إن شهر رمضان المبارك يجلب معه رحمة الله ومغفرته للمؤمنين على طريق الحق والعبودية. ولقد زيّن الله هذا الشهر بكل أنواع البركات الروحية، ليتمكن عباده من السير نحو الكمال في البهجة والفرح. شهر تفتح فيه أبواب الرحمة، وتصفد فيه الشياطين، وهو فرصة طيبة لتطهير القلوب وارتقاء النفوس. وباختصار، إن شهر رمضان المبارك هو جنة الله على الأرض، للذين يريدون الفردوس الأعلى.
إن لرسول الإسلام (ص) ولكل من أهل البيت (عليهم السلام) نصائح ثمينة للشيعة للاستفادة أكثر فأكثر من هذا الشهر الفضيل. حيث أكدوا على أهمية تطوير الذات والتقوى وذكروا الصائمين أنه يجب عليهم في هذا الشهر التركيز على الدعاء، العبادة وتلاوة القرآن. كما يؤكدون على التفاعل الإيجابي مع الآخرين ومساعدة المحتاجين لتعزيز الفضائل الأخلاقية خلال هذا الشهر الفضيل. وتعتبر هذه التوصيات بمثابة دليل للمؤمنين للاستفادة القصوى من بركات هذا الشهر الكريم.
قال الإمام الرضا (عليه السلام) في حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو موصول الإسناد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ وَ أَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ وَ لَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي وَ سَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ» .
إن البركة، الرحمة والمغفرة مفاهيم أساسية في الإسلام، حيث يلعب كل منها دوراً في خلق علاقة عميقة وروحية بين الإنسان والله.
1. البركة:
تعني الزيادة والازدهار في النعم والعطايا الإلهية. وعندما نتحدث عن البركة، فهذا يعني أن الله يزيد من النعم كالرزق، الصحة، العلم والأخلاق، وتصل هذه النعم إلى الإنسان بحيث يشعر الفرد بالوفرة والسعادة.
وتعني البركة أيضًا زيادة في جودة الحياة وقيمتها. وتتجلي في شهر رمضان المبارك بشكل ملحوظ؛ لأن العبادات، الأدعية وتلاوة القرآن الكريم تمنح الإنسان معنويات وطاقة إضافية ولها تأثير إيجابي على الحياة اليومية.
2. الرحمة:
إن هذا المفهوم يعني محبة الله اللامتناهية، وعطفه، ومغفرته. وقد أكد الله تعالى على رحمته في آيات مختلفة من القرآن الكريم واعتبرها نوعاً من صفاته. وتعمل الرحمة الإلهية في حياة الإنسان، كمصدر للأمل والراحة. وخاصة في شهر رمضان المبارك، يشعر المؤمنون بأن أبواب الرحمة الإلهية مفتوحة، وأن دعواتهم ونذورهم مستجابة. وقد تشمل هذه الرحمة مغفرة الذنوب، اطمئنان القلب، والبركة في الرزق والحياة.
3. المغفرة:
إن المغفرة تعني غفران الذنوب والخطايا. ومن رحمته ولطفه أن الله يغفر ذنوب عباده، ويقيهم العذاب والعقاب. ويعتبر في الإسلام طلب المغفرة من الله ضمن المبادئ المهمة، ويطلب المؤمنون دائمًا المغفرة والعفو من الله في صلاتهم وعباداتهم. وهناك فرصة عظيمة في شهر رمضان المبارك لتجديد العهد مع الله وطلب المغفرة. ويطلب المؤمنون مغفرة الله بالصيام وفعل الصالحات.
وبالاختصار فإن البركة، الرحمة والمغفرة هي ثلاثة عناصر أساسية في الحياة الروحية للمسلمين، وهي تساعد على زيادة جودة الحياة، التقرب من الله، وتخلق شعوراً بالأمل والسلام في القلوب.
وأيضاً ذكر في هذه الرواية شهر رمضان المبارك بعبارات مثل: أفضل الشهور، لديه أفضل الأيام، أفضل الليالي، وأفضل الساعات.
وترجع كل هذه الفضائل إلى الخصائص التي جمعها الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان المبارك، والتي جعلته متميزاً تماما عن غيره من أشهر السنة.