البث المباشر

النبي الاكرم والالتحاق بالمهدي/ من هو كاسر عين السفياني/ فوضت أمري لله

الأحد 14 إبريل 2019 - 14:58 بتوقيت طهران

(الحلقة : 371)

موضوع البرنامج:
النبي الاكرم والالتحاق بالمهدي
من هو كاسر عين السفياني
فوضت أمري لله

صاحب الأمر والزمان الممجد

وجهه في دياجير الليل فرقد

توج الله رأسه بجلال

مستمد من النبي محمد

قمرٌ يملأ السموات نوراً

وسناه لظلمة الكفر بدد


بسم الله والحمدلله مجيب دعوة المضطرين والصلاة والسلام على سفن نجاته وحصنه الحصين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله وبركاته، معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج المهدوي فأهلاً بكم ومرحبا.
اضافة الى مختارات من الشعر المهدوي ننثرها في طوايا البرنامج لنا في هذا اللقاء ثلاث فقرات الأولى عقائدية عنوانها النبي الاكرم والالتحاق بالمهدي
ثم نقدم لكم اجابة البرنامج عن سؤال الاخ يحيى جماهر بشأن من هو كاسر عين السفياني.
وفي الفقرة الختامية نتأمل معاً في حكاية موثقة اخرى عنوانها هو: فوضت امري لله
أطيب الاوقات نتمناها لكم أيها الاطائب مع فقرات حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)، تابعونا وفقرته العقائدية تحت عنوان:

النبي الاكرم والالتحاق بالمهدي


روى الشيخ الصدوق في كتاب (عيون اخبار الرضا –عليه السلام-) مسنداً عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا، وذلك حين يأذن الله عزوجل له، من تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك. الله الله عباد الله فأتوه ولو على الثلج فانه خليفة الله عزوجل وخليفتي".
أيها الاخوة والاخوات، في هذا الحديث الشريف يحدد النبي الاكرم حبيبنا المصطفى –صلى الله عليه وآله- واجب المؤمنين تجاه ظهور سليله المهدي الموعود –عجل الله فرجه-، ويبين بكل وضوح ان هذا الواجب يتمثل في المبادرة لنصرته –عليه السلام- والالتحاق به مهما كانت العوائق التي تمنع عن ذلك؛ فيجب الالتحاق به ولو حبواً على الثلج حسب تعبير هذا الحديث الشريف واحاديث اخرى مروية من طرق الفريقين.
وهذا التعبير يشير –مستمعينا الافاضل- الى ثمة صعوبات ستعترض طريقه المؤمنين في اقطار الارض للالتحاق بالمهدي الموعود عند ظهوره –عجل الله فرجه- في مكة المكرمة، وهذه الصعوبات قد تكون الحدود المصطنعة الحديثة في عالم اليوم أو الاجراءات الارهابية التي تفرضها الحكومات الطاغوتية لمنع الالتحاق بالامام –عليه السلام-؛ او الاضطرابات التي تسود العالم الاسلامي عند ظهوره –عجل الله فرجه- والمخاوف الامنية التي تسببها؛ وقد اشارت كثير من الاحاديث الشريفة الى هذه الاضطرابات ضمن تعريفها المسلمين بعلامات الظهور.
من هنا ايها الاحبة فتأكيد النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- على وجوب الالتحاق بالامام المهدي –عجل الله فرجه- مهما كانت الصعوبات؛ هذا التأكيد يشتمل على اتمام الحجة على المسلمين فيما يرتبط بوجوب الالتحاق بالمهدي الموعود –عجل الله فرجه- عند ظهوره، ومجاهدة الوساوس الشيطانية التي يمكن ان تدعوه للتذرع بتلك الصعوبات لعدم الالتحاق بخليفة الله وخليفة رسوله –صلى الله عليه وآله-.
هذا أولاً وثانياً فان المستفاد من هذا الحديث الشريف أن واجب المؤمنين هو الالتحاق البدني بالامام المهدي عند ظهوره –عجل الله فرجه-، أي لا يكفي مجرد التأييد المعنوي لحركته –عليه السلام- مع بقاء المؤمنين في أقطارهم.
وهذا يعني لزوم الارتباط به –عليه السلام- لاستلام اوامره ونواهيه. واذا تقرر أن يبقى أحد المؤمنين في محل اقامته فيكون ذلك بأذن امامه –صلوات الله عليه-.
مستمعينا الاطائب، وإعانة من نبي الرحمة –صلى الله عليه وآله- للمؤمنين على تحدي كل تلك الصعاب التي تجعل الالتحاق بالامام المهدي عند ظهوره –عجل الله فرجه- شاقاً للغاية، فقد نبه النبي الاكرم في هذا الحديث الشريف الى حقيقتين: الأولى هي أن سبيل النجاة الوحيد يومئذ هو في اتباع المهدي المحمدي، ويكون الهلاك في التخلف عنه –أرواحنا فداه، فقال –صلى الله عليه وآله- "من تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك".
أما الحقيقة الثانية فهي تأكيده –صلى الله عليه وآله- على المهدي الموعود هو خليفته وخليفة الله تبارك وتعالى وأنه هو القائم بالحق من العترة المحمدية الذي يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وفي تأكيد الحديث الشريف على هذه الحقيقة تنبيه اضافي للمؤمنين الى ان عليهم أن يتيقنوا اولاً من أن الذي ظهر ليس من ادعياء المهدوية الضالين المضلين، بل هو الذي تنطبق عليه جميع علامات المهدي الحقيقي التي ذكرتها النصوص الشريفة وهي كثيرة تهدي الى المنقذ المحمدي الحقيقي وتميزه عن غيره من الأدعياء.

أيا قمر الحق حتى متى

فشمل التصبر قد شتتا

هلم وأنت القريب الخبير

لتنظر ما مر او ما أتى

فدتيك عجل فان الضلال

لعمرك أو شك أن يثبتا

تدارك احبتك المخلصين

فحبل بقائهم بتتا


نتابع اعزاءنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب(
في الفقرة التالية يلخص زميلنا الأخ عباس باقري أجوبة العلماء والأحاديث الشريفة؛ عن سؤال هذه الحلقة.
والسؤال وردنا من الأخ يحيى جماهر من اليمن عبر البريد الالكتروني يسأل فيه عن الموصوف في الأحاديث الشريفة بأنه (كاسر عينه الذي يخرج في صنعاء قبل ظهور المهدي –عجل الله فرجه-، ويقول: من هو وما هي علاماته، إذن مع زميلنا الاخ باقري والاجابة عن هذا السؤال:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الافاضل وسلام على أخينا الكريم يحيى جماهر. بالنسبة لسؤال الأخ الكريم "كاسر عينيه" هذا التعبير ورد في رواية معتبرة حتى قال بعض العلماء بصحة سندها رواها الشيخ النعماني رضوان الله عليه في كتاب الغيبة عن الامام الصادق سلام الله عليه. نص الرواية هو كالآتي: ذكر عنده يعني عند الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال "السفياني! فقال عليه السلام: أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه او عينيه بصنعاء" هذا هو نص الرواية ولم يذكر هذا الشخص بهذا التعبير في غير هذه الرواية على حد ما تتبعه العلماء. السيد محسن الأمين العاملي رحمة الله عليه في الجزء الثاني من موسوعة اعيان الشيعة إحتمل بأن هذا الشخص وبهذا الوصف هو اليماني وعدّ خروج هذا الشخص بإعتبار الرواية معتبرة ومهمة عدّ هذا الشخص او خروجه العلامة الخامسة من علامات ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف التي أوردها حسب ما إستفاده رحمه الله السيد محسن الأمين من الأحاديث الشريفة. قال يحتمل والله العالم إنه هو اليماني المذكور في أحاديث اخرى بأن خروجه من العلامات الحتمية يعني الروايات تصرح بأن خروج اليماني كخروج السفياني والخراساني من العلامات الحتمية لظهور مولانا الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. إمتاز اليماني عن البقية بأن رايته ممدوحة أكثر يعني من راية الخراساني وموصوفة بأنها أهداها يعني أكثر الرايات إقتراباً للهدى المحمدي وأنه يدعو الى المهدي، تصرح الروايات بأنه يدعو الى المهدي والى الحق والى صراط مستقيم وهذه التعبيرات كلها وردت في الأحاديث الشريفة في صفة اليماني. بناءاً على هذا الإحتمال الذي أورده السيد محسن الأمين العاملي وعدة من العلماء يكون الكاسر عينيه أي عيني السفياني بإعتبار حديث الامام الصادق مرتبط بالسفياني تكون علاماته هي علامات اليماني الممدوح وبالتالي تكون احدى إنجازات اليماني أنه يكسر عين السفياني ويكون هذا الشخص بالتالي من العلامات الحتمية خروجه. طبعاً هنالك إحتمال ثاني ذكره الشيخ علي الكوراني في كتاب عصر الظهور، إحتمل الشيخ الكوراني أن يكون هذا الشخص يماني آخر بإعتبار أن الرواية تصرح أنه يخرج بصنعاء وأنه يماني آخر ممهد لليماني الموعود يظهر قبل السفياني وهذا الإحتمال إستدل عليه برواية اخرى مروية في كتاب الشيخ الطوسي في الغيبة يقول فيها الامام الصادق سلام الله عليه يقول "يخرج قبل السفياني مصري ويماني". على هذا الإحتمال يكون اليماني او كاسر عيني السفياني ممهداً يعني رجل يماني على الهدى يمهد لليماني الممدوح في الروايات الشريفة والله العالم لعل المقصود من كسر عين السفياني إما إلحاق هزيمة معنوية او هزيمة بحيث تكسر شوكته في أحد إمتداداته خاصة بتعبير العين لعله طلائع جيش السفياني مثلاً يهزمها اليماني هذا سواء كان هو اليماني المشهور او يماني آخر ممهد له. شكراً للأخوة والأخوات على طيب الإستماع.
نشكر الأخ عباس باقري على هذه التوضيحات ونتابع تقديم البرنامج بفقرته الأخيرة وحكاية أخرى من حكايات الفائزين بالشفاء ببركة التوسل الى الله بخليفته المهدي –أرواحنا فداه- عنوان الحكاية هو:

