ولكن هل استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية اجتياز تلك الأزمات؟.
"في عام 1981، لم تكن إيران متورطة في حرب مفروضة مع العراق بقيادة صدام حسين فحسب، بل كانت مهددة أيضًا من قبل بعض الجماعات في الداخل والتي كانت تنوي مهاجمة هذه الثورة الناشئة حديثًا بمساعدة القوى الأجنبية. هذه الجماعات، التي كانت تحلم بالقدرة والمناصب ومن خلال السفر إلى باريس وتلقي الدعم المتنوع، كانوا يأملون أن يكون صيف عام 1981 هو الصيف الأخير من حياة الجمهورية الإسلامية. وبالطبع كان هذا العام من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخ الثورة الإسلامية.
"شهدت إيران هذا العام اغتيال شخصيات كبارعدة منهم : اغتيال السيد محمد بهشتي أحد قادة الثورة البارزين ورئيس السلطة القضائية، اغتيال محمد علي رجائي ثاني رئيس جمهورية إيران والذي كان يهتم كثيرا بالشريحة المستضعفة ، اغتيال محمد جواد باهنر، رئيس الوزراء والصديق المقرب لرجائي، لقد استشهد هؤلاء جميعاً في هذا العام على يد الجماعات التي كانت تعمل بدعم من بعض القوى الأجنبية، كان هؤلاء الأشخاص من أبرز المؤثرين والقيادات الرئيسة للثورة الإسلامية، وكانت خسارتهم بمثابة ضربة كبيرة لإيران."
"كان يرى العديد من المحللين أن نهاية صيف عام 1981 ستكون نهاية الجمهورية الإسلامية. ولكن في أقل من عام، تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من التغلب على هذه الأزمة ، ليس هذا فحسب بل اعتمدت إيران على الشباب الذين كانوا في العقد الثالث من حياتهم، مثل الحاج أحمد متوسليان والحاج أحمد كاظمي، من أجل تحرير مدينة خرمشهر، الأمر الذي شكل أكبر ضربة تلقاها صدام وحماته الأجانب.
كان فتح مدينة خرمشهر رمزا للمثابرة والانتصار على الأزمات الداخلية والخارجية وقد غير المسار المستقبلي للثورة الإسلامية".
"اليوم، يقارن كثير من الناس في المنطقة الوضع الحالي لحزب الله اللبناني والضربات التي تلقاها هذا الحزب بالأيام الصعبة التي مرت بها إيران عام 1981.
وفي كلتا الحالتين، ظن الأعداء أنهم بهذه الضغوط والاغتيالات يمكنهم القضاء على المقاومة". ولكن كما تمكنت إيران من تجاوز الأزمة بالاعتماد على شعبها، فهل يتمكن لبنان من تصور مستقبل مماثل له؟ ما رأيك؟ هل التاريخ سوف يتكرر من جديد؟".
"لقد أثبت التاريخ أن الأزمات والضغوط يمكن أن تغير مسار الأمة.
ولكن هل هذا التغيير نحو السقوط أم النصر؟ ما رأيك؟.
هل يستطيع لبنان اليوم أن يجتاز أزماته كما اجتازت إيران أزماتها في الثمانينات؟.
شاركنا بأفكارك.
ولمزيد من التحليلات تابع مقاطع الفيديو التالية."