البث المباشر

صعوبات الغيبة ورقي الايمان/حديث أصحاب الدولة/صك ومزهرية

الأحد 14 إبريل 2019 - 14:54 بتوقيت طهران

(الحلقة : 369)

موضوع البرنامج:
صعوبات الغيبة ورقي الايمان
حديث أصحاب الدولة
صك ومزهرية

أنت الذي يحيي معالم سنة

طمست ويعلي راية القرآن

أنت الذي عيسى يصلي خلفه

إذ ينزلن من العلا الرباني

أنت المؤيد بالملائك جيشه

إذ يمحقن جحافل العصيان

الأرض تنتظر إنبثاقك سيدي

فلقد تمادى الكفر في الطغيان

مثلٌ لموسى في الولادة بينما

في العمر اشبه صاحب الطوفان

هداية من أحمد وشجاعة

من حيدر ومعونة الرحمان

يا سيدي المهدي، اني شائق

لكم محب من عميق كياني

والله اسال ان اراك كما ترى

شمس الشتاء تضىء كل مكان

بعد احتجاب طال خلف غمامة

لكن دفئك ظل في شرياني


بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على ابواب رحمة الله محمد رسول الله وآله الهداة الى الله السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته.
بأبيات من قصيدة مهدوية للأديب الولائي الاخ مرتضى شرارة العالمي افتتحنا لقاء اليوم من برنامجكم شمس خلف السحاب
ونتابعه بالفقرات الثلاث التالية: تربوية عنوانها: صعوبات الغيبة ورقي الايمان
واجابة عن سؤال الاخت امل عبدالحسين عن: حديث أصحاب الدولة
ثم فقرة الحكايات الموثقة وعنوانها: صك ومزهرية
تابعونا أولاً والفقرة التالية تحت عنوان:

صعوبات الغيبة ورقي الايمان

روي في كتاب الاحتجاج عن مولانا الامام زين العابدين –صلوات الله عليه- أنه قال:
"تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله والأئمة بعده –صلى الله عليه وآله-... إن أهل زمان غيبته القائلين بأمامته المنتظرين لظهوره أفضل أهل كل زمان، لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم [الله] في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف، اولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة الى دين الله سراً وجهراً.. [إن] انتظار الفرج من أعظم الفرج".
مستمعينا الاكارم، الحديث المتقدم من غرر الاحاديث الشريفة الخاصة بعصر غيبة امام زماننا المهدي –عجل الله فرجه-.
وهو من النصوص المباركة التي ينبغي ان يحفظها كل مؤمن صادق في انتظاره للمصلح الالهي الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
أجل أعزتنا ففي هذا الحديث الشريف يهدينا مولانا الامام زين العابدين –صلوات الله عليه- الى النهج القويم الذي يعيننا على استثمار صعوبات وامتحانات وفتن عصر الغيبة لكي نرقى بأيماننا الى مرتبة نلتحق فيها باصحاب أعلى درجات الايمان من اتباع الانبياء والاوصياء على مدى التاريخ البشري، وهذا ما يصرح به –عليه السلام- في قوله بعد ذكر غيبة المهدي –عجل الله فرجه-: "...ان اهل زمان غيبته القائلين بأمامته المنتظرين لظهوره افضل اهل كل زمان، لان الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم... بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله"
أيها الاخوة والاخوات، وكما تