السلام عليكم
وأهلاً بكم في الحلقة الثامنة من بودكاست " عشر خرافات عن إسرائيل " حيث سنناقش في هذه الحلقة "أكاذيب إسرائيل بشأن اتفاقية أوسلو".
في 13 سبتمبر 1993 وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلوفي حديقة البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي. وقد حصل كل من زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين ووزير الخارجية الإسرائيلي لاحقا على جائزة نوبل للسلام عن الاتفاق.
وحتى ذلك العام كانت إسرائيل ترفض المفاوضات المباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية حول مصير فلسطين في المستقبل. حيث كانت إسرائيل تفضل التفاوض مع الأردن بدلا من المفاوضات المباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية. لكن في منتصف الثمانينات غيرت من موقفها وذلك بسبب الفوائد التي كانت تحصل عليها من السلام المزيف في هذه الاتفاقية.
وأخيرا التقى الجانبان علنًا في عام 1993 وأدت الوساطة الأمريكية إلى إتمام اتفاق أوسلو. وتم التوقيع على هذه الاتفاقية في سبتمبر 1993 في البيت الأبيض بكل تلك البروباغاندا التي تم التحضير لها. الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باعتباره نهاية الصراع بين إسرائيل وفلسطين.
لكن هناك أسطورتان كاذبتان لا أساس لهما في عملية اتفاقية أوسلو: أولاً كانت أوسلوعملية سلام حقيقية. وثانياً تعمد ياسر عرفات إفشال هذه الاتفاقية من خلال التحريض على الانتفاضة الثانية باعتبارها عملية إرهابية ضد إسرائيل.
فخلقت الأسطورة الأولى الأمل في ايجاد حل للقضية الفلسطينية. لكن عندما فشلت تحولت إلى لعبة، فتوجهت أصابع الاتهام إلى من ؟ وجه المتطرفون الإسرائيليون أصابع الاتهام إلى القادة الفلسطينيين في هذا الفشل. والقي الجانب الآخر من الإسرائيليين باللوم على ياسر عرفات. كما وألقى فصيل آخر باللوم على بنيامين نتنياهوفي الأزمة التي نشأت بعد وفاة زعيم منظمة التحرير الفلسطينية عام 2004.
فكل هذه السيناريوهات تظهر أن اتفاقية أوسلو للسلام لم تكن حقيقية على الإطلاق. والأهم من ذلك أن اتفاقية أوسلوكان لها شروط من المستحيل ان تنفذ علي ارض الواقع. أما الادعاء بأن ياسر عرفات لم ينفذ التزامات أوسلوبعد توقيع الاتفاقية، لا تحتاج إلى تحقيق على الإطلاق، لأنه لم يتمكن من الوفاء بالتزامات مستحيلة. فعلى سبيل المثال طُلب من السلطات الفلسطينية عدم القيام بأي نشاط مقاوم في الأراضي المحتلة. فكان الطرف المقابل يتوقع أن يقبل عرفات الاتفاقية دون أي نقاش وما أراده الإسرائيليون حدث وكان موجوداً بالفعل.
فوفقاً للمقترح الإسرائيلي لاينبغي لمستقبل الدولة الفلسطينية أن يكون له اقتصاد مستقل وسياسة خارجية مستقلة. فقط تتمتع فلسطين بالحكم الذاتي في السلطة الداخلية.
لقد اعتبرت عملية السلام هذه عملية فاشلة منذ البداية.
************** الموسيقى ***************
ولكي نفهم فشل مسار أوسلو فإن الأمر يتطلب المزيد من التحليل والدراسة. حيث في الواقع بقي مبدءان دون إجابة في هذا الاتفاق. الأول كان أولوية التقسيم الجغرافي أو الإقليمي كأساس حصري للسلام. والثاني رفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وإزالته من طاولة المفاوضات.
واقترح اليهود تشكيل الكيان الإسرائيلي في مساحة تزيد على 80% من أراضي فلسطين. كما خفضت اللجنة الرقم هذا بقبول الاقتراح الأصلي. وخطاب "الأرض مقابل السلام" الذي أشار إليه كل من طرفي التفاوض ولم تكن الجهود التي بذلها الأميركيون من أجل نجاح إسرائيل في هذا الإتفاق بلا جدوى واثرت عليه مباشرة.
ولم يرغب القادة الفلسطينيون في اي وقت بالتقسيم. فخطة الاحتلال كانت دائما خطة الصهاينة والإسرائيليين. بالإضافة إلى ذلك مع تزايد قوة الإسرائيليين، كانت أيضًا تزيد نسبة الأراضي التي يطالبون بها.
وقد قبلت الأحزاب الفلسطينية مجموعة شروط اتفاقية أوسلوباعتبارها "أهون الشرين" وجزءأ من أجندتها.
ولكن لا بد من قول هذه الحقيقة إنه لن يقوم أي شعب بتقسيم وطنه مع أشخاص آخرين يبحثون عن الإستيطان دون ضغوط قوية. وعلينا أن نعترف بأن عملية أوسلولم تكن عملية عادلة لتحقيق السلام، بل كانت تسوية اضطرت دولة مهزومة ومستعمرة إلى قبولها.
من جهة أخرى طرحت في أوسلوأيضاً مناقشات تتعلق بـ«حل تشكيل الدولتين». وكأن الأمر هونفس الحديث عن التقسيم ولكن بكلمات مختلفة. فكان الوعد بإقامة دولة فلسطينية مقنعاً للعالم ولبعض السكان المحليين، لكن سرعان ما تبين أنه كان فارغاً من محتواه.
وأخيراً في صيف عام 2000، أدرك بعض الناشطين والأكاديميين والسياسيين الفلسطينيين أن العملية التي دعموها لم تتضمن انسحاباً حقيقياً للجيش الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، كما أنها لم تعطي وعدا بتشكيل دولة حقيقية. نعم! الحقيقة بدأت تتضح. فكان هناك شعور باليأس ينتشر لدي من صدّق المحتل وقد اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في خريف عام 2000.
لم تفشل إتفاقية اوسلولأنها تمسكت بمبادئ التقسيم بل لعكس ذلك حيث في الاتفاق الأولي كان قد وعد الإسرائيليون بالتفاوض على ثلاث قضايا تزعج الفلسطينيين بعد فترة انتقالية مدتها خمس سنوات وكانت تلك القضايا الثلاث هي مصير القدس وقضية عودة اللاجئين ومسألة المستوطنين اليهود.
وفي هذه الفترة الانتقالية أثبت الفلسطينيون أنهم قادرون على الوفاء بالتزاماتهم. لكن بعد مرور خمس سنوات، عندما كان الجانب الفلسطيني مستعد لمناقشة هذه القضايا، فلم تبدأ المرحلة الثانية على الإطلاق. وقد زعم نتنياهوكاذبا أنه لا يستطيع البدء بالمرحلة الثانية بسبب "سوء معاملة" الفلسطينيين. انها كانت كذبة كبيرة لأن عملية أوسلوتوقفت بعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين.
فبعد مقتل إسحق رابين على يد متطرف إسرائيلي، شكل نتنياهوحكومته عام 1996. وقد أدت معارضة نتنياهوالواضحة لاتفاق أوسلوإلى كبح هذه العملية.
والطريف أنه توجهت الإتهامات للقادة الفلسطينيين بدلا من السياسيين الإسرائيليين بإفشال الاتفاقية.
وكان شطب حق العودة للفلسطينيين من جدول المفاوضات هوالسبب الثاني الذي أظهر أن اتفاقية أوسلوعملية خاطئة. ولم يكن عدم الاهتمام بقضية اللاجئين قضية جديدة فمنذ البداية، كان اللاجئون مضطهدين دائمًا.
وفي اتفاق أوسلو، كانت قضية اللاجئين قد دفنت بين اسطر الإتفاقية لدرجة أنها لم تكن قابلة للمشاهدة بين كثرة الكلمات. وطبعا تجدر الإشارة إلى إهمال الطرف الفلسطيني وهوياسر عرفات الذي لعب أيضاً دوراً في هذا الاتفاق السيئ تماما، لكن على أية حال لم يكن هناك اختلاف في النتيجة الحاصلة من هذا الإتفاق .
فاستغلت إسرائيل هذا الأمر وعرّفت حق عودة اللاجئين الفلسطينيين بأنه "تحريض" و"فتنة" فلسطينية في طريق السلام.
وفي المحاولة الأخيرة للحفاظ على اتفاقية أوسلووفي اجتماع كامب ديفيد عام 2000، لم يتم التعامل مع قضية اللاجئين بشكل أفضل من السابق. حيث كانت المفاوضات النهائية في الأساس عبارة عن جهد إسرائيلي أمريكي مشترك لحمل الفلسطينيين على قبول الخطة، التي تضمنت من بين قضايا أخرى الرفض المطلق لحق العودة لجميع الفلسطينيين.
وفي تلك الخطة لم يُسمح للفلسطينيين بالعودة إلا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية. وبطبيعة الحال كان جميع المشاركين في المفاوضات يعلمون أن هذه المناطق مليئة بالناس وليس لديها القدرة على جذب المزيد. بينما كانت هناك مساحات أخرى لعودة اللاجئين في بقية المناطق التي تحتلها إسرائيل.
وكان هذا الجزء من المفاوضات مجرد خطوة ظاهرية لا معنى لها. فبكل بساطة جاء هذا اللقاء لخنق أي انتقاد دون إعطاء أي حل حقيقي.
ولذلك فإن عملية السلام في التسعينيات كانت عملية سلام زائفة وغير واقعية. والحقيقة أن عملية أوسلوفي أفضل تفسيراتها تحولت إلى نقل عسكري ونوع من إعادة ضبط السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة. ومن ناحية أخرى فقد جعلت حياة الفلسطينيين في العديد من المناطق أسوأ مما كانت عليه من قبل.
*************** الموسيقى *************
بعد عام 1995 أصبحت تأثيرات اتفاقية أوسلوواضحة بشكل مؤلم. الاتفاق الذي كان من المفترض أن يكون سلميا دمر المجتمع الفلسطيني. وبعد وصول نتنياهوعام 1996 للسلطة، أصبحت اتفاقية أوسلومجرد كلام عن السلام. كلام فارغ لا علاقة له بالواقع على الأرض.
لقد حولت عملية أوسلوالأراضي المحتلة إلى "جغرافيا الكارثة" وهذا يعني أن نوعية حياة الفلسطينيين بعد الاتفاق أصبحت أسوأ بكثير من ذي قبل. وفي عام 1994، أجبرت إسرائيل ياسر عرفات على قبول التنفيذ الميداني لاتفاقيات أوسلو.
وبموجب الاتفاقية تم تقسيم الضفة الغربية إلى المناطق (A) و(B) و(C). وكانت المنطقة (C) خاضعة لسيطرة إسرائيل المباشرة وهي تضم نصف الضفة الغربية. وأصبح التنقل داخل هذه المناطق ومن إحداها إلى أخرى شبه مستحيل. والحقيقة أن الضفة الغربية انفصلت تماماً عن قطاع غزة وانقطع الاتصال بينهما.
ومن ناحية أخرى تم تقسيم قطاع غزة بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود. والطريف في الأمر أن المستوطنين اليهود غالبًا ما استولوا على مصادر المياه وعاشوا في مستوطنات مغلقة ومحاطة بالأسلاك الشائكة. ولذلك فإن النتيجة النهائية لما يسمى باتفاقية أوسلوللسلام لم تكن سوى تراجع واضح في حياة الفلسطينيين.
كما أجبر الاتفاق عرفات على التنازل مقدما عن أي مطالب مستقبلية من الفلسطينيين أوأي مقترحات لتخفيف معاناتهم.
فهناك تقرير موثوق ومعتمد عما حدث في كامب ديفيد؛ التقرير الذي أعده مسؤولون في الخارجية الأمريكية وينكرون فيه ادعاء الإسرائيليين بأن ياسر عرفات لم يلتزم بالإتفاق.
ويقول التقرير إن عرفات كان يواجه مشكلة اساسية في السنوات التي تلت أوسلووهي حياة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والتي أصبحت أسوأ بكثير من ذي قبل. فوفقاً لاثنين من المسؤولين الأميركيين اقترح عرفات وبشكل منطقي تماماً أن على إسرائيل أن تتخذ خطوات لاستعادة ثقة الفلسطينيين في جدوى عملية السلام.
ولابأس هنا أن نعرف أن الاستعجال إلى المفاوضات لم يكن فقط طلباً من الإسرائيليين بل كان أيضاً ضغطاً غبيا من الولايات المتحدة. وكانت نهاية الولاية الرئاسية لبيل كلينتون الذي كان يفكر في ترك إرث خاص به من هذه المفاوضات.
لقد قدم ياسر عرفات اقتراحين رئيسيين كمجالين محتملين للتفاوض. فكان من الممكن أن تؤدي هذه المقترحات في حال الموافقة عليها إلى تحسين واقع المستوي المعيشي للفلسطينيين. الاقتراح الأول هوالحد من استعمار المستوطنين واتساع المستوطنات المكثفة في الضفة الغربية والتي تزايدت بعد أوسلوبشكل واضح. والمقترح الثاني هووضع حد للوحشية اليومية ضد الشعب الفلسطيني والعقوبات الجماعية المتكررة والاعتقالات دون محاكمة والإذلال المتكرر على نقاط التفتيش من جانب إسرائيل. فكل هذه السلوكيات كانت تنفذ في أي منطقة يعيش بها السكان الأصليون للمنطقة. وبحسب شهادة المسؤول الأميركي فإن الإسرائيليين لم يكونوا مستعدين لتغيير سياساتهم في أي مجال. إنهم كانوا قد اتخذوا موقفاً صارماً لدرجة أنه لم يكن أمام عرفات أي خيار آخر. وكما كان متوقعاً بعد فشل المفاوضات اتهم الإسرائيليون ياسر عرفات بالتحريض على الحرب.
**************** الموسيقى ***************
هناك أسطورة أخرى لدى الإسرائيليين وهي أنهم يصرون على نقلها إلى العالم بأن الانتفاضة الثانية كانت هجوماً إرهابياً تم التخطيط لها من قبل ياسر عرفات.
لكن في الواقع كانت الانتفاضة الثانية نتيجة لسلسلة من الاحتجاجات الشعبية ضد خيانة أوسلو. وقد اندلعت هذه الانتفاضة بسبب التصرفات الاستفزازية التي قام بها رئيس الوزراء الحادي عشر للصهاطنة وذلك في سبتمبر 2000. حيث دخل أرييل شارون (Ariel Sharon) المسجد الأقصى بحضور كبير لقوات الأمن وتغطية شاملة من الصحفيين وتجول هناك.
فظهر الغضب الأولي والمنطقي للفلسطينيين من هذا الإجراء علي شكل مظاهرات سلمية. ولكنها قوبلت بالاستخدام الوحشي للقوة من قبل إسرائيل. وقد دفع هذا القمع القاسي والهمجي من قبل الإسرائيليين، دفع الفلسطينيين إلى الرد. وظهر هذا الرد على شكل عمليات انتحارية أمام الكيان الذي أطلق على نفسه اسم القوة العسكرية الأقوى في المنطقة. فبالنسبة للفلسطينيين كان هذا العمل هوالملاذ الأخير.
وقد وظف صحافيوالصحف الإسرائيلية إلى إظهار الانتفاضة الفلسطينية المشروعة على أنها حركة عنيفة وغير قانونية. وقد تم الكشف عن هذه القضية من قبل العديد من الصحفيين الإسرائيليين في وقت لاحق. فمن بين هؤلاء الأشخاص كان الكاتب والصحفي دانييل دور (Daniel Dor) نائب رئيس تحرير صحيفة يديعوت أحرونوت والتي تعني "آخر الأخبار" ، الصحيفة الرئيسية والأكثر قراءة في هذا الكيان. وقد ألف كتابا عن إنتاج ونشر المعلومات الكاذبة من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأيام الأولى للانتفاضة الثانية.
وقد ناقش صحفيان إسرائيليان بارزان آخران هما عوفر شلاح (Ofer Shelah) ورفيف دراكر (Raviv Drucker)، هذه المسألة مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الإسرائيلي وبعض الاستراتيجيين في وزارة الدفاع في كتابهما المسمى " البُمِرَنغ".
فالنتيجة التي توصلوا إليها هي أنه في صيف عام 2000 أصيب الجيش الإسرائيلي بخيبة أمل بعد الهزيمة المذلة التي مني بها من حزب الله في لبنان. وكان هناك خوف من أن تجعل هذه الهزيمة الجيش الإسرائيلي يبدوضعيفاً امام العالم. فنتيجة لذلك كان من الضروري إظهار القوة من قبلهم. فمن اجلها بدأوا بإستعراض قوتهم وهيمنتهم داخل الأراضي المحتلة ظنا منهم ان جيش إسرائيل "الذي لا يقهر" يحتاج إلى هكذا تصرف مع الفلسطينيين.
ولذلك جاءت الأوامر للجيش الإسرائيلي بالرد بكل قوته علي المظاهرات السلمية للفلسطينيين. وطبق الجيش هذه الأوامر وانتقم بهجوم إرهابي على منتجع شاطئي في أبريل 2002. كما واستخدمت إسرائيل الطائرات الحربية لقصف المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين التي كانت مكتظة بالسكان. نعم لقد وجه الجيش الإسرائيلي أثقل ما يمتلكه من أسلحة نحوالأبرياء.
وفي نفس الوقت أثار الإسرائيليون مرة أخرى ادعاءاتهم التي لا أساس لها من الصحة. وهي انه : "لا يوجد أحد للتفاوض معه في الجانب الفلسطيني". انها كانت لعبة القاء اللوم علي الفلسطينيين والتي بدأتها إسرائيل وأميركا بعد فشل محادثات كامب ديفيد.
وقد تم ترويج هذا الادعاء الذي لا أساس له من الصحة كتحليل شعبي بين المفكرين والمحللين الإسرائيليين والأوروبيين والأمريكيين. وكان من الواضح أن إسرائيل حاولت فرض تفسيرها الخاص لاتفاقية أوسلوعلى فلسطين بقوة السلاح. التفسير الذي سيؤدي إلى تكريس احتلالهم إلى الأبد، ولكن هذه المرة بإلقاء اللوم على فلسطين، بل وبموافتهم عليها.
ولم تكن عمليات القتل والاغتيالات المستهدفة للقادة الفلسطينيين على يد الإسرائيليين ظاهرة جديدة في الصراعات. حيث بدأت إسرائيل هذه السياسة منذ عام 1972 باغتيال الشاعر والروائي غسان كنفاني والذي كان أيضاً عضواً في قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وفي مايو/أيار 2001 قام الرئيس بوش الابن بتعيين أحد أعضاء مجلس الشيوخ مبعوثاً خاصاً له إلى غرب آسيا. ولم يجد هذا السيناتور في بحثه أي أساس لإلقاء اللوم على الفلسطينيين في الحرب. ومن ناحية أخرى اتهم أرييل شارون بإثارة الاضطرابات من خلال زيارته للمسجد الأقصى وتدنيس حرمة هذا المكان وغيره من المناطق الإسلامية في القدس.
والخلاصة انه حتى ياسر عرفات والذي فقد القدرة تماما أدرك أن تفسير إسرائيل لاتفاقية أوسلوفي العام 2000 يعني نهاية أي أمل في حياة فلسطينية طبيعية. وان هذا الاتفاق يعني الحكم على الفلسطينيين بمعاناة أكبر في المستقبل. كما أدرك عرفات أن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هومقاومة إسرائيل ومحاربتها بالسلاح.
************** الموسيقى *************
وصلنا إلى نهاية حلقة أخرى من سلسلة حلقات هذا البودكاست بعنوان "عشر خرافات عن إسرائيل". تحدثنا في هذه الحلقة عن اتفاق أوسلووأكاذيب إسرائيل الزائفة بشأنه ، وقلنا إن هذا الاتفاق كان جهداً إسرائيلياً أميركياً مشتركاً أكثر من كونه عملية سلام حقيقية لدفع الفلسطينيين إلى قبول مطالب الإسرائيليين انه فند الأمل بحياة طبيعية للفلسطينيين. وقبل كل شيء كان هذا الاتفاق يعني الحكم على الفلسطينيين بتحمل المزيد من المعاناة في المستقبل، كما أثبتت ذلك التطورات اللاحقة على الأرض الفلسطينية.
أيها الأحبة في الحلقة القادمة سنتحدث معكم ونفضح أسطورة مزيفة أخرى للكيان الإسرائيلي المحتل.
إن كان هذا المقطع قد نال إعجابكم فنرجوا مشاركته مع أصدقائكم....
كما وننتظر آرائكم ومساهماتكم البنّاءة التي تبعثونها إلينا عبر طرق التواصل المختلفة لإذاعة طهران العربية.
شكرا لطيب المتابعة وجميل الإصغاء
ودمتم في رعاية الله وحفظه.