تخيل أنه في أعالي البحار، تتحرك السفن العملاقة التي تحمل النفط الإيراني ببطء، غير مدركة أنها مستهدفة تحت الظل الثقيل لعدو خفي. فجأة، واحدة تلو الأخرى، تحطمت هذه السفن في ظروف غامضة. تم استهداف 14 ناقلة نفط إيرانية، وفي البداية، لا أحد يعرف من يقف وراء هذه الهجمات الغامضة. ومع ذلك، فإن حرس الثورة الإسلامية يتصرف بسرعة ويبحث عن آثار مرتكبي هذه الحوادث.
بعد بحث طويل، كشف حرس الثورة أخيراً عن هذا السر: مرتكب الهجمات هو النظام الصهيوني. لقد استخدموا تكتيكات متطورة وغامضة لمنع صادرات النفط الإيرانية وربما حتى وضع إيران في وضع اقتصادي صعب. ولكن كان هناك جانب واحد فقط لهذه القصة: الجانب الآخر هو رد إيران السريع والحاسم.
كان أول رد لحرس الثورو على هذه الهجمات هو إطلاق النار على ناقلات النفط التابعة للنظام الصهيوني. واحدة تلو الأخرى، تم استهداف سفن النظام. لكن جاءت لحظة حاسمة عندما استهدفت إيران السفينة الخامسة للنظام الصهيوني. في هذه المرحلة، تغيرت اللعبة. الصهاينة، الذين أدركوا بسرعة جدية وقوة الرد الإيراني، تراجعوا وأعلنوا في نهاية المطاف وقف معركة الناقلات.
لكن هذه لم تكن نهاية القصة. في غضون ذلك، وردت أنباء ذات يوم تفيد بأن البريطانيين استولوا أيضاً على إحدى سفن النفط الإيرانية في جبل طارق. كان رد فعل إيران على هذا الإجراء سريعاً وفي الوقت المناسب: استولت إيران على ستينا إمبيرو المملوكة لبريطانيا. مباشرةً بعد هذه الخطوة، اضطر البريطانيون إلى الاستسلام وإطلاق سراح السفينة الإيرانية. حدث سيناريو مماثل في اليونان من قبل الغرب المعادي. عندما تم الاستيلاء على سفينتين إيرانيتين في اليونان، استولت إيران أيضاً على سفينتين يونانيتين، واضطر الجانب الآخر إلى التراجع.
ولكن ربما كان أحد الأجزاء الأكثر إثارة للاهتمام في القصة هو اللحظة التي هددت فيها الولايات المتحدة بالاستيلاء على ناقلات إيرانية متجهة إلى فنزويلا. وجاء الجنرال سلامي، قائد حرس الثورة، شخصياً إلى مكان الحادث مع الجنرال تنكسيري قائد البحرية التابعة للحرس الثورة.
خططوا لعملية محاكاة للاستيلاء على الناقلة الأمريكية. ثم أعلنوا على أجهزة الراديو أنهم مستعدون للاستيلاء على ناقلات النفط الأمريكية. وكانت النتيجة أن انسحب الأمريكيون، الذين اطمأنوا إلى جدية إيران واستعدادها، عن تهديداتهم، ووصلت ناقلات النفط الإيرانية إلى وجهتها بأمان.
لم تكن هذه الأحداث سوى جزء من معركة أكبر، وقفت فيها إيران في وجه التهديدات العلنية والسرية لأعدائها، وضمنت أمن ممراتها الملاحية بيقظة ومثابرة. قصة أظهرت أن البحار يمكن أن تكون أيضاً ساحة معركة صامتة، ولكن في هذه المعارك، يكون التصميم والمثابرة هما الكلمة الأولى والأخيرة.
السرد الذي قرأته مأخوذ من كلمات القائد العام للحرس الثورة الإسلامية (IRGC)، اللواء حسين سلامي، خلال اجتماع الرئيس مع قادة قاعدة خاتم الأنبياء للبناء، حيث تحدث عن تحديات ومعارك إيران في السنوات الأخيرة، بما في ذلك حرب الناقلات والجهود المبذولة لمواجهة عقوبات وتهديدات الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا.