تُظهر صورة تاريخية لحظة مؤثرة تجمع بين محارب إيراني قديم يعاني من آثار الأسلحة الكيميائية وزوجته المخلصة، بعد أن أصيب في الحرب المفروضة من جانب نظام البعث العراقي، الذي استخدم أسلحة كيميائية محرمة ضد الجنود الإيرانيين.
وتجلس المرأة بثبات على مؤخرة دراجة نارية، حاملةً على كتفها أسطوانة أكسجين ثقيلة، لتساعد زوجها الجالس خلف المقود على مواصلة الحياة رغم أنفاسه المتقطعة.

تعكس الصورة قصة زوجة صبرت على الفقر وقسوة الحياة، لكنها لم تتخلَ لحظة عن دعم زوجها المصاب، في حين قدم دم الشهداء وأنفاس هذا المحارب المتأثر بالأسلحة الكيميائية الأمن والحياة للوطن.
وقد أثارت هذه الصورة اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح رمزًا للفداء والدعم المتبادل في أصعب اللحظات .. هذه اللحظة ليست مجرد صورة، بل رحلة مستمرة من التضحية والصمود.
ويشكل قدامى المحاربين المتأثرين بالأسلحة الكيميائية أكثر من 10% من مجموع جرحى الدفاع المقدس في ايران.
ورغم ذلك، لم يتم تسجيل عدد كبير من هؤلاء المحاربين بسبب عدم ظهور أعراض واضحة لديهم، أو لأنهم يُعدون من المفقودين الذين استشهدوا بعد أسرهم.
وخلال الحرب الثماني سنوات من جانب نظام صدام البائد ضد ايران، أصيب أكثر من 646 ألف مقاتل ايراني، وكان عدد المحاربين المتأثرين بالاسلحة الكيميائية أكثر من 70 ألفًا، وقد استشهد منهم حتى الآن أكثر من 10 آلاف شخص.
وقد قدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الحرب المفروضة شكاوى عدة إلى المنظمات الدولية ضد استخدام نظام البعث العراقي للأسلحة الكيميائية ضد الايرانيين، وأُرسل فرق للتحقيق، إلا أن نظام صدام رفض الاعتراف أو نفي استخدام هذه الأسلحة، حتى 25 أبريل 1988، حين اعترف رسميًا باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد إيران.