البث المباشر

هل تصبح أوروبا الشرقية ساحة معركة لروسيا مع سياسات الناتو الأميركية؟

الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 - 09:06 بتوقيت طهران
هل تصبح أوروبا الشرقية ساحة معركة لروسيا مع سياسات الناتو الأميركية؟

حذر كيسنجر قبل وفاته، من أنه يجب على واشنطن إنهاء الأزمة في أوكرانيا بسرعة، وإلا فإن الولايات المتحدة ستفقد هيمنتها في أوروبا الشرقية.

وتظهر التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا أن الأزمة لا تزال تتصاعد. وقد حذر بوتين الدول الغربية على وجه التحديد من أن إصدار ترخيص لاستخدام أسلحة بعيدة المدى من قبل أوكرانيا يعني أن الناتو (حلف شمال الأطلسي) سيدخل الحرب مع روسيا.

وأكد أن مثل هذا الإجراء يمكن أن يغير بشكل كبير طبيعة الصراعات ويجبر موسكو على اتخاذ القرارات المناسبة.

تحويل أوروبا إلى ساحة معركة
يقول محمود شوري، نائب رئيس مركز أبحاث إيران وأوراسيا (IRAS) والخبير الكبير في الشؤون الروسية، فيما يتعلق بتحذيرات بوتين وقرارات الغرب بتجهيز أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، في حوار مع صحيفة قدس الإيرانية، إن أي عمل عسكري تقوم به أوكرانيا بهذه الأسلحة يمكن أن يثير رد فعل روسيا ويرفع مستوى جديدا.

ويشير إلى أنه حتى إطلاق صاروخ واحد قد يدفع روسيا إلى استخدام أسلحة جديدة في مجالات خارج أوكرانيا.

ويضيف شوري أن أصغر خطأ ارتكبته كييف اليوم يمكن أن يوفر أرضية لصراع مباشر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، أي 26 دولة أوروبية، ما سيؤدي إلى تحول التربة الأوروبية إلى ساحة معركة.

ومؤكداً حساسية روسيا تجاه هذه القضية، يقول: "لقد صرح فلاديمير بوتين بوضوح أن مثل هذا الإجراء من قبل الغرب يعني الدخول المباشر لحلف شمال الأطلسي في الحرب مع روسيا".

ويعتقد أن هذا التحذير يمكن استخدامه كإجراء لزيادة مستوى الصراع بين موسكو وكييف. كما أثار شوري احتمال رد فعل موسكو بأسلحة نووية تكتيكية قصيرة المدى ردا على هجوم أوكرانيا بصواريخ غربية بعيدة المدى، رغم أنه لا يمكن حتى الآن الحديث عن ذلك بدقة.

لقد بدأت توقعات كيسنجر تتحقق
ويرى "حنيف غفاري" الخبير في الشؤون الأمريكية، في إشارة إلى كلام بوتين وآرائه بشأن مستقبل الحرب، أن بوتين استخدم عبارة "تغيير طبيعة المعركة" في خطابه الأخير، والتي تشير إلى تدخلات القوات الأمريكية في تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى.

ويذكر أن هذا الإجراء يمكن أن يحول الحرب بين موسكو وكييف إلى حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

ويشير غفاري أيضًا إلى ان الخلافات بين أعضاء الناتو في السنوات الأخيرة حول إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا. ويعتقد بعض أعضاء الناتو، مثل اليونان وإسبانيا والمجر، أن الأزمة الأوكرانية خارجة عن سيطرة الناتو.

ويؤكد أن حلف شمال الأطلسي، بإصراره على انضمام أوكرانيا إلى الحلف، قد أشعل فتيل الأزمة في أوروبا الشرقية وفرض حرب استنزاف دامت ثلاث سنوات على أوروبا.

وبحسب الغفاري، فإن نبوءة الاستراتيجي الأمريكي الراحل هنري كيسنجر أصبحت حقيقة. قبل وفاته، حذر كيسنجر من أن واشنطن يجب أن تنهي الأزمة في أوكرانيا بسرعة، وإلا فإن الولايات المتحدة ستفقد هيمنتها في أوروبا الشرقية وتتسبب في تكاليف غير متوقعة للبيت الأبيض.

الحرب بدأت من قبل الناتو
وأجاب غفاري أيضًا على سؤال حول سبب انسحاب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من قرارهما منح الإذن لكييف بعد موقف الكرملين. قال غفاري إنه على الرغم من أن الحرب في أوكرانيا بدأت على ما يبدو بالهجوم الروسي، إلا أنه من وجهة نظر استراتيجية، توسع الناتو حلف الأطلسي من الشمال إلى الشرق والاستفزاز الروسي هو الذي أدى إلى هذا الصراع. وأجبرت أمريكا وإنجلترا موسكو على الرد بالإصرار على توسيع الناتو إلى الشرق. لكن اليوم فقدت واشنطن ولندن القدرة على السيطرة على هذه الأزمة، وتزايدت احتمالات انتشار الحرب إلى أوروبا بشكل كبير.

خطر امتداد الحرب إلى أوروبا
الدول الأوروبية، بما في ذلك مولدوفا وهولندا وبولندا، في مواجهة مع روسيا، وقد تصبح أراضي هذه الدول ساحة معركة رسمية في المستقبل. ويشير غفاري إلى أن أوروبا عرضت نفسها لأضرار جسيمة من خلال اللعب الأعمى على الأراضي الأميركية.

ومن خلال الاستمرار في هذه السياسات، دفع الأوروبيون تكاليف الحرب على عاتقهم، وإلى أن يتصرفوا كلاعبين مستقلين في المجال الأمني، فلن يتمكنوا من اتخاذ قرارات حكيمة للبقاء في النظام الدولي.

المصدر : Pars Today

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة