البث المباشر

أنصار المهدي والنفس المطمئنة/طلوع الشمس من المغرب/رأيت الخال

الإثنين 15 إبريل 2019 - 15:10 بتوقيت طهران

(الحلقة :387)

موضوع البرنامج:
أنصار المهدي والنفس المطمئنة
طلوع الشمس من المغرب
رأيت الخال

ألا يا ولي الثار قد مسنا الأذى

وعاندنا دهر خؤون مدالس

وأرهقنا جور الليالي وكلنا

فقير الى أيام عدلك بائس

متى ظلم الظلم الكثيفة تنجلي

ويبسم دهري بعد إذ هو عابس


بسم الله والحمد لله حبيب قلوب الصادقين وأزكى صلواته على أحب الخلق إليه الحبيب المصطفى وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة الله وبركاته.. معكم بتوفيق الله في لقاء اليوم من هذا البرنامج وقد أعددنا لكم فيها الفقرات التالية:
تربوية عنوانها: أنصار المهدي والنفس المطمئنة
تليها إجابة عن سؤال الأخ سليم العمري عن: طلوع الشمس من المغرب
والفقرة الختامية حكاية مؤثرة عنوانها: رأيت الخال
أطيب الأوقات نرجوها من الله لنا ولكم مع لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)...
تابعونا والفقرة التربوية التالية تحت عنوان:

أنصار المهدي والنفس المطمئنة

روي في كتاب المستدرك على الصحيحين بسنده صحهه الحاكم النيسابوري على شرطي البخاري ومسلم عن محمد بن الحنفية قال: كنا عند علي – عليه السلام – فسأله رجل عن المهدي فقال علي – عليه السلام –:
ذاك يخرج في آخر الزمان إذا قال الرجل: الله الله قتل فيجمع الله تعالى قوماً قزع كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم لا يستوحشون الى أحد ولا يفرحون بأحد دخل فيهم على عدة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر.
أيها الإخوة والأخوات، مضمون الحديث الشريف الذي استمعتم له قبل قليل روي أيضاً في مصادر معتبرة عدة، وهو يشير الى صفة محورية مهمة في الأنصار المخلصين لمولانا المهدي الموعود – عجل الله فرجه -:
هذه الصفة هي كونهم قد بلغوا مرتبة (النفس المطمئنة) أي النفس التي وثقت بالله تبارك وتعالى وبحسن تدبيره لشؤون عباده، فصارت بذلك لا تستوحش من قلة المؤمنين الصادقين ولا من كثرة الأعداء ولا من شدة الفتن التي تمر بهم ولا من شدة الإرهاب الذي يوجهه الطواغيت للمؤمنين الصادقين بحيث أن من يؤمن بالتوحيد الخالص يقتل مباشرة من قبل الطواغيت المصرحين بعدائهم للإسلام والقيم الإلهية أو من قبل أدواتهم كالمنافقين والحركات التكفيرية التي تقتل الموحدين المخلصين تحت شعار التوحيد الخالص.
وهذا المعنى هو الذي يشير اليه مولى الموحدين الإمام علي أميرالمؤمنين الصادقين حيث يقول: "يؤلف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون الى أحد ولا يفرحون بأحد دخل فيهم".
هذه العبارة البليغة تشير، مستمعينا الأفاضل، الى قوة ارتباط وثقة هؤلاء المؤمنين الصادقين بالله جل وعلا والى درجة تجعلهم لا يستوحشون لقلة سلاك طريق الحق منهم يأنسون بالله تبارك وتعالى، كما أنهم لا يستوحشون ولايرهبون كثرة الأعداء وشدة الفتن لأنهم قد آمنوا بالله عزوجل وبصدق جعلهم يرون وجدانياً أنه سبحانه وتعالى الغالب على أمره والناصر لمن نصره في كل الأحوال ومهما كانت التحديات... فهم يرون النصر من عند الله ولذلك فهم لا يفرحون بأحد انضم اليهم فرح من يرون النصرة بالكثرة وبانضمام الآخرين الى جبهته.
والعلامة الثانية لتحلي المؤمنين الصادقين في نصرة خاتم الأوصياء المحمديين بقية الله المهدي – عجل الله فرجه – بمرتبة (النفس المطمئنة) هي التي يشير اليها مولى الموحدين علي المرتضى بقوله – صلوات الله عليه -: "على عدة أصحاب بدر... وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر".
في هذه العبارة إشارة الى ما ذكرته الأحاديث الشريفة من الله جلت حكمته يبتلي أصحاب المهدي – أرواحنا فداه – بنظير ما ابتلى به أصحاب طالوت.. وهو ما حكاه القرآن بشأن الشرب من النهر، وفي ذلك إشارة الى شدة هؤلاء المؤمنين الصادقين بأوامر إمامهم في أصعب الأحوال ثقة وطمأنينة الى أنه – صلوات الله عليه – لا يأمر إلا بما فيه صلاحهم حتى لو لم يفهموا الحكمة منه، كما هو الحال في النهي مثلاً عن شرب الماء عند تيسره وهو أمر مباح.. والإلتزام بنظائر هذه الأوامر لا يمكن أن يتحقق إلا في حالة تحلي المؤمن بالنفس المطمئنة الواثقة بحكمة أوامر الله وأوليائه الصادقين صلوات الله عليهم أجمعين.

ألا يا ولي الأمر قد عسعس الدجى

متى ينجلي ليل ويشرق قابس

ويصبح سلطان الهدى وهو قاهر

عزيز وشيطان الضلالة خانس

لأبذل في إدراك ثأرك مهجتي

فما أنا بالنفس النفيسة نافس

نتابع أيها الأطائب تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تستمعون لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
أعزاءنا المستمعين، من الأخ (سليم العمري) من بلاد الحرمين الشريفين وصل للبرنامج يقول:
هل أن طلوع الشمس من المغرب هو من علامات ظهور المهدي – عليه السلام – أم من علامات قيام القيامة؟
نستمع معاً لخلاصة الإجابة التي تقدمها لنا الأحاديث الشريفة عن هذا السؤال من أخينا الحاج عباس باقري:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأكارم ورحمته وبركاته وسلام على اخينا العمري سليم حفظه الله. أخ سليم بالنسبة لسؤالكم ظاهرة طلوع الشمس من المغرب هل هي من علامات ظهور الامام المهدي عليه السلام أم من علامات يوم القيامة؟ هذا السؤال في الواقع تردد وسؤل عنها الكثير من العلماء. بالنسبة للأحاديث الشريفة تذكر هذه الظاهرة او هذه العلامة ضمن علامات قيام الساعة، هنالك حديثان عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله مرويان في مصادر الفريقين يعني في غيبة الشيخ الطوسي عن امير المؤمنين عليه السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله "عشر قبل قيام الساعة لابد منها" وتعبير لابد منها يستفاد منه أنها من العلامات الحتمية، "السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر" كما تلاحظون هذه العلامات بعضها قبل ظهور الامام المهدي سلام الله عليه كالسفياني والدجال وهناك شيء يقيني أن بعضها يسبق ظهور الامام كالخسف، نزول عيسى بعد ظهوره مباشرة يعني يرتبط بظهور الامام سلام الله عليه وليس من علامات القيامة الكبرى. هناك ايضاً حديث من هذا المعنى مروي من طرق السنة ايضاً في تاريخ البخاري بسند عن أبي هريرة أقرأه لكم، الحديث في البخاري، هذا الحديث في الصحيح عن النبي صبى الله عليه وآله وسلم يقول: لاتقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان.. الى أن يقول سلام الله عليه: ويخرج كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل... والى أن يقول: وتطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذاك حين لاينفع نفس ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً" هذا مضمون الآية الكريمة "ولتقومن الساعة". قد يستفاد من هذه الروايات أن تكون هذه الآية بعد ظهور الامام المهدي ولكن قبل قيام الساعة أما هناك ايضاً رواية روتها المصادر المصادر المعتبرة ككمال الدين وغيره للشيخ الصدوق عن الامام علي عليه السلام يذكر فيها أن خروج الدابة وهي من العلامات التي تلي ظهور الامام المهدي يعني في بدايات ظهور الامام سلام الله عليه، هذه الآية يذكرها وذلك يكون بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك "ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولاعمل يرفع ولاينفع نفس ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيراً" قد يستفاد من هذا النص بأن هذه العلامة تأتي بعيد ظهور الامام المهدي او قبيله ولكنها ليست قريبة من قيام الساعة أما عدم قبول التوبة فهذا الأمر ايضاً صرحت به الأحاديث الشريفة في ظهور الامام والمقصود به ليس قبول التوبة العامة وإنما إنتهاء حالة التمايز بين المؤمنين وبين الكافرين. اذن الأمر ممكن أن يكون من العلامات المقارنة لظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا الله وإياكم من خيار انصاره وشكراً للأخ سليم العمري.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات ونتابع البرنامج بدعوتكم للإستماع الى حكاية موثقة أخرى من حكايات الفائزين بلقاء الطلعة المحمدية الرشيدة والغرة المهدوية الحميدة..
إخترنا لحكاية لقاء اليوم العنوان التالي:

رأيت الخال

أيها الأحبة قبل أن ننقلكم الحكاية التالية ندعوكم الى الإستماع إليها وأنتم تتأملون في درسها المحوري وهو جميل أثر الإلتزام بالأحكام الإلهية مع عدم الغفلة عن التوجه الى مولانا بقية الله المهدي في الفوز برؤيته – أرواحنا فداه -.
وتبرز أهمية هذه الحكاية عندما نلاحظ أن المرجع التقي آية الله السيد محمد رضا الكلبايكاني – قدس سره الشريف – قد أمر صاحبها بأن ينقلها الى العالم الورع حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أحمد القاضي الزاهدي الذي نقلها بالفعل في أواخر الجزء الثالث من كتابه (عشاق الإمام المهدي).
أما صاحب هذه الحكاية فهو حجة الإسلام والمسلمين العالم الفاضل الشيخ وحيد المحبي وهو من الطلبة المقربين الى المرجع التقي المتعبد السيد شهاب الدين المرعشي النجفي – رضوان الله عليه -۰
ننقل لكم ترجمة حكايته المؤثرة بعد قليل فابقوا معنا مشكورين..
يقول العالم التقي سماحة الشيخ وحيد المحبي:
(كنت لسنين طويلة أتحرق شوقاً لرؤية طلعة مولاي الرشيدة وأرجو أن يتحفني – روحي فداه – بنظرة أفوز معها بلقائه.. ثم عرضت حالتي على أحد العلماء من أولياء الله كان قد فاز بلقاء صاحب الأمر – عليه السلام – [ولعل الشيخ يقصد أستاذه آية الله السيد المرعشي – رضوان الله عليه – الذي نشرت بعد وفاته ثلاث حكايات للقاء ببقية الله المهدي كان – رحمه الله – قد كتبها بخطه]..
نعود لحكاية الشيخ المحبي حيث قال: هذا العالم الجليل علمني ذكراً ودعاءً وقال لي: واظب على هذا الدعاء بتوجه كامل أربعين يوماً، فستفوز إن شاء الله بما تأمله وترجوه.
التزمت بحزم بمات أمرني به هذا العالم الجليل مجتنباً اللقاءات غير الضرورية مع الآخرين، حتى مضى علي بضع وثلاثون يوماً، فجاء والدي من بلدتنا الى مدينة قم وطلب مني أن أرافقه الى السوق مع العائلة لشراء متطلبات زواج أخي.
وهنا وقعت في حيرة شديدة، فمن جهة لا ينبغي لي أن أرد طلب رؤية مولاي روحي فداه، وعلى أي حال فقد خرجت مع العائلة الى السوق طاعة لأبي لكنني لم أغفل عند مواصلة ذلك الذكر والدعاء والتشوق لمولاي صاحب الزمان – عليه السلام -).
أيها الإخوة والأخوات، وسرعان ما جازى الله جل وعلا بجزائه الجميل هذا العبد الصالح على التزامه بأمره سبحانه بطاعة أبيه دون الغفلة عن مقصده ودعائه، يقول الشيخ وحيد المحبي في تتمة حكايته:
(عندما دخلنا أحد الحوانيت كانت العائلة تتفحص ما نريد شراءه، فشعرت وكأن هاتفاً يقول في أذني: أنظر الى خارج الحانوت تجد طلبتك! فحدقت ببصري الى خارج الحانوت فرأيت سيداً نيراً في غاية الوسامة يبدو بسن ابن الأربعين عاماً وعلى رأسه عمامة سوداء وشعره مجعد مستقيم الأنف، كان ينظر إلي وهو يبتسم، قلت في قلبي: أيكون هذا السيد هو حبيب قلوب الموالين؟ إنني أرى فيه جميع الصفات التي ذكرتها الأحاديث الشريفة لشمائل المهدي.. ولكن أين هو الخال الذي على خده الأيمن؟ ليتني أتمكن من رؤية وجهه بالكامل.
وبمجرد خطور هذا السؤال، أدار السيد وجهه فرأيت هذا الخال على خده الأيمن، فقلت دون اختيار مني: "اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً".
لقد قرأت الدعاء كاملاً ثم قلت: السلام عليك يا مولاي يا حجة بن الحسن روحي لك الفداء.
لقد شعرت زوجتي بحالتي فنظرت إلى الجهة التي كنت أحدق ببصري تجاهها، فرأت هي أيضاً مولاي – روحي فداه – وقالت: من هو هذا السيد بهذه الشمائل الجميلة.. لم أستطع الإجابة عن سؤالها، ثم تحرك السيد خطوات فخرجت مسرعاً من الحانوت لكنني لم أر أحداً.. عدت وقلت لزوجتي بعد حين: هل رأيت أنت أيضاً مولاي؟ قالت: نعم ولكن سرعان ما غاب عن ناظري.. لقد رأيت طلعة مولاي صاحب الزمان – أرواحنا فداه – والحمد لله رب العالمين).
وبهذا نصل – مستمعينا الأفاضل – الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة