتناق الإسلام نقلناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم (أسلمت لله) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، نشكر لكم كرم المتابعة ودمتم بكل خير.