استغنت إيران من استيراد الآلات الدوارة الصناعية والأوتوماتيكية بالكامل من خلال تحقيق تكنولوجيا تصميم وتصنيعها. وقد تحقق هذا النجاح من خلال جهود مكافحة الاحتكار التي يبذلها الخبراء المحليون وجهود الشركات الإيرانية القائمة على المعرفة.
صرح عضو مجلس إدارة شركة معرفية إيرانية في أراك أنه بفضل جهود الخبراء المحليين وتعاون العشرات من مصنعي القطع، نجحنا في تصميم وإنتاج الآلات الدوارة الصناعية والأوتوماتيكية بالكامل بنفس جودة النماذج الأجنبية وبسعر أرخص بنسبة 50٪.
وأضاف:
"إن هذه الآلات، التي تستخدم تقنيات متقدمة مثل الدوران المتزامن حول محاور مختلفة والمعالجة الحرارية للمواد الخام، قادرة على إنتاج قوالب بوليمر مختلفة. وبالإضافة إلى تلبية الاحتياجات المحلية، بدأ تصدير خطوط الإنتاج هذه إلى دول مثل قيرغيزستان، أرمينيا، العراق، أفغانستان، روسيا ودول الخليج الفارسي.
وأكد "شفيعي":
"هذا الإنجاز لا يقلل الاعتماد على الواردات فحسب، بل يُظهر أيضًا قدرة الصناعة المحلية على منافسة الشركات المصنعة العالمية".

وقد قللت شركة "بيشرو برواز بارسيان" القائمة على المعرفة من اعتماد البلاد على واردات هذه المعدات عبر تصميم وتصنيع الآلات الدوارة لإنتاج منتجات البوليمر الضخمة. وقد تم الاعتراف بهذه الشركة، التي بدأت أنشطتها في عام 2019، كشركة قائمة على المعرفة في عام 2021.
يقول أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة هذه:
"تُستخدم الآلات الدوارة لإنتاج الأشياء البلاستيكية الضخمة، بينما تُنتج المنتجات الأصغر حجمًا باستخدام طرق الحقن والنفخ".
وأضاف:
"لقد سعينا لتوطين هذه التكنولوجيا منذ حوالي 10 سنوات. وفي البداية، استخدمنا الهندسة العكسية، ولكن اليوم يتم تصميم وتصنيع جميع الآلات تحت العلامة التجارية الخاصة بالشركة هذه. وفي السابق، كانت هذه المعدات تُستورد بشكل رئيسي من البرازيل، الهند والصين".
التطبيقات الواسعة لتكنولوجيا الدوران
أشار "شفيعي" إلى التطبيقات المتنوعة لهذه الآلات، قائلا:
"تُستخدم هذه التكنولوجيا في إنتاج خزانات المياه، تخزين الأحماض والمواد الكيميائية، بناء القوارب، خزانات الغاز، لعب الأطفال، قطع غيار السيارات، أثاث المدن، معدات المكاتب، والصناعات البحرية".
وأكد:
"بتوطين هذه التكنولوجيا، لم يقتصر الأمر على خفض تكلفة الإنتاج فحسب، بل مكّن أيضًا من منافسة النماذج الأجنبية، بل وتصديرها إلى الأسواق العالمية".

مستعدون للمساعدة في إدارة المياه الزراعية
نجحت هذه الشركة القائمة على المعرفة في خفض تكلفة هذه الآلات إلى النصف من خلال توطين الآلات الدوارة (الدورانية) بالكامل، حيث يقول "شفيعي" إنه بينما يبلغ سعر استيراد كل آلة دوارة حوالي 150 ألف دولار، فإننا ننتج هذه المنتجات مقابل 75 ألف دولار فقط، وفي بعض النماذج حتى 80 ألف دولار، مما وفّر للبلاد 50% من النقد الأجنبي.

خطط مستقبلية مع التركيز على إدارة المياه
أعلن "شفيعي" عن خططه المستقبلية لإنتاج خزانات تخزين المياه، مؤكدًا أنه في ظل أزمة نقص المياه التي تعاني منها البلاد، نحن مستعدون لإنتاج خزانات بسعة عدة آلاف من اللترات لتخزين المياه الزراعية. ويمكن لهذه التقنية أن تُغير استهلاك المياه من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط، وتُسهم بشكل كبير في الحفاظ على موارد المياه في المحافظة المركزية والمحافظات المجاورة.
ثورة في تخزين المياه الزراعية
يقول "شفيعي" إن خزانات البوليمر المصنعة بسعة تتراوح بين 30 و50 ألف لتر (والقابلة للتوسيع إلى مليون لتر) يمكن أن تُحدث ثورة في ري الدفيئات الزراعية وتوفر 50% من المياه. تُدفن هذه الخزانات، وبالمقارنة مع الخزانات الخرسانية، فهي أقل تكلفة بكثير وتتمتع بعمر افتراضي أطول.
