البث المباشر

الضمان القرآني لانتصار الشعب الإيراني في الحرب الأخيرة

الإثنين 21 يوليو 2025 - 19:18 بتوقيت طهران
الضمان القرآني لانتصار الشعب الإيراني في الحرب الأخيرة

يرى خبير في الشؤون القرآنية أن النصر الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحرب الـ 12 يوما الأخيرة مع الكيان الصهيوني الغاصب، وفقًا لسماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي - حفظه الله -، ليس مجرد حدث عسكري، بل هو تجسيد لتحقق وعد إلهي أكّد عليه القرآن الكريم مرارا.

تناول حجة الإسلام "حسين عليدوستي"، أستاذ الحوزة والجامعة والباحث الديني، في كلامه دراسة الآية 40 من سورة الحج المباركة بعناية، معتبرا التصريحات الأخيرة لقائد الثورة الإسلامية دليلا على فهمه العميق لهذه الآية، وقام بتحليلها في إطار السنن الإلهية في القرآن الكريم.

وأشار إلى أن الوعد الإلهي في الآية 40 من سورة الحج المباركة هو يقين النصر لمن ينصره، مصرحا:

"تقول هذه الآية الشريفة: ﴿لَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُه﴾. كما أن التوكيد النحوي فيها، من خلال توكيد "اللام"، "نون التأكيد الثقيلة" و"صيغة المستقبل"، يُظهر أن هذا الوعد ليس يقينيا فحسب، بل مشروط أيضا بمبدأ أساسي وهو أن النصر الإلهي مشروط بنصرة دينه".

وأشار خبير الشؤون الإسلامية إلى أن بشرى قائد الثورة هي تحقيق الوعد الإلهي للأمة الإيرانية، متابعا:

"إن نصرة الله ليس نصرة الله نفسه، بل هي عبارة عن نصرة الدين، الأحكام، العدالة، الحق، المظلومين والسير على طريق التوحيد، أي أن كل فرد وأي مجتمع يسلك عمليًا طريق إقامة الدين ومواجهة الظلم والطغيان سيكون مشمولا بهذا الوعد الإلهي".

وأشار هذا الأستاذ الجامعي إلى التصريحات الأخيرة لقائد الثورة الإسلامية في لقاء مع مسؤولي السلطة القضائية قائلا:

"استشهد قائد الثورة بهذه الآية، وقال: "يجب على الجميع أن يعلموا أن الله تعالى ضمن النصر للشعب الإيراني في ظل النظام الإسلامي وتحت مظلة القرآن والإسلام، وأن الشعب الإيراني سينتصر حتما".

واعتبر "عليدوستي" هذه الكلمات ليست مجرد تحليل سياسي، بل رسالة قرآنية واضحة، وقال:

"إن كلمة سماحة القائد هذه في الواقع تفسير عملي للآية. فسماحته يؤكد أن الأمة الإيرانية في طريقها إلى نيل النصر الإلهي بشرط نصرة دين الله، الذي يرافقه الصمود والاستقلال والمقاومة ونصرة المظلومين".

كما قام هذا الباحث القرآني بتحليل الآية 40 من سورة الحج المباركة في إطار حديثٍ إلهيٍّ عظيم، مشيرًا إلى آياتٍ قرآنية أخرى، وقال:

"إن سنّة نصرة المؤمنين قاعدة راسخة في القرآن الكريم. كما جاء في الآية 7 من سورة محمد (ص) المباركة بهذا الشأن: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ».

واستمر "عليدوستي" في مقارنة الآية 40 من سورة الحج المباركة بآيات قرآنية أخرى تتناول السنن الإلهية، مشيرا إلى أن الآية 12 من سورة الروم المباركة تُحذر بأن الأمم إذا ضلت فإنها ستُهزم؛ «وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ». وفي الآية 69 من سورة العنكبوت المباركة، يقول سبحانه وتعالى: «وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»". لذلك، فإن وعد الله دائمًا مع جماعة مؤمنة، ثابتة، وناصرة لدين الله حقا.

وقال هذا الخبير في الشؤون الدينية في رده على سبب عدم تحقق هذا النصر في الدول الإسلامية الأخرى:

"نص القرآن الكريم صراحةً على أن «مَن يَنصُرُه»" يعني من ينصر الله سبحانه وتعالى. وهذا يعني أن نصرة الله لا يقوم على الشعارات، بل على الأفعال والنوايا والإخلاص والموقف الصادق ضد الظلم".

وتابع:

"في المجتمعات التي يسودها التبعية للقوى الاستكبارية، الخضوع للظلم، الفساد الهيكلي، والانحراف عن العدالة الإسلامية، لا ينبغي توقع تحقق وعد النصر الإلهي، لكن الشعب الإيراني صمد رغم أقسى العقوبات، الهجمات المشتركة، والحرب النفسية، وهذه المقاومة بحد ذاتها هي شرط تحقيق النصر الإلهي.

وفي الختام، أعرب "عليدوستي" عن رسالة هذه البشارة لشعب إيران والأمة الإسلامية قائلا:

"إن بشارة قائد الثورة الإيرانية هذه لا تخاطب الماضي فحسب، بل تحمل أيضًا مسؤولية المستقبل. وليعلم الشعب الإيراني ما داموا ينصرون دين الله، فسيُنصرون بإذن الله، وهذا يعني تقوية الإيمان، الصمود، الحفاظ على الوحدة، نصرة المظلوم، واتباع الولاية الإلهية والقرآنية".

وأخيرا أشار أيضًا إلى أن هذه الآية نبراسٌ لسائر الأمم الإسلامية أيضًا. وسبيل النجاة من الهيمنة هو العودة إلى القرآن الكريم، المقاومة، والسير على درب الحق، كما أصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم نموذجا عمليًا لها.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة