مواقع الطاقة الإسرائيلية
بالنظر إلى صغر مساحة فلسطين المحتلة، لا يمتلك الكيان الصهيوني سوى 13 محطة طاقة كبيرة، منها ثلاث محطات ذكرها نائب القائد العام لحرس الثورة الاسلامية الاميرال علي فدوي، تولد أكثر من نصف الكهرباء المستخدمة في الأراضي المحتلة.
عشرة من هذه المحطات الثلاثة عشر مملوكة لشركة الكهرباء الإسرائيلية، وتنتج ثلاثة أرباع كهرباء الكيان.
كما تنقل الشركة وتوزع بشكل كبير كل الكهرباء المستخدمة في الأراضي المحتلة الخاضعة للسيطرة الصهيونية، بما في ذلك الطاقة المولدة من قبل منتجين آخرين.
تعتمد معظم محطات الطاقة على الوقود الأحفوري، أي الفحم والنفط والغاز. ومن بين مرافق الطاقة المذكورة أعلاه، فهي الأهداف الأكثر حساسية لأنه لا يوجد بديل سريع حيث لا يتم استيراد الكهرباء من الدول الإقليمية.
أكبر ثلاث مجمعات لمحطات الطاقة هي أوروت رابين وروتنبرغ وإشكول، وكلها تقع على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
محطة أوروت رابين لتوليد الطاقة
هي محطة طاقة تعمل بالفحم ودورة الغاز المركبة بين مدينتي الخضيرة وقيسارية، على بعد 35 كيلومترًا جنوب حيفا، وتتكون من ست وحدات توليد حراري ووحدتين بدورة الغاز المركبة ذات المحور الواحد.
يمكن لمحطة توليد الطاقة التي تعمل بدورة الغاز المركبة أن تعمل بالوقود المزدوج، مع استخدام الغاز الطبيعي كوقود أساسي، وفي حالة نقصه، يمكن أن تعمل أيضًا على زيت الوقود. في السنوات القليلة الماضية، كان هناك تحول تدريجي من الفحم إلى الغاز.
يمتد المجمع على مساحة 140 هكتارًا ويحتوي على محطة تحلية الخضيرة في الجزء الجنوبي، والتي تزود مليون مستوطن بالمياه، وسلسلة من خزانات التخزين في الشمال الشرقي.
كما أنها المركز المستقبلي لمشروع Great Sea Interconnector الذي يجري إنشاؤه بمليارات الدولارات، وهو أطول كابل طاقة بحري في العالم يربطه بشبكات الطاقة القبرصية واليونانية، والذي يتم تمويله جزئيًا من قبل الاتحاد الأوروبي.
محطة روتنبرغ للطاقة
هي محطة طاقة ضخمة أخرى تعمل بالفحم، وتقع جنوب عسقلان وخمسة كيلومترات شمال قطاع غزة، وتحتوي على أربع وحدات توليد حرارية.
تولد هذه المحطة خمس إجمالي إنتاج الكهرباء لشركة الكهرباء الإسرائيلية وهي أصغر حجمًا قليلاً من محطة أوروت رابين للطاقة، التي تولد ربعها.
وتغطي 160 هكتارًا وهي جزء من مجمع صناعي أكبر بكثير يشمل محطة توليد الطاقة ذات الدورة المركبة.
محطة تحلية عسقلان
محطة تحلية عسقلان، تزود مليون مستوطن بالمياه، و تحتوي أيضا على حوالي 50 خزانًا لتخزين النفط إلى الشمال والجنوب.
مجمع تخزين النفط هذا هو الأكبر في الكيان وتديره شركة خط أنابيب إيلات عسقلان التابعة للنظام (EAPC)، إلى جانب خط الأنابيب المتصل من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر.
ثالث أكبر محطة طاقة إسرائيلية هي محطة إشكول للطاقة، التي تقع على مساحة 80 هكتارًا شمال أشدود، حيث تولد وحداتها الأربع الحرارية ووحدتا الدورة المركبة سدس إجمالي إنتاج الكهرباء لشركة الكهرباء الإسرائيلية.
تقع في منطقة صناعية كثيفة، شمال شرق ميناء أشدود، ثاني أكثر الموانئ الإسرائيلية نشاطًا والأول من حيث حركة حاويات الشحن.
إلى الشرق من محطة الطاقة يوجد ثالث أكبر مخزن للنفط في النظام (بعد عسقلان وإيلات)، وثاني أكبر مصفاة (بعد حيفا)، بالإضافة إلى محطة تحلية المياه في أشدود، والتي تزود بقدر ما ذكرناه سابقًا.
يمكن اعتبار حيفا كهدف محتمل رابع، حيث يوجد بها رابع أكبر محطة طاقة، إلى جانب أكبر ميناء وأكبر مصفاة.
المجمعات الصناعية الثلاثة للطاقة المذكورة أعلاه، بسبب تعرضها الجغرافي وحجمها، فريسة سهلة للصواريخ الباليستية الإيرانية، حتى لأقدم النماذج مثل شهاب 3 مع احتمال خطأ دائري كبير (CEP).
وبسبب البنية التحتية الهشة والكمية الكبيرة من المواد القابلة للاشتعال، فإن الضرر سيكون أعظم بشكل لا يقاس من عملية الوعد الصادق 2، وخاصة من الناحية الاقتصادية على المدى الطويل.
قاعدة نيفاتيم الجوية
وفقا لصور الأقمار الصناعية، تعرضت قاعدة نيفاتيم الجوية لـ 32 ضربة مباشرة، وضربة واحدة فقط على محطة الطاقة ستكون كافية للتسبب في انفجار مع حريق من شأنه أن يدمر المنطقة الأوسع.
بينما يمكن إصلاح المدرجات أو الحظائر في غضون ساعات أو أيام قليلة، على التوالي، فإن محطات الطاقة الضخمة ستستغرق سنوات ومليارات الدولارات لإصلاحها.
إن الضربة الكبيرة من شأنها أيضا أن تدمر خزانات تخزين النفط وتهدد إمدادات مياه الشرب القريبة، في حين أن معظم الساحل سوف يدمر أيضا بسبب التيارات البحرية عكس اتجاه عقارب الساعة.
إذا نفذت إيران ضربة انتقامية قوية على هذه المواقع الثلاثة، فإن الكيان الإسرائيلي سيكون معرضا لخطر فقدان نصف إنتاجه من الكهرباء، وثلث إنتاج مصافي التكرير، ونحو نصف حركة الموانئ، وربع إمدادات المياه المحلاة، ومعظم إمدادات النفط المخزنة، وجميع خطوط أنابيب نقل النفط.
في حال شن الكيان الاسرائيلي هجوماً على منشآت عسكرية إيرانية، فمن المرجح أن ترد إيران بالمثل، مستهدفة القواعد العسكرية الرئيسية للعدو، وخاصة تلك المشاركة في العدوان.
وتشمل المواقع المستهدفة القواعد الجوية الإسرائيلية التي تنطلق منها الطائرات المقاتلة المزودة بالقنابل أو الصواريخ الباليستية جو-أرض أو التي تطلق من الجو، ومن أهمها نيفاتيم وهاتسريم وهاتسوور ورامات دافيد وتل نوف.
وتعد قاعدة بلماحيم الجوية أيضاً هدفاً محتملاً لأنها قاعدة مهمة لبرامج الطيران والصواريخ والفضاء الإسرائيلية، بما في ذلك ترسانة باليستية قادرة على مهاجمة إيران.
وتشمل الأهداف الساحلية ذات الأهمية الكبرى الموانئ البحرية والشحن في حيفا وأشدود وإيلات، والتي تستخدمها البحرية الإسرائيلية وهي أيضاً حيوية للتجارة الدولية للكيان.
وفي حالة التصعيد من جانب نظام تل أبيب، فمن الممكن بسهولة أن يكون أحد الأهداف هو مركز ديمونا النووي، أحد المواقع الرئيسية للبرنامج النووي الإسرائيلي غير القانوني.