البث المباشر

قاعدة "سِبِهر" ودورها في استقبال صور الأقمار الصناعية الإيرانية

الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 - 11:52 بتوقيت طهران
قاعدة "سِبِهر" ودورها في استقبال صور الأقمار الصناعية الإيرانية

من أجل استقبال الصور التي ترسلها الأقمار الصناعية فان ثمة حاجة لوجود مستقبلات مختلفة تتناسب مع القابليات المتنوعة التي تعمل إلى جانب أدوات الاحتياط، المعالجة والتحضير على تشكيل قاعدة استقبال معطيات الأقمار الصناعية.

عُقدت فعالية "تكنولوجيا الفضاء في خدمة التنمية المستدامة" في حديقة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحضور رئيس منظمة الفضاء الإيرانية ومجموعة من المنظمات المستفيدة من خدمات الفضاء.

وقال ممثل المنظمة الجغرافية في إيران بهذا الصدد:

تعمل قاعدة "سبهر" الفضائية اليوم كمركز وطني لاستقبال ومعالجة صور الأقمار الصناعية الإيرانية وتلعب دورا محوريا في دعم مهام الفضاء في البلاد بفضل أكثر من عقدين من النشاط المتواصل والتوطين الكامل لأنظمة الاستقبال.

وقال ممثل المنظمة الجغرافية في الاجتماع:

"كما في السنوات السابقة، ستشارك المنظمة الجغرافية في معرض إيران، وتدعو جميع الجهات المهتمة لزيارتها".

وأضاف:

"إن المنظمة الجغرافية هي منظمة قائمة على البيانات، ولها تاريخ يمتد لأكثر من 103 أعوام. وقد أتاحت هذه المنظمة معرفتها وقدراتها العلمية للمستخدمين الحكوميين والمؤسسات المختلفة، ويبدو أنها نجحت في هذا الاتجاه، بفضل تفاعلها الفعال مع الجهات الحكومية. كما يتطلب توفير الخدمات الفضائية والجغرافية إنشاء بنى تحتية ومعدات وأدوات متخصصة، وهو ما أولته المنظمة اهتمامًا خاصًا في السنوات الأخيرةط.

صرح ممثل المنظمة الجغرافية قائلاً:

"إن من البنى التحتية المهمة والاستراتيجية التي تمتلكها هذه المنظمة هي محطة "سبهر" الفضائية، المعروفة بالبنية التحتية الوطنية. وهذه المحطة مجهزة بأنظمة متنوعة لاستقبال صور الأقمار الصناعية، وهي تعمل بشكل مستمر منذ عام 2001، ولها تاريخ يمتد لما يقرب من عشرين عامًا في مجال استقبال الصور عالية الجودة.

ومن عام 2002 إلى عام 2005، استقبلت هذه المحطة صورًا بدقة مختلفة، بما في ذلك خمسة أمتار بالأبيض والأسود، 23 مترًا بالألوان، و56 مترًا بالألوان، من نظام الأقمار الصناعية الهندي.

كما تم توقيع اتفاقية تعاون رسمية مع الهند في مجال استقبال بيانات الأقمار الصناعية، من عام 2006 إلى عام 2010، حيث تمت معالجة صور مُحدثة من سلسلة الأقمار الصناعية الجديدة لنفس البلد في هذه المحطة".

قال ممثل المنظمة الجغرافية:

"من عام 2007 إلى عام 2017، استقبلت هذه المحطة صورًا من طراز P5 بدقة مترين وخصائص مجسمة (مزدوجة)، وتُعتبر هذه البيانات أحد المصادر الرئيسية لإعداد الخرائط الأساسية للبلاد.

وخلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، حُفظ جزء كبير من هذه الصور، بما في ذلك تغطية كاملة للبلاد والمنطقة، وحتى جزء كبير من نصف الكرة الشمالي، في أرشيف المنظمة، وأُتيح بعضها للمؤسسات الحكومية لمشاريع مثل دراسة تداخل الأراضي".

ووفقًا لهذا المسؤول، بعد قطع العلاقات مع الهند عام 2017، اضطرت المنظمة إلى توفير صور من دول أخرى، ونحن حاليًا نوفر صورًا من الأقمار الصناعية الفنزويلية. واليوم، نوفر أيضًا صورًا بدقة تزيد عن 50 سنتيمترًا مع إمكانيات مجسمة لإنتاج خرائط واسعة النطاق.

واستطرد قائلا:

"صُممت البنية التحتية لمحطة "سبهرط الفضائية لتناسب نوع المهمات، وتشمل نطاقات تردد متنوعة وبيانات أرصاد جوية، متصلة وغير متصلة بالإنترنت".

وأوضح ممثل المنظمة الجغرافية:

"إن من أهم مزايا "محطة سبهر" الفضائية تحديد مواقع أنظمتها وإمكانية تحديثها وتعديلها وتطوير قدراتها التقنية. وقد جعلت هذه الميزة محطة سبهر المركز الرئيسي لاستقبال بيانات الأقمار الصناعية في البلاد، وتتعاون بشكل وثيق مع المنظمة الجغرافية في استقبال صور الأقمار الصناعية الوطنية".

وأضاف:

"إن من البنى التحتية الأخرى للمنظمة الجغرافية في مجال الفضاء، معدات رصد الفضاء في محافظة مركزي. ويهدف إنشاء هذا النظام إلى تحديد مواقع الأجسام الفضائية والأقمار الصناعية وتتبعها.

ومن أهم التحديات التي تواجه البلاد في مجال الإطلاق الفضائي اعتمادها على قواعد البيانات المدارية للدول الأجنبية، والتي عادةً ما تفتقر بياناتها إلى الدقة أو الاستمرارية الكافية. وباستخدام نظامي تتبع وبحث، يُمكن رصد لحظة انفصال المرحلتين الأولى والثانية من الإطلاق، وتتبع موقع القمر الصناعي باستمرار أثناء تشغيله".

صرح ممثل الهيئة الجغرافية قائلاً:

"تم تطوير هذه البنية التحتية بالتعاون مع هيئة الفضاء ومعاهد البحوث وهيئات إطلاق الأقمار الصناعية. كما يُقصد من هذه البنية التحتية استخدام جزء منها في تعزيز علم الفلك وأنشطة جمعية هواة الفلك. ووفقًا للخطط، سيتم استخدام جزء من طاقة هذا المركز ابتداءً من العام المقبل في مجال تعليم وترويج علم الفلك".

وتابع قائلا:

"تُعدّ معدات جمع البيانات الجوية إحدى قدرات الهيئة الجغرافية، التي حسّنت بشكل ملحوظ دقة جمع البيانات خلال السنوات الماضية من خلال تزويدها بطائرات وأجهزة استشعار متنوعة ومنصات طائرات بدون طيار. والغرض الرئيسي من هذه المعدات هو إعداد خرائط دقيقة عالية الدقة، ودعم المشاريع الوطنية في مجالات البناء والبيئة والتنمية الحضرية".

قال ممثل المنظمة الجغرافية:

"تشمل أجندة المنظمة، إنتاج ومراجعة خرائط متنوعة بمقاييس مختلفة، منها ١/٥٠٠، ١/١٠٠٠، ٢/٠٠٠، ٥/٠٠٠، ١/١٠٠٠، و١/٢٥٠٠٠. ويتم إعداد هذه الخرائط بناءً على بيانات صور الأقمار الصناعية، وتغطي جزءًا كبيرًا من احتياجات المؤسسات التنفيذية في البلاد". 

وأوضح:

"إن من أهم البنى التحتية التي أُنشئت في المنظمة الجغرافية منذ عام 2019 شبكة محطات تحديد المواقع الدقيقة، والتي تم إطلاق حوالي 215 محطة منها حتى الآن، مع التركيز على المناطق الداخلية من البلاد، ويجري التخطيط لتوسيعها إلى 300 محطة. وتهدف هذه الخطة إلى توفير خدمات تحديد المواقع الدقيقة للمستخدمين المحليين.

وبالتزامن مع هذا التطور، يجري أيضاً بناء مختبر لمعايرة الهوائيات في المنظمة الجغرافية، بحيث لا تحتاج الدولة بعد الآن إلى الاعتماد على المراكز الأجنبية في مجال معايرة معدات تحديد المواقع، وذلك من خلال الاستفادة منه".

صرح ممثل المنظمة الجغرافية:

"لا تُستخدم البيانات المُستقاة من هذه المحطات لتحديد المواقع فحسب، بل تُفيد أيضًا في الدراسات الجيوديناميكية، فحص انزياحات القشرة الأرضية، تحليل متجهات السرعة للمحطات، ودراسة المخاطر كالزلازل وهبوط الأرض. وتلعب هذه البيانات دورًا فعالًا في نمذجة طبقة الأيونوسفير، إدارة الموارد المائية، تقدير هطول الأمطار، وتحليلات المناخ".

وأضاف:

"بالإضافة إلى هذه البنى التحتية، جُهزت المنظمة في السنوات الأخيرة بمعدات متنوعة، أجهزة قياس الأعماق، قياس التيارات، أوعية قياس، ومختبر طيفي متطور.

وتُستخدم هذه المرافق لأغراض الرصد الأرضي والجوي للبيانات الطيفية، ودعم أنشطة المعالجة في مجالات الجيولوجيا والبيئة والفضاء. وقد أُقيم تعاون نشط في هذا المجال مع الجامعات والمؤسسات العلمية، وتم حتى الآن إجراء حوالي 5000 عملية أخذ عينات طيفية".

وتابع قائلا:

"تُعدّ معدات الرصد والقياس البيئي إحدى القدرات الأخرى للهيئة الجغرافية، حيث تُقدّم للمستخدمين كخدمة متنقلة تُمكّنهم من الوصول إلى بيانات الموقع والبيئة من أي نقطة في البلاد".

وأوضح ممثل الهيئة الجغرافية:

"إذا أردنا ذكر بعض الأنظمة والخدمات النشطة للهيئة، فإن من أهمها نظام الرصد الزراعي الدقيق، الذي يعمل منذ ثلاث سنوات، ويرصد حاليًا ما يقرب من 50 ألف هكتار من الأراضي الخاضعة لإدارة القوات المسلحة. ويسمح هذا النظام بتحليل البيانات على فترات تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام، ويسجّل بدقة المؤشرات الكمية والنوعية لحالة الأرض، ويعرضها على شكل لوحات معلومات إدارية للمستخدمين على مختلف المستويات، من المزارعين إلى كبار المديرين".

وصرح:

"ومن الأنظمة الرئيسية الأخرى لهذه الهيئة النظام الوطني للمخاطر الطبيعية، الذي تستند بياناته إلى صور الأقمار الصناعية، وهو مصمم وفقًا لاحتياجات هيئة إدارة الأزمات في البلاد. ويتضمن جوهر هذا النظام قاعدة بيانات لحوالي ثمانية أنواع من المخاطر الطبيعية، بما في ذلك الزلازل والحرائق والغبار والانهيارات الأرضية. وأثناء الأزمات، تُعدّ خرائط مُحدّثة لحالة الأزمة، وبعدها تُقدّم تقديرات الأضرار على شكل مخرجات النظام".

وأوضح:

"فيما يخص مجال رصد المناطق الحضرية، تم توفير نظام لرصد المباني غير المرخصة لبعض المحافظات، وتُتاح المعلومات المتعلقة بتغييرات البناء للمسؤولين والمستخدمين بشكل يومي وآلي".

وقال:

"من الأنظمة المتقدمة الأخرى لهذه المنظمة المكتبة الطيفية الإلكترونية، التي تُكمّل معداتها الطيفية. وتُخزّن البيانات من المعدات الميدانية والمختبرية وتُنظّم وتُصنّف في هذا النظام، وهي قادرة على البحث والمعالجة وإعداد التقارير للإدارة. ومع ازدياد غنى هذا النظام، ستُلغى حاجة البلاد إلى مكتبات طيفية دولية إلى حد كبير".

استطرد ممثل المنظمة الجغرافية قائلاً:

"يُعدّ نظام رصد الحرائق الذكيّ أيضًا خطةً استراتيجيةً أخرى للمنظمة، وهو قيد التشغيل منذ شهر أو شهرين، ويجري تطويره حاليًا. يُمكّن هذا النظام المستخدمين من الحصول على خرائط حرائق يومية كخدمة متنقلة، بالإضافة إلى نشر خرائط أسبوعية وشهرية لاحتمالية اندلاع حرائق".

واختتم بالقول:

"يجري أيضًا تشغيل نظام المعلومات المكانية للمناجم بهدف دعم قاعدة بيانات المناجم الحصرية في البلاد. ويُزوّد ​​هذا النظام المستخدمين بأحدث المعلومات المتعلقة بمناطق ومناطق التعدين، ويلعب دورًا فعّالًا في اتخاذ القرارات الرئيسية في مجال الموارد المعدنية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة