وتُعدّ تكنولوجيا الميكروفلوئيد من التقنيات الحديثة التي دخلت بقوة في مجالات الهندسة والعلوم الطبية والبيولوجية، حيث تعتمد على التحكم في حركة السوائل ضمن قنوات ميكروسكوبية، وتُستخدم في إجراء التحاليل المعملية والتشخيص السريع بأقل تكلفة وفي وقت قصير.
ويتكوّن الجهاز الميكروفلوئيدي عادةً من شريحة مصنوعة من السيليكون أو الزجاج أو مواد مرنة، تحتوي على قنوات دقيقة تُوجّه حركة السوائل عبرها.
وفي هذا السياق، أجرى الدكتور كامران حسني، والدكتور مهدي نويدبخش، والباحثة فاطمة طاعتي – من جامعة "ويتواترزرند"، وجامعة علم وصنعت إيران، وبالتعاون مع باحثين من "معهد رويان" – دراسة لتصميم ميكروكانال جديد، وتصنيع نظام ميكروفلوئيدي باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد.
كما قارن الباحثون طريقة الطباعة الجديدة مع الأساليب التقليدية لتصنيع هذه الأجهزة، مثل تقنية الحفر الدقيق (الميكروفرز)، من حيث الكفاءة والدقة والتكلفة وزمن الإنتاج.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت في المجلة العلمية الدولية Biomedical Materials & Devices، أن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد – وخاصة طريقة المعالجة الرقمية للضوء (DLP) – تُعدّ خياراً عملياً وفعّالاً لتصنيع أجهزة ميكروفلوئيدية، خصوصاً عند الحاجة لإنتاج عدة نماذج بسرعة ودقة وبتكلفة منخفضة.
وأكد الباحثون أن اختيار الطريقة الأنسب لتصنيع هذه الأجهزة يتوقف على عوامل متعددة، منها عدد النماذج المطلوبة، الكلفة الإجمالية، والوقت اللازم للإنتاج، مشيرين إلى أن تقنية (DLP) توفّر بديلاً واعداً وأسهل مقارنة بالطرق التقليدية.
ويُعدّ هذا الإنجاز إضافة علمية نوعية تفتح آفاقاً جديدة لاستخدام التكنولوجيا الدقيقة في القطاعين الصحي والعلمي، وتؤكد مرة أخرى الدور المتقدّم للباحثين الإيرانيين في تطوير حلول مبتكرة تعزز من قدرة البلاد على إنتاج أدوات متقدمة في مجالات الطب الحيوي والتشخيص السريع.