فوضت أمري لله


أيها الأكارم، قبل أن ننقل لكم حكاية هذا اللقاء نشير الى عبرة مهمة نستلهمها منها، وهي أن مقتضى التسليم لأمر الله عزوجل هو العمل بالأسباب الطبيعية للحصول على الشفاء مع التوسل اليه بخليفته المهدي –عجل الله فرجه-؛ فلعل الله عزوجل قدّر ان صلاح المؤمن في اللجوء الى هذه الأسباب ويكون شفاؤه فيها.
هذا أولاً وثانياً فإن مما ينبغي للمؤمن المتوسل الى الله تبارك وتعالى ببقيته وحجته المهدي –أرواحنا فداه- أن يستثمر الليالي المباركة والأماكن المقدسة المرتبطة بإمام زماننا للدعاء ومنها ليلة النصف من شعبان ذكرى مولد الإمام ومسجد صاحب الزمان في جمكران فان ذلك أبلغ في الحصول على ما يرجوه من الله تبارك وتعالى:
ايها الأعزاء الحكاية التالية من الحكايات الموثقة في سجل توثيق الكرامات في مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في قرية جمكران؛ وقد كتبها صاحبها بخطه حسبما ورد في كتاب (كرامات المهدي –عليه السلام-) هذا الأخ رمز لنفسه بحرفي (عين، ألف) وهو من أهالي مدينة قم المقدسة، قال حفظه الله ما ترجمته:
)أصبت قبل ثلاثة أعوام بمرض صدري حاد، وقد قال لي الطبيب بعد أن رأى الصور الشعاعية التي أخذت لصدري:
لابد من إجراء عملية جراحية لك ثمة ورم في صدرك ينبغي استئصاله بأسرع وقت ممكن. ولم يكن أمامي سوى الانصياع لأمره ففوضت امري لله لكنني وقبل أن أذهب للرقود في المستشفى، قررت أن أذهب الى مسجد جمكران في ليلة الاربعاء وقد صادفت ليلة الخامس عشر من شهر شعبان، وهناك صليت ركعتين ودعوت الله متوسلاً بمولاي المهدي طالباً منه الشفاء.
ثم ذهبت في اليوم التالي الى مستشفى (نيكوئي) في مدينة قم ورقدت فيها يوماً كاملاً ثم اجريت لي فحوصات وتحليلات وصوراً شعاعية جديدة... سألني طبيبي قبلها: هل أنت جاهز لإجراء العملية...
قلت بتسليم: نعم، ثم نقلت الى غرفة العمليات وقبل ان يبدأ طبيب التخدير عمله، توسلت الى الله ثانية بوليه المهدي طالباً للشفاء، وهنا دخل طبيبي الجراح مسرعاً وقال بتعجب: قم أنت لاتحتاج للعملية، هذه الصورة الجديدة لصدرك ليس فيه أي أثر للأورام.
فقمت فرحاً وارتفعت أصوات الصلوات على محمد وآله عندما أخبرت أهلي بما جرى وعرفوا أن الله قد شفاني ببركة مولاي المهدي الحبيب –عجل الله فرجه-.

طالت بغيبتك الأعوام والحجج

فداك نفسي متى يأتي لنا الفرج

حتى متى الصبر والدنيا قد امتلأت

جوراً وقد زاد في آفاقها


وبهذا نصل مستمعينا الاكارم الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) استمعتم لها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم على كرم المتابعة ودمتم بكل خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة