ويأتي هذا الإنجاز العلمي في ظلّ التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع الزراعي نتيجة النمو السكاني والطلب المتصاعد على الغذاء، ما يفرض الحاجة إلى أساليب جديدة لزيادة الإنتاج من دون الإضرار بالبيئة أو استنزاف الموارد الطبيعية.
وأوضحت الباحثة الإيرانية فائزة زعفريان، من قسم المحاصيل الزراعية في كلية العلوم الزراعية بالجامعة المذكورة، أن الدراسة التي أنجزتها مع ثلاثة من زملائها، هدفت إلى تقييم إمكانية تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، من خلال استخدام أنواع من البكتيريا التي تحفّز نمو النبات وتزيد إنتاجيته.
وبحسب نتائج البحث المنشور في فصلية "علوم الزراعة والإنتاج المستدام" التابعة لجامعة تبريز، فإن الجمع بين استخدام بكتيريا Rahnella aquatilis وBurkholderia cepacia ساهم في تحسين لافت لمؤشرات النمو والإنتاج في نبات الأرز، من بينها ارتفاع الساق، طول السنبلة، عدد الفروع الجانبية، وزن الحبوب، وزيادة مقاومة النبات للعوامل البيئية الضاغطة.
كما أظهرت النتائج أن تقليص كمية السماد الكيميائي المستخدم لم يؤثر سلبًا على المحصول، بل إن إضافة البكتيريا المفيدة – لا سيما عند استخدامها معًا – أدى إلى ارتفاع إنتاج الحبوب بنسبة وصلت إلى 25%، فضلاً عن ازدياد معدلات العناصر الغذائية المهمة مثل البوتاسيوم والزنك في الحبوب وأجزاء النبات الهوائية.
ويعدّ هذا التوجه البحثي خطوة واعدة نحو الزراعة الصديقة للبيئة، إذ إن البكتيريا المستخدمة تتواجد طبيعياً في التربة وحول جذور النباتات، ما يجعلها بديلاً آمناً وقابلاً للتطبيق جزئياً محلّ الأسمدة الكيميائية. ويمهّد هذا الاكتشاف الطريق أمام تقنيات زراعية تُسهم في تقليل تلوث التربة والمياه، وتحسين جودة الغذاء المنتج.
وتؤكد هذه النتائج، مرة أخرى، على قدرة الباحثين الإيرانيين على تقديم حلول علمية مبتكرة في مجال الزراعة المستدامة، بما يلبّي احتياجات الشعب الإيراني ويحافظ على الثروات الطبيعية للأجيال القادمة.