البث المباشر

إيران تُنتج محلولاً حيوياً لفصل الخلايا الجذعية محلياً

الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 - 11:44 بتوقيت طهران
إيران تُنتج محلولاً حيوياً لفصل الخلايا الجذعية محلياً

تمكّن باحثون إيرانيون من كسر احتكار الشركات الأوروبية والأمريكية لإنتاج محلولٍ بوليمريٍ مخصصٍ لفصل الخلايا الجذعية من دم الحبل السري، بعد أن أصبح إنتاج هذا المحلول متاحاً بالكامل داخل إيران.

حامد دائمي، عضو هيئة التدريس في مركز أبحاث رويان والمدير التنفيذي لإحدى الشركات المعرفية، أكد أن المحلول، الذي كان يُستورد بالكامل سابقًا، أصبح متوفرًا محليًا ويُستخدم حاليًا في بنوك دم الحبل السري داخل البلاد.

وأوضح أن تطوير وإنتاج هذا المنتج استغرق عدة سنوات، وواجه الباحثون تحدياتٍ فنية معقدة، منها تصميم الصيغة البوليمرية بدقةٍ، وضبط شروط التعقيم، والحفاظ على استقرار المحلول في درجات الحرارة المنخفضة.

وأضاف أن عملية جمع دم الحبل السري تمر بعدة مراحل، تبدأ بنقل الدم من الأم إلى بنك التخزين، حيث يُخلط بالمحلول لفصل كريات الدم الحمراء غير الضرورية، ليُحفظ بعد ذلك الخلايا الجذعية في درجات حرارة منخفضة للغاية تصل إلى –200 درجة مئوية، ويُستخدم المحلول البوليمري في هذه المرحلة تحديدًا.

وأكد أن المحلول لا يزيد من قدرة الخلايا الجذعية على التمايز أو إطالة عمرها، كما ذُكر في بعض وسائل الإعلام، بل يقتصر دوره على فصل الخلايا الجذعية عن بقية خلايا الدم.

وأشار إلى أن المنتج المحلي يتمتع بجودةٍ وكفاءةٍ مماثلةٍ للمستوردات، حيث جرى تصميمه وفق عملية هندسة عكسية لضمان مطابقة مستويات الجودة للمحاليل المستوردة من دولٍ مثل ألمانيا وإسبانيا، وحصل على جميع الموافقات اللازمة من إدارة المعدات الطبية، وتمت تجربته واعتماده من قبل بنوك الدم، بما في ذلك بنك رويان.

وأوضح أن المحلول المحلي أرخص بنسبةٍ تتراوح بين 30 و40% مقارنةً بالنماذج المستوردة، كما يتميز بتوافره المستمر، وهو أمر حيوي لأن غياب المحلول يؤدي إلى توقف عملية تخزين الخلايا الجذعية.

وحول الاستخدامات الطبية، أوضح أن الخلايا الجذعية يمكن توظيفها في مجموعة واسعة من الأمراض، لكن الشركة تقتصر مسؤوليتها على إنتاج المحلول المستخدم في الفصل ولا تتابع الاستخدام السريري المباشر، حيث يقوم الأطباء بطلب الخلايا من بنك الدم عند الحاجة للعلاج.

وأشار إلى أن المحلول له استخدامان؛ كمعززٍ لحجم الدم سابقاً، وكوسطٍ بوليمريٍ لفصل الخلايا الجذعية، مضيفاً أن استخدامه كمعززٍ للدم أوقف بسبب تقارير عن احتمال حدوث فشل كلوي.

ولفت إلى أن عدد الشركات العالمية القادرة على إنتاج هذا النوع من المحاليل محدود، وأن إيران أصبحت اليوم ضمن الدول التي تمتلك القدرة على إنتاجه محليًا بعد تجاوز تحدياتٍ فنية معقدة تتعلق بصناعة المادة الفعالة وضمان جودتها.

وأشار إلى أن إنتاج المحلول البوليمري داخل البلاد واجه صعوبات كبيرة، خصوصاً قلة الخبرة المحلية في التعامل مع البوليمرات، ما دفع الفريق لإجراء جميع مراحل البحث والتطوير والتصفية والتعقيم داخليًا.

وأكد أن جميع مراحل إنتاج المحلول تمت وفق معايير دولية صارمة، واستغرق تطويره نحو ثلاث سنوات، مؤكدًا أن الخبرة العلمية في مجال البوليمرات الحيوية كانت عاملاً حاسماً في إنجاح المشروع.

وأضاف أن الشركة تخطط لتغطية كامل الاحتياجات المحلية خلال ستة أشهر، مع إمكانية التصدير إلى الدول التي تمتلك بنوك دم الحبل السري النشطة، خصوصًا إذا وسعت البنوك الإيرانية فروعها في الخارج.

وأوضح الباحث أن رؤية الشركة المستقبلية تشمل تطوير نسخٍ متقدمةٍ من المحلول لتطبيقات أوسع في الطب والبحوث، بهدف تقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة، مشدداً على أهمية الدعم المستمر من الجهات الحكومية لضمان استمرار تطوير التكنولوجيا المحلية في مجال الخلايا الجذعية.

وأكد أن المشروع يمثل خطوةً مهمة نحو اكتفاء إيران ذاتيًا في المواد الاستهلاكية الحيوية لعمليات فصل الخلايا الجذعية، مما يقلل القلق بشأن تأمين هذه الموارد الحساسة للمراكز البحثية والعلاجية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة