وبحسب تقارير صادرة عن معهد الدراسات البحرية الأميركي، فإن حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" واجهت خلال الأشهر الماضية أربع حوادث كبرى كان بالإمكان منع معظمها، لكن نتائجها انعكست بخسائر مادية، وإتلاف طائرات مقاتلة، وأضرار فنية في المنظومات التشغيلية للسفينة.
وأشارت التحقيقات إلى أن قوة المهام البحرية الأميركية عملت في “ظروف تشغيلية تتجاوز طاقتها”، وسط نقص بشري يُقدّر وفق اعترافات رسمية بحوالي 18 ألف بحار، ما تسبب في حالة من الإرهاق لدى الطواقم وانخفاض مستوى التنسيق والجاهزية.
كما أظهرت النتائج أن الهجمات المتكررة للطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية أدت إلى خلل في الاستجابة الدفاعية، وأجبرت البحرية الأميركية على اعتماد إجراءات ترقيعية عاجلة لتقليل مستوى المخاطر.
وفي سياق متصل، أعلنت واشنطن مؤخراً عن تشكيل قوة مهام جديدة تحمل اسم "سكوربيون سترايك"، تعتمد على وحدات مسيّرة عالية الحركة، في خطوة اعتبرها خبراء عسكريون اعترافاً بتغير بيئة القتال، وبحاجة المؤسسة العسكرية الأميركية إلى تطوير تكتيكات غير تقليدية لمواجهة التهديدات منخفضة التكلفة.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوتر في البحر الأحمر، وتنامي الضغوط العسكرية على القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، وسط تقديرات بأن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات أعمق في العقيدة الدفاعية الأميركية نتيجة التحديات الحالية.