البث المباشر

الإستعجال الممدوح/إلياس النبي ونصرة المهدي/حكاية عنوانها (لا أجد بك علة)

السبت 20 إبريل 2019 - 15:41 بتوقيت طهران

(الحلقة : 408)

موضوع البرنامج:
الإستعجال الممدوح
إلياس النبي ونصرة المهدي
حكاية عنوانها (لا أجد بك علة)

يا أيها القائم المهدي إن بنا

شوقاً إليك بعمر العمر يطّرد

نحياك عشقاً صموداً، رفعة وهدى

برغم من كابروا بغياً ومن حسدوا

فأنت أكبر من آمالنا أملاً

ونصب عينيك ما نلقى وما نجد

جئنا نجدد عهداً، بيعة ثقة

فكل أيامنا في حبكم جدد


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أنوار الله نبي رحمة الله وآله الهداة الى الله..
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله..
معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج إخترنا لها أبياتاً من قصيدة مهدوية لأخينا الأديب الولائي المعاصر الأخ حسين حسن آل جامع.
واخترنا للمحطة الخاصة بتكاليف عصر الغيبة في لقاء اليوم عنواناً هو:الإستعجال الممدوح
وفي اللقاء إجابة عن سؤال الأخت الكريمة سحر يوسف عن:إلياس النبي ونصرة المهدي
أما حكاية لقاء اليوم فعنوانها:لا أجد بك علة
أطيب الأوقات وأنفعها نرجوها من الله لنا ولكم مع فقرات حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب)
تابعونا والفقرة التالية تحت عنوان:الإستعجال الممدوح
روي في كتاب الخصال عن مولانا الإمام أميرالمؤمنين – عليه السلام – وضمن وصاياه للمؤمنين خاصة في عصر غيبة المهدي – عجل الله فرجه – أنه قال:
"لا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، الآخذ بأمرنا معنا غداً في حظيرة القدس، والمنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله.
أيها الأفاضل، جاءت الوصية العلوية المتقدمة بعد وصية أخرى تبين واجباً من تكاليف مؤمني هو واجب إجتناب الإستعجال المذموم لظهور الإمام المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – وقد تناولنا في حلقتين سابقتين معنى هذا التكليف ومصاديقه ومتى يكون الإستعجال مذموماً ومتى يكون ممدوحاً.
وفي هذا النص يوصينا الإمام علي – صلوات الله عليه – بأمرين ينبغي الإلتزام بقوة إكمالاً لثمار العمل بواجب الإجتناب للإستعجال المذموم، ولكي لا يتحول إجتناب الإستعجال المذموم الى حالة من اللامبالاة تجاه قضية الإمام المنتظر وظهوره – عجل الله فرجه – ولكي نبقى في دائرة الإستعجال الممدوح الذي يعتبر في الواقع من أهم صفات المنتظرين الصادقين للظهور المهدوي المقدس.
ولتوضيح ذلك نذكر بأن معنى الإستعجال المذموم هو الدخول في تحركات غير مدروسة وقبل توفر شروطها الموضوعية التي تضمن نجاحها، فحالها كحال فرخ الطير الذي يخرج من عشه لكي يطير قبل أن تقوى أجنحته فيكون مصيره السقوط على الأرض والإصابة بالأذى دون أن يحقق أي ثمره وقد ورد هذا التمثيل في الأحاديث الشريفة التي تحدثت عن الحركات المستعجلة التي تظهر قبل ظهور الإمام المهدي – عجل الله فرجه - .
أما الإستعجال الممدوح فهو الإجتهاد والمثاربة في العمل الجاد لتحقيق الشروط الموضوعية اللازمة لظهوره – سلام الله عليه - .
والعمل بالوصية العلوية اللاحقة معين للمؤمن على حفظ إستعجاله للظهور في دائرة الإستعجال الذي يحبه الله ورسوله – صلى الله عليه وآله – والتوضيح يأتيكم بعد قليل أعزاءنا فابقوا معنا.
أيها الأفاضل، الأمر الذي يوصينا به مولانا الإمام علي أميرالمؤمنين – سلام الله عليه – هو أن لا نسمح لطول أمد الغيبة بان يؤدي الى أن تقسو قلوبنا، ومن أبرز مظاهر وعلامات قسوة القلوب، هو أن لا نبالي بأمر ظهور المهدي ولا نستعجله، بمعنى أن لا نسعى للمساهمة في التمهيد له وتعجيله؛ ولكن كيف نمهد ونعجله عملياً؟
هذا ما يجيب عنه مولانا الإمام المهدي – صلوات الله عليه – في الأمر الثاني الذي يوصنا به في هذا النص الشريف حيث يقول: "الآخذ بأمرنا معنا غداً في حظيرة القدس، والمنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله.
هذا النص يتضمن إذن وصية علوية بالإلتزام القوي بأمر أهل البيت – عليهم السلام – أي منهجهم ووصاياهم فيما يرتبط بظهور الإمام المهدي – عجل الله فرجه – والسبل العملية للإستعداد له بحيث يكون المؤمن قادراً على الإستجابة العملية وبأفضل صورة ممكنة لنصرة الإمام المهدي عند ظهوره المحتمل في كل آن.
وهذا هو المعنى العملي لصدق الإنتظار أو الإنتظار الإيجابي وبه يفوز المؤمن بالثمرتين اللتين يذكرهما الإمام علي – عليه السلام – في هذا النص وهما: أن يكون مع أهل البيت – عليهم السلام – في منازلهم السامية وأن يكتب له الأجر العظيم الذي أعده الله للمستشهدين في سبيله تبارك وتعالى.

رعياً لصبحك هذا الواعد الغرد

تهفو لمقدمه الدنيا وتحتشد

تهفو لمقدمه الدنيا التي اتقدت

بالموبقات وما تنفك تتقد

وأوهنتها الدياجي كلما طفقت

تحل من عقد الظلماء تنعقد

طالت بأحشاء هذا الليل رحلتها

واغتال أحداقها الإرهاق والسهد


أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران...
في رسالتها الإلكترونية لبرنامج (شمس خلف السحاب) تقول الأخت سحر يوسف:
(قرأت في أحد المواقع أن نبي الله إلياس – عليه السلام – هو حي وقد رفع مثل عيسى – عليه السلام – وأنه سينصر قائم آل محمد – صلى الله عليه وآله – عند ظهوره مثلما ينصره عيسى فهل ورد هذا في أحاديث أهل البيت – عليهم السلام – وهل يوجد أنبياء آخرون سينصرون المهدي؟)
في هذا اللقاء نقدم الإجابة عن السؤال الأول للأخت سحر يوسف وإجابة سؤالها الثاني نوكلها الى الحلقة المقبلة بإذن الله.
إذن نستمع لما تقوله النصوص الشريفة بهذا الخصوص من أخينا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية...
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات. بالنسبة لسؤال الأخت سحر يوسف نعم ورد أن نبي الله الياس حي رفع الى السماء مثل عيسى عليه السلام وهذا المعنى ايضاً ورد في أحاديث متعددة من طرق الفريقين ايضاً. هنالك ايضاً حديث روي في الكافي، روي عن الامام الصادق عليه السلام فيه تصريح بأن الياس ليس يظهر فقط في آخر الزمان وينصر الامام المهدي وإنما له حضور حتى في فترة الغيبة. هناك اشارة الى هذا المعنى وردت في كتاب مجمع البحرين والعلامة فخر الدين الطريحي هو من العلماء المتتبعين للأحاديث الشريفة، صرح بأن الياس من الأنبياء الذين رفعهم الله الى السماء وأنه يحضر في كل عام في يوم عرفة مع الخضر ويكونان معاً في عرفات. هذا المعنى ذكره العلامة الطريحي في كتاب مجمع البحرين وهو من الكتب المعتبرة ايضاً. اذن هذا هو حضور لإلياس حتى في فترة الغيبة اضافة الى ذلك هناك ايضاً حديث مفصل من الامام الصادق سلام الله عليه مروي في الجزء الأول من كتاب الكافي في الأصول، يصرح الامام الصادق سلام الله عليه بأنه من جملة الأنبياء الذين سوف يرجعون ويكونون مع المهدي عليه السلام. وكان له لقاء، الياس كان له لقاء مع الامام الصادق عليه السلام، ظاهراً حتى حالات الياس عليه السلام هي اللقاء بالمعصومين وأولياء الله تبارك وتعالى شبيهة بحالات الخضر عليه السلام. يمكن أن يفهم من بعض الروايات اضافة الى النصوص الشريفة هناك بعض اللقاءات الموثقة للعلماء الموثقين الذين كانت لهم لقاءات مع الامام المهدي يستفاد منها في أن الياس ايضاً يلتقي بالامام المهدي سلام الله عليه في غيبته فضلاً عن ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات وننقلكم الى رحاب الحكايات الموثقة التي تنعش القلب بحسن الرجاء بالله وببقيته وخليفته إمام العصر – أرواحنا فداه – عنوان حكاية اليوم هو:

لا أجد بك علة


الحكاية التالية تبين جميل آثار الثقة بالله عزوجل والتسليم لأمره والرضا بقضائه وهو أكرم الأكرمين.
وقد رواها أحد العلماء المعاصرين الأجلاء هو آية الله الخطيب الجليل الشيخ حسين أنصاريان حفظه الله، وقد سمعها من صاحبها مباشرة ونشرها في أواخر كتابه القيم المطبوع بالفارسية من قبل دار العرفان بقم المقدسة تحت عنوان (أهل بيت – ع – عرشيان فرش نشين) أي (أهل البيت هم أهل العرش النازلون الى الأرض) والكتاب مترجم الى العربية ومطبوع في بيروت تحت عنوان (أهل البيت ملائكة الأرض) ومنه ننقل خلاصة هذه الحكاية بعد قليل فتابعونا مشكورين.
قال سماحة الشيخ أنصاريان:
(أمضيت ما يناهز إثنتين وعشرين عاماً من عمري في دراسة معارف أهل البيت – عليهم السلام – في حوزة قم، وكنت أذهب الى طهران أيام تعطيل الدراسة فيها لزيارة أرحامي، وذات يوم ذهبت لعيادة العالم الجليل المخلص في الدفاع عن حريم الولاية آية الله سلطان الواعظين الشيرازي مؤلف كتاب (ليالي بيشاور) فوجدت عنده سيداً جليلاً إسمه السيد الحسيني فعرفه لي بأنه من المؤمنين الملتزمين بحضور المجالس الدينية وعرفني له بأنني من طلبة حوزة قم ثم طلب منه أن يحكي لي قصته فاستجاب وقال:
بدأت قصتي عندما استيقظت قبيل فجر أحد الأيام لأداء صلاة الصبح، فوجدت نفسي عاجزاً عن القيام لإسباغ الوضوء.. فطلبت من زوجتي أن تعينني على النهوض، فحاولت لكنني لم أستطع النهوض أصلاً، فأديت الصلاة وأنا مستلق على الفراش، وفي الصباح أحضروا لي طبيباً ففحصني ثم قال بأسف ظاهر:
يا سيد حسيني، لقد أصبت بالشلل نتيجة صدمات شديدة في النخاع لا أمل معها في الشفاء!
ثم أخذوني الى مستشفيات عدة في ايران وفرنسا وأميركا كانت نتائج فحوصاتها تؤكد ما قاله هذا الطبيب، لقد اطلعت بنفسي على ملفي الطبي في مستشفى باريس وعرفت أنني مصاب بقطع النخاع الشوكي وأنني سأبقى مشلولاً بقية عمري..
بعد العودة الى ايران قلت لزوجتي: سأذهب الى طبيب غير الأطباء الذين فحصوني في ايران وأوربا وأميركا.. فالطب لا ينحصر في هذه الدول.. إستصدري لنفسك جواز سفر لنذهب لزيارة مولاي الحسين عليه السلام... لا تحدثي أحداً بذلك فربما لا تكون ثمة مصلحة في شفائي فأعود الى ايران مشلولاً فيؤثر ذلك سلباً على ضعاف الإيمان!
توجه هذا المؤمن الحسيني الى المشاهد المشرفة وهو على ثقة بجميل صنع الله وحكمته مسلم أمره له عزوجل حتى لو لم يقدر له الشفاء.. فجزاه الله الجزاء الأوفى على حسن ظنه، قال في تتمة حكايته حسبما نقلها عنه آية الله الشيخ حسين أنصاريان:
(كانت محطتنا الأولى كربلاء واقترن وصولنا إليها في مطلع شهر رجب الأصب فأمضينا الشهر المبارك كله في جوار مشهد سيد الشهداء – عليه السلام – ولما طال بنا المكوث دون أن نرى علامات الشفاء قلت لزوجتي:
لا تيأسي من رحمة الله، إن أخلاق أهل البيت من أخلاق الله وهم يحبون أن نمكث في جوارهم وندعو الله ونمجده ونحمده...
وبعد مضي ثلاثة أيام من شهر شعبان توجهنا الى النجف لزيارة أميرالمؤمنين – عليه السلام – وقلت لزوجتي: نذهب لزيارة المشاهد المشرفة في سامراء ثم الكاظمية ثم نعود الى ايران ونقول لمن زارنا: إن أطباء العراق لم يجدوا لي علاجاً أيضاً..)
وما بلوغ التسليم لقضاء في هذا المؤمن السيد الحسيني وزوجته الصابرة هذه المرتبة السامية الجميلة جاء الفرج قبل أن يصلوا الى مشاهد سامراء ومقام المهدي المقدس فيها، قال السيد متابعاً حكايته:
(بعد أن زارنا السيد محمد بن الإمام الهادي – عليهما السلام – (سبع الدجيل) ركبنا حافلة متوسطة الحجم متوجهين الى سامراء.. وكان الوقت قبيل الغروب وفي الطريق رأينا شخصاً واقفاً على جانب الطريق في منطقة خالية من المارة.. أشار إلينا، فأوقف السائق الحافلة بمحاذاته، فصعد فوجدناه شاباً عليه سيماء الوقار والسكينة والجلال والجمال والهيبة.. انجذبت له قلوبنا وهو يجلس بتواضع على الكرسي الخشبي الصغير الى جانب السائق.. وفور جلوسه أخذ يتلو آيات سور الدهر التي أنزلت لتخليد قصة صوم علي وفاطمة والحسنين وفضة عليهم السلام ثلاثة أيام على الماء القراح وتصدقهم بسحورهم وفطورهم على المسكين واليتيم والأسير وذلك وفاءً بنذرهم لشفاء الحسنين – عليهما السلام - .
عندما كان يتلو تلك الآيات اهتز قلبي وناجيت ربي: إلهي من يكون هذا الشاب الوقور الذي يتلو كتابك بهذا الصوت الحسن الفريد!
ولما أتم تلاوة تلك الآيات التفت الى السائق وقال:
عزمت على السفر الى خراسان لزيارة الإمام الرضا – عليه السلام - ؟
قال السائق: نعم، فهذه أمنيتي منذ سنين.
فقال: سيوفقك الله لها، فإذا وصلت مشهد، ستجد شخصاً بهذه الصفة، ثم ذكر له صفته وأخرج له مقداراً من المال وأعطاه له وقال: سلمه هذا المال وقل له:
هذا الذي طلبته ولم تطلب أكثر منه!
أيها الإخوة والأخوات، كان هذا السيد الحسيني يستمع لكلام الشاب مع السائق وقد امتلأ قلبه انجذاباً له وحباً له وهو لم يعلم بعد من هو وإن كان قد اقترب من معرفته، وفيما هو غارق في تلك الحالة توجه إليه الشاب وكأن هو هدفه الثاني من صعود تلك الحافلة بعد هدف إيصال تلك الأمانة للسائق.
قال هذا العبد الصالح في تتمة حكايته:
(ثم التفت هذا الشاب الوقور إلي ولاطفني وقال لي بحنان وبلغة فارسية محببة: أقاي حسيني حالت جطور است؟ أي: كيف حالك يا سيد حسيني؟
قلت: الحمد لله، نخاع مقطوع وشلل غير مرفوع.. أصبحت عاجزاً عن العمل مثلما عجز الأطباء عن شفائي..
ابتسم الشاب ونهض قليلاً من كرسيه ومسح على ظهري، وقال برأفة:
يا سيد ماذا تقول؟ لا أرى بك أثراً لقطع النخاع والشلل إلا أجد بك علة ثم التفت للسائق وقال: توقف، أريد النزول.
قال السائق: ولكن يا سيدي، لقد خيم الظلام وهذه فلاة خطرة غير مسكونة.
أجاب بحزم: توقف، أنزل هنا!
فتوقف السائق ونزل من الحافلة احتراماً للسيد، ونزلت أنا أيضاً مترجلاً وقد نسيت أنني مشلول، وهنا حدق بي السائق وزوجتي والمسافرون أيضاً متعجبين من زوال العجز والشلل عني... توجهنا جميعاً الى الشاب وقد غاب عن أعيننا.. فهتفت والدموع تنحدر على وجهي وهتف معي بعض المسافرين بحالة مشابهة قائلين: يا صاحب الزمان.. يا صاحب الزمان...
وكان المحبوب قد غاب في ظلمة الليل!
نشكركم أيها الأطياب على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران دمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة