وبحسب تقرير صدر اليوم الثلاثاء عن المجموعة العلمية التابعة للمجلس الأعلى للثورة الثقافية، قال سعيد رضا عاملي، في إشارة إلى الطبيعة العالمية للثورة الإسلامية الإيرانية: كانت الثورة الإسلامية تحولاً عظيماً أدى إلى انهيار النظام البهلوي وبداية حركة المقاومة ضد نظام الهيمنة العالمية. ولأن الثورة الإسلامية كانت بمثابة انقلاب على الاتجاه الليبرالي والنظام الطبقي العلماني بسبب الطبيعة العالمية للثورة الإسلامية ضد نظام التمييز والتنمر الذي تتميز به الولايات المتحدة، تعرضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية للضغوط والعقوبات والحرب والاغتيالات.
وأضاف: "الثورة الإسلامية كانت ذات طبيعة إلهية معتمدة على قوة الشعب، وكانت بدايتها إلهية وشعبية معتمدة على قوة القيادة والإمامة، وستكون استدامتها أيضاً معتمدة على الله تعالى وقوة الإمام والأمة".
وأكد أن تقدم إيران يعتمد على قيمة العلم والمعرفة الشاملة، ووصف التقدم في التعليم العالي في البلاد بأنه مذهل مقارنة بما قبل الثورة الإسلامية، قائلاً: "في عام 2001م، كان لدينا 1000 مقالة في مجال المقالات الدولية، والتي وصلت إلى 73 ألف مقالة في عام 2023م. ولهذا السبب، وصلت المرتبة العلمية لبلادنا في المصادر الدولية إلى المرتبة 15 في العالم في عام 2020، وأعلى من ذلك بكثير في بعض المجالات".
إيرادات الشركات القائمة على المعرفة تصل إلى 1500 مليار تومان
وبحسب أحد أعضاء المجلس الأعلى للثورة الثقافية، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحتل المرتبة السادسة عالمياً أيضاً في تقنيات الشبكات العصبية والمرتبة الثالثة عشرة عالمياً في مقالات الذكاء الاصطناعي. بطبيعة الحال، ولأسباب عديدة، فإن تحويل المعرفة إلى إنتاج التكنولوجيا يعاني من نقاط ضعف خطيرة تتطلب الاهتمام. على سبيل المثال، في مجال الذكاء الاصطناعي، تحتل مرتبتنا في إنتاج التكنولوجيا وتطبيق الذكاء الاصطناعي المرتبة 77 على مستوى العالم.
وتابع عاملي: "لحسن الحظ، ومع تشكيل النظام البيئي التكنولوجي من خلال تطوير الشركات القائمة على المعرفة، فإن مكانة الشركات المرتبطة بالعلم والمعرفة تنمو تدريجياً. وحقيقة أن الشركات القائمة على المعرفة تكسب 1500 مليار تومان من الإيرادات وتصدر 2 مليار دولار من قبل هذه الأنواع من الشركات هي علامة على بعض القوة الوطنية في هذا المجال".
وقال: "يبدو أن قدرة الشركات القائمة على المعرفة وقدرتها التنافسية يمكن أن ترتفع بسرعة إلى أكثر من 30 مليار دولار، ويمكن أن تتجاوز إيرادات الشركات القائمة على المعرفة 5 آلاف مليار تومان".
وقال عاملي: نحن نعيش في عصر تكنولوجيا المعلومات، وأصبحت التكنولوجيا الجديدة المصدر والمرجع الرئيسي لتقدم العالم في مختلف المجالات، وتحولت الزراعة والخدمات إلى صناعة مزدوجة وأصبحت المادية سيبرانية، الأمر الذي يتطلب المهندسين. ويحتل ترتيب إيران من حيث الهندسة، بـ230 ألف خريج سنويًا، المرتبة الثالثة عالميًا بعد الولايات المتحدة وروسيا، ومن حيث النسب، أي نسبة إلى عدد السكان، فقد احتلت المرتبة الأولى عالميًا. ومن حيث الإنتاج العلمي، فقد احتلت المرتبة الثانية عشرة في مجال الهندسة الميكانيكية وحدها، بـ2737 مقالة دولية في عام 2022م.
وتابع: "اليوم في العلوم النووية، وبناء على تقييمات مفصلة من قبل مراكز التصنيف العالمية، نحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم. هذه علوم معقدة ذات جانب معياري عالي وعوامل متداخلة عديدة".
إيران تتمتع بالاكتفاء الذاتي في إنتاج 95 بالمائة من الأدوية التي يحتاجها الشعب
وأشار عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية إلى أن البعض يقول إننا في وضع جيد في التصنيف العلمي ولكننا لا نحتل مرتبة مهمة في التكنولوجيا والإنتاج، وقال: "بالطبع هذا الغموض صحيح في بعض الحالات لأننا لم نتمكن من استخدام معرفتنا بشكل صحيح من أجل تقدم البلاد. على سبيل المثال، فإن احتلال المرتبة السابعة في العالم في احتياطيات المعادن يتطلب منا أن نكون أقوياء في الصناعات التعدينية اليوم، والتي استخدمناها بشكل أقل، لكننا استخدمناها بشكل جيد في بعض المجالات. على سبيل المثال، في الطب، يتم إنتاج 95 في المائة من أدويتنا محليًا، بينما قبل انتصار الثورة الإسلامية، كان أكثر من 80 في المائة من أدوية البلاد مستوردة". وفيما يتعلق بالأطباء، لم تكن جامعات البلاد لديها القدرة على تقديم دورات متخصصة، لذلك اضطررنا إلى جلب الأطباء من الهند وباكستان.
وأضاف: "اليوم يأتي الناس من جميع البلدان إلى إيران لإجراء عمليات جراحية معقدة، حتى أنهم يأتون إلى إيران من أوروبا للقيام بأعمالهم الطبية، لذلك وضعنا جيد من الناحية العلمية وليس هناك ما نخجل منه".
وأشار عاملي إلى أن "بعض الدول رفعت من مكانتها العلمية ولكن بطريقة مستعارة، أي أنها استعانت بأساتذة بارزين من العالم ونشرت معهم مقالات مشتركة برواتب عالية، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها بنية تحتية علمية كبيرة".