البث المباشر

الوحدة الإسلامية، سد منيع أمام التفرقة والمؤامرات

الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 18:17 بتوقيت طهران
الوحدة الإسلامية، سد منيع أمام التفرقة والمؤامرات

إن التفرقة تعد من الأخطار الجسيمة التي تهدد المجتمع الإسلامي، ومما يزيد من خطورة قضية التفرقة والانقسام اليوم وجود الفضاء الإلكتروني وانتشار الشائعات فيه، لدرجة أنه يستبدل الحق بالباطل.

تعتبر التفرقة من الأخطار الجسيمة التي تهدد المجتمع الإسلامي، لأنه من خلال هذا الأمر، يتضح نفوذ العدو بسهولة وعلى نطاق واسع. لكن ما يزيد من خطورة قضية التفرقة والانقسام اليوم وجود الفضاء الإلكتروني وانتشار الشائعات فيه، لدرجة أنه يستبدل الخير بالشر، والحق بالباطل.

إن الفضاء الإلكتروني يعد من أدوات الأعداء الخطيرة لتقويض التماسك الوطني والعقائدي للمجتمع. وكما أكد الإمام الخامنئي - حفظه الله- فإن الوحدة والتماسك الوطنيين هما أعظم ثروات النظام في مواجهة العدوان الخارجي. ويمكن تحويل الفضاء الإلكتروني من ساحة للانقسام إلى ساحة للتفاعل والنمو.

ففي عصرٍ أصبح فيه الفضاء الإلكتروني ساحةً للحرب النفسية والتفرقة، تُقدّم التعاليم الدينية والثورية، حلولاً جذرية لمواجهة هذه التحديات.

وفيما يلي نذكر هنا بعض الحلول المستندة إلى التعاليم الدينية والثورية لمواجهة هذه التحديات:

 

1. تعزيز البصيرة الدينية والسياسية

إن البصيرة هي القدرة على التمييز بين الحق والباطل، وإدراك مؤامرات العدو. وقد استُخدمت البصيرة في التعاليم الدينية كسلاحٍ ضد الفتنة. وقد أكّد أهل البيت (عليهم السلام) دائمًا على أهمية البصيرة.

وفيما يخص الفضاء الإلكتروني، حيث تكثر الشكوك وانتشار الأخبار الكاذبة، يُمكن لتعزيز البصيرة من خلال دراسة المصادر الدينية الموثوقة، المشاركة في اللقاءات الدينية، والانتباه إلى توجيهات القادة الدينيين، أن يحمي المستخدمين من الانحرافات. كما أن البصيرة السياسية، التي تشمل فهم أهداف الأعداء ومخططاتهم، تُساعد الأفراد على تجنّب الانخداع بالحملات النفسية.

 

2. تعزيز الوحدة والتماسك الوطني

يقول القرآن الكريم في الآية ١٠٣ من سورة آل عمران المباركة:

﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَي شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا﴾.

تؤكد هذه الآية جلياً على أهمية الوحدة بين المسلمين. ففي الفضاء الإلكتروني، حيث يسعى الأعداء إلى تقويض اللحمة الوطنية بشن حملات للتفرقة، يُعد تعزيز الوحدة بنشر محتوى جامع، والتذكير بالقيم المشتركة، وتجنب النقاشات الهدامة أمراً أساسياً. كما أكد الإمام الخامنئي دائماً على أهمية الحفاظ على الوحدة كعامل لإحباط مؤامرات العدو.

 

3. مواجهة الشكوك بفعالية

يعد في التراث الإسلامي، الرد على الشكوك والدفاع عن خصوصية المعتقدات واجباً دينياً. وفي الفضاء الإلكتروني، تُثار شكوك واسعة النطاق حول التعاليم المهدوية، التعاليم الدينية، والقيم الثورية.

ويتطلب التصدي لهذه الشكوك نشاطاً واعيا وإنتاج محتوى منطقي وجذاب. ويمكن للطلاب الدينيين والدعاة الرد على الشكوك وشرح الحقيقة من خلال التواجد الفعال في الفضاء الإلكتروني. كما أن استخدام أساليب دعائية جديدة، مثل المقاطع القصيرة، الرسوم البيانية والبودكاست، يمكن أن يكون فعالاً في هذا الصدد.


 

4. الثبات والمثابرة في مواجهة الحرب النفسية

يسعى الأعداء إلى إضعاف معنويات الناس باستخدام أدوات الحرب النفسية، مثل نشر الأخبار الكاذبة، تشويه السمعة، وزرع اليأس. وفي التعاليم الثورية، يُعتبر الثبات والمثابرة مفتاح النصر. وكما في الدفاع المقدس، صمد المجاهدون في وجه العدو بثقة بالله وثبات، كذلك في الفضاء الإلكتروني، يجب مقاومة الهجمات النفسية بالأمل والثقة بالنفس.


5. تدريب القوى الواعية والداعية

يُعد تدريب القوى الشابة الواعية القادرة على نشر القيم الدينية والثورية في الفضاء الإلكتروني أحد الحلول الأساسية. وينبغي على الحوزات والمؤسسات الثقافية عقد دورات تدريبية لنقل المهارات اللازمة للطلاب والدعاة. ويمكن لهذه القوى مكافحة الانقسام من خلال إنتاج محتوى مناسب وتوجيه الشباب نحو القيم الأصيلة حيث تعد التوعية، بث الأمل، والتحفيز هي الركائز الأساسية الثلاثة للأنشطة الدعائية.


6. تعزيز النظام التعليمي والثقافي

ينبغي أن يتجه النظام التعليمي في البلاد نحو تعريف الطلاب بالقيم الدينية والثورية، وتعزيز قدرتهم على تحليل دعايات العدو ومواجهتها. كما ينبغي أن يكون تعزيز ثقافة التضحية والإيثار والاستشهاد فعّالا في خلق روح المقاومة والوحدة. كما أن تعزيز النظام التعليمي هو أهم سبيل لمواجهة الطوائف المنحرفة والمسببة للتفرقة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة