البث المباشر

أهل التراحم والتواصل ونفي الشكوك/المروج والأنهار في آخر الزمان/تقوى الله مفتاح اللقاء

الأحد 14 إبريل 2019 - 15:07 بتوقيت طهران

(الحلقة : 375)

موضوع البرنامج:
أهل التراحم والتواصل ونفي الشكوك
المروج والأنهار في آخر الزمان
تقوى الله مفتاح اللقاء

 

يا قمر التمّ أما آن أن

تبدو فقد طال علينا السرار

يا غيره الله أما آن أن

تغير أعداءك فالصبر غار

قد ذهب العدل وركن الهدى

قد هد والجور على الدين جار


بسم الله وله الحمد غاية آمال العارفين وحبيب قلوب الصادقين والصلاة والسلام على حبيبه المبعوث رحمة للعالمين سيدنا المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات.. أزكى التحيات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج... ونحن نعرفكم أولاً بعناوين فقراته فالأولى تربوية عن تكاليف المؤمنين في عصر غيبة خاتم الأوصياء عنوانها: أهل التراحم والتواصل ونفي الشكوك
تليها إجابة عن سؤال الاخت أم حسنين من البحرين بشأن: المروج والأنهار في آخر الزمان.
أما عنوان حكاية لقاء اليوم فهو: تقوى الله مفتاح اللقاء
وننثر بين هذه الفقرات مقاطع أخرى من قصيدة مهدوية للشاعر الولائي السيد صالح الحلي –رضوان الله عليه- والتي افتتحنا لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تابعونا على بركة الله والفقرة التربوية تحت عنوان:

أهل التراحم والتواصل ونفي الشكوك

روي الشيخ النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن الامام جعفر الصادق –صلوات الله عليه- أنه قال:
"تواصلوا وتباروا وتراحموا، فوالذي فلق الحبّة وبرء النسمة ليأتين عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره ودرهمه موضعاً –يعني عند ظهور القائم المهدي لاستغناء الناس جميعاً بفضل الله وفضل وليه-،
قال الراوي: فقلت وأنى يكون ذلك؟ قال:
عند فقدكم إمامكم فلا تزالون كذلك حتى يطلع عليكم كما تطلع الشمس [وأنتم] آيس ما تكونون، فاياكم والشك والارتياب، انفوا عن نفوسكم الشكوك وقد حذرتم فاحذروا ومن الله أسأل توفيقكم وارشادكم".
مستمعينا الافاضل يبين لنا مولانا الامام الصادق –عليه السلام- في الحديث الشريف المتقدم اثنين من أهم واجبات المؤمنين في عصر غيبة امامهم المهدي المنتظر –عجل الله فرجه-.
والى جانب ذلك يبشرنا –عليه السلام- بأحدى خصائص عصر ظهور خاتم الأوصياء المحمديين وقيام الدولة الالهية العادلة؛ اضافة الى بيان احدى العلامات العامة المهمة للظهور المهدوي المبارك.
نبدأ بالتعرف الى هذين الواجبين المهمين من واجبات عصر الغيبة الذي نعيشه، فأولهما الذي يبينه الصادق –عليه السلام- في مقدمة حديثه قائلاً: "تواصلوا وتباروا وتراحموا فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة ليأتين وقت لايجد أحدكم لديناره ودرهمه موضعاً".
إذن فهذا الواجب هو أن يهتم المؤمنون في عصر الغيبة بالتوصل والتبار والتراحم فيما بينهم، أي أن يقوي بعضهم بعضاً مادياً ومعنوياً ويتواصوا بالحق والصبر والثبات على العقائد الحقة لكي يكون عوناً بعضهم لبعض في مواجهة صعوبات عصر الغيبة.
وقد ورد في احاديث شريفة اخرى أن هذا التواصي بالحق والصبر في عصر الغيبة هو من مصاديق قوله تبارك وتعالى في سورة العصر: "وَالْعَصْرِ{۱} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{۲} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{۳}".
وعلى ضوء ذلك يتضح أن اهتمام مؤمني عصر الغيبة بتقوية بعضهم البعض مادياً ومعنوياً ينجيهم جميعاً من خسران السقوط في فتن عصر الغيبة العقائدية والأمنية والاقتصادية وغيرها.
فاصل
أيها الاخوة والاخوات، أما الواجب الثاني الذي يهدينا مولانا الامام الصادق –عليه السلام- الى لزوم الاهتمام به في عصر الغيبة فهو الاجتهاد في مجاهدة الشكوك والشبهات التي تثار تجاه العقيدة السليمة تجاه الامام المهدي وغيبته –عجل الله فرجه-، وهي شكوك تثيرها كثيرٌ من الجهات وتسقط في حبائلها من لم يستعن بالله عزوجل للثبات على الدين الحق فيقع في تلكم الفتن الى أحد انكار وجود المهدي رغم ثبوت ذلك بالكثير من الأدلة القرآنية والحديثية والبرهانية وحتى الوجدانية التي لا تحصى.
ونلاحظ شدة لهجة الامام الصادق –صلوات الله عليه- في الحث على القيام بهذا الواجب والتحذير من الغفلة عنه حيث يقول: "فأياكم والشك والإرتياب، انفوا عن نفوسكم الشكوك وقد حذرتم فأحذروا، ومن الله اسأل توفيقكم وارشادكم".
ولعل العلة الأساس لشدة هذا التحذير تكمن في أن الاستجابة للشكوك هذه والوساوس الشيطانية التي تكمن وراءها يهدد الإنسان بالسقوط في ميتة الجاهلية التي يحذرنا منها حبيبنا الهادي المختار في حديثه المروي من طرق الفريقين من قوله – صلى الله عليه وآله الأطهار-: "من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية".
ونجد في الحديث الصادقي المتقدم –مستمعينا الافاضل- اشارة الى أهمية الاستعانة بالله عزوجل للفوز بتوفيق نفي تلك الشبهات والشكوك وهذا هو مستمعينا الاكارم هو ما تؤكده الاحاديث الشريفة التي تحث على الالتزام بدعائي الغريق والمعرفة في عصر الغيبة حيث تأمرنا ان نقول في الدعاء الأول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
ونقول في الثاني:
"اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني، اللهم لا تمتني ميتة جاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني".
فاصل
أعزاءنا المستمعين، أما العلامة العامة من علامات ظهور خليفة الله المهدي عجل الله فرجه والتي يشير اليها امامنا الصادق في الحديث المتقدم فهي التي يشتمل عليها قوله –عليه السلام-: "حتى يطلع عليكم كما تطلع الشمس [وأنتم] آيس ما تكونون".
إذن، فاستبعاد قرب ظهور بقيه الله المهدي –عجل الله فرجه- الى درجة الاقتراب من اليأس كما كان يستيئس الرسل حسب التعبير القرآني هو علامة تحقق الفرج الالهي ومجيء النصر من الله كما أشارت لذلك الآيات الكريمة.
وأخيراً فان الخصوصية المهمة من خصوصيات الدولة المهدوية التي يبشرنا بها الامام الصادق –عليه السلام- في حديثه المتقدم فهي انتشار البركات الالهية فيها الى درجة لم يشهد التأريخ الانساني نظيراً لها بحيث لا يجد المؤمن من يتقبل منه صدقته لاستغناء الناس مادياً ومعنوياً.
وبشأن هذه الخصوصية يدور سؤال حلقة اليوم وإجابته التي تأتيكم بعد قليل فإبقوا معنا مشكورين.

أغث دعاك الله من ناصر

رعية ضاقت عليها القفار

فهاك قلبها قلوب الورى

أذابها الوجد من الأنتظار

مستمعينا الاحبة، نتابع من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب(
وردنا من الأخت الكريمة (أم حسنين) من البحرين سؤال عما ذكر في بعض الأحاديث الشريفة من أن المروج والانهار ستعود للظهور في الجزيرة العربية، وهل أن ذلك من علامات القيامة وآخر الزمان أم ظهور المهدي –عجل الله فرجه-.
نستمع معاً لخلاصة اجوبة النصوص الشريفة عن هذا السؤال من أخينا الحاج عباس باقري:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم وسلام على الأخت الكريمة أم حسنين من البحرين. بالنسبة لهذا السؤال فيما يرتبط بالموضوع ذكر العلماء خاصة في البحوث التي تتعلق بملامح دولة الامام المهدي سلام الله عليه، كثير من الأحاديث الشريفة المروية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بالدرجة الأولى وعن سائر أئمة أهل البيت سلام الله عليهم تصرح بأن دولة الامام المهدي سلام الله عليه تشهد إخراج الأرض لبركاتها ونزول البركات السماوية بمختلف أشكالها، هل أن هذه من علامات القيامة او آخر الزمان او خصوصية الجزيرة العربية؟ بالنسبة لعلامات القيامة وآخر الزمان هنالك في الأحاديث الشريفة تذكر علائم القيامة وتذكر علامات ترتبط بظهور الامام المهدي سلام الله عليه. لعل ذلك يفسره ما ذكره العلامة الطباطبائي رحمة الله عليه في تفسير بعض آيات الرجعة من حديث للإمام الصادق سلام الله عليه مضمونه أن أيام الله ثلاث ظهور القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف والرجعة والقيامة يعني علامات القيامة بهذا المعنى، علامات قيام دولة اهل البيت. هذه الدولة بإعتبارها آخر الدولة ومدة حكم الامام المهدي سلام الله عليه وأئمة أهل البيت بعد الرجعة يعني حكم الدولة المحمدية التي تشمل جميع الأرض وتملأ الأرض كلها قسطاً وعدلاً هي مدة طويلة يعني ورد في الأحاديث الشريفة منذ آدم الى ظهور المهدي وقيام دولة أهل البيت هو عشرين ألف سنة ومن قيام هذه الدولة الى القيامة ثمانين ألف سنة يعني أربعة أضعاف يعني مدة طويلة فهذا لايعني أن ظهور هذه العلامات هو قرب القيامة. المستفاد من الجمع من الأحاديث الشريفة هو أن هذه من ملامح ظهور القدرة الالهية هذا أولاً، ثانياً هل أن الأمر يختص بالجزيرة العربية كما أشار الحديث الذي ذكرته الأخت أم حسنين، لا لايختص بالجزيرة العربية والروايات عامة تصرح بأن الله تبارك وتعالى بنوع من الإمداد الغيبي ولايقتصر الأمر على الأسباب الطبيعية فقط كما ذكر بعض العلماء، لها دخل الأسباب الطبيعية ولكن إضافة الى الأسباب الطبيعية هناك تأييد وتسديد الهي بنشر هذه الخيرات. انا أنقل هنا بعض النصوص الواردة عن النبي الأكرم ومضمونها وارد في مصادر الفريقين، منقولة في كشف الغمة ينقلها عن مصادر للجمهور وكذلك عن طرق مذاهب اهل البيت عن النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله يقول في وصف عصر الامام المهدي "تعم البركة وتكون امتي في عصره على أحسن حال لمن يكن قبله قط" في حديث آخر "تتنعم أمتي في زمانه نعيماً لم يتنعموا مثله قط البر والفاجر يرسل الله السماء عليهم مدراراً ولاتدخر الأرض شيئاً من نباتها". هذه التعابير واضحة في أن هذه البركات وانتشار المروج والأنهار وعموم البركات الطبيعية هو ايضاً يشتمل على نوع من التأييد الالهي، حتى أنه ورد في نصوص اخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما في كتاب اعلام الورى "يطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك لإستغناء الناس بما رزقهم الله من فضله" وفي حديث آخر "يجعل الغنى في قلوب الناس، لايبقى على وجه الأرض خراب إلا عمّر ويظهر الله عزوجل كنوز الأرض ومعادنها" كما في ارشاد الشيخ المفيد والأحاديث بهذه المضامين كثيرة. رزقنا الله واياكم ادراك ظهور مولانا الامام صاحب الزمان والفوز بنصرته وإقامة دولته المباركة.
اخوتنا واخواتنا ننقلكم الآن الى رحاب الدروس المستفادة من الحكايات الموثقة للفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة والغرة الحميدة، عنوان حكاية لقاء اليوم هو:

التقوى مفتاح اللقاء

مستمعينا الافاضل الدرس المحوري الذي نستفيده من الحكاية التالية، هو أن على المؤمن الراغب في التشرف بلقاء مولاه صاحب الزمان –أرواحنا فداه- أن يخلص نيته لله عزوجل في ذلك ويكون هدفه من طلب اللقاء معنوياً بعيداً عن جميع الشوائب من الرياء والسمعة وغير ذلك.
من هنا لاحظنا ان كثيراً من الصالحين الذين فازوا بهذا الشرف حرصوا على كتمان أمرهم وأخذ المواثيق ممن أطلعوه عليه أن لا يعلن عنه الا بعد وفاتهم.
والحكاية التالية نقلها العالم الورع السيد مرتضى المجتهدي في كتابه القيم (الصحيفة المباركة المهدية) عن العالم المتعبد الزاهد حجة الاسلام والمسلمين السيد إسماعيل الشرفي –رضوان الله عليه-، وهو من الذين تعلموا من العارف الجليل الحاج الشيخ رجب علي الخياط قدس سره الشريف.
فاصل
جاء في كتاب الصحيفة المهدية المباركة؛ قال السيد الشرفي المذكور –رحمه الله-:
"كنا نسافر في أيام التبليغ الى البلاد المختلفة، وفي بعض أسفارنا قبيل شهر رمضان تشرفت مع صديق من أصدقائي بزيارة الحاج الشيخ رجب علي الخياط وطلبنا منه أن يعظنا ويعلمنا عملاً عبادياً [للفوز بلقاء الامام –أرواحنا فداه-].
فعلمنا طريقة ختم الآية الشريفة "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً" طبق ما روي عن النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- وقال اعلى الله مقامه: تصدقاً أولاً، وصوما أربعين يوماً وإقراءا ختم هذه الآية الكريمة صائمين... ولا تعملا هذا العمل بنية الوصول الى الماديات"
وتابع السيد الشرفي –رحمه الله- الحكاية قائلا: "شرعت في العمل ولم أقدر على اكماله وتركته ولكن صديقي أتم العمل وبعد ذهابه الى المشهد المقدس الحرم الرضوي وزيارته مولانا ثامن الحجج –عليه السلام- رآه –صلوات الله عليه- أولاً بصورة النور ثم كملت له هذه الحالة بمرور الايام حتى قدر على مشاهدته والتكلم معه –صلوات الله عليه-"

يا صاحب العصر أترضى رحى

عصارة الخمر علينا تدار

عجل فدتك النفس من قائم

بالحق تهدينا صغاراً كبار

في فئة لها التقى شيمة

ويا لثارات الحسين شعار

والى هنا نصل مستمعينا الاطائب الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.. تقبل الله منكم طيب المتابعة ودمتم في رعاية سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة