وأوضح سالاريه أن هذه الأقمار الثلاثة ستُطلق بشكل متزامن، في خطوة تُعدّ إنجازاً استراتيجياً آخر يُضاف إلى سجل التقدم العلمي والصناعي الإيراني في ميدان الفضاء، مؤكداً أن هذه المشاريع تأتي في إطار تعزيز البنية التحتية الفضائية المحلية ودعم الاستخدامات التطبيقية لبيانات الأقمار الصناعية في المجالات التنموية والبيئية والاقتصادية.

وأشار إلى أن قمر "كوثر-2"، الذي تم تصميمه وتصنيعه من قِبل شركة إيرانية قائمة على المعرفة، يُعدّ رمزاً للتطور السريع في الصناعات الفضائية الخاصة داخل البلاد.

ويتميز القمر الجديد بقدرته على التقاط صور بدقة تصل إلى أربعة أمتار، ما يجعله أداة مهمة في مجالات الزراعة الذكية، ومراقبة البيئة، ورسم الخرائط الحضرية. ويبلغ وزنه نحو 50 كيلوغراماً، وسيُوضع في مدار متزامن مع الشمس على ارتفاع يقارب 500 كيلومتر.

كما خضع "كوثر-2" لتحديثات تقنية واسعة شملت أنظمة الاتصالات، وحمولة التصوير، ومعالجة البيانات، مما رفع من كفاءته التشغيلية مقارنة بجيله السابق.

أما قمر "بايا" فيُعدّ من الأقمار الصناعية الإيرانية المتخصصة بالقياس والمراقبة البيئية، حيث يستطيع التقاط صور ملونة بدقة 10 أمتار وأخرى بالأبيض والأسود بدقة 5 أمتار، مما يتيح له أداء دور أساسي في رصد التغيرات المناخية، وإدارة الموارد الطبيعية، ومتابعة استخدامات الأراضي.

في حين يُعتبر قمر "ظفر"، الذي طوّرته جامعة إيران للعلوم والتكنولوجيا، من مشاريع التصوير المتقدمة، بقدرة تصوير تتراوح بين 16 و26 متراً، ويهدف إلى توفير صور دقيقة لسطح الأرض تُستخدم في دعم مشاريع التنمية المستدامة وحماية البيئة وتخطيط المدن.

وسيتم تنفيذ عملية الإطلاق عبر منصة إطلاق أجنبية، في إطار التعاون العلمي والتقني المشترك، على أن تُدار المهام التشغيلية والتحكم في الأقمار بالكامل من داخل إيران.

ويؤكد هذا الإنجاز الجديد على تسارع النهضة الفضائية الإيرانية، وعلى الإرادة الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في التقنيات الاستراتيجية، بما يُسهم في بناء اقتصاد فضائي متكامل يقدم خدمات علمية وعملية للمؤسسات التنفيذية والقطاعات الحيوية في البلاد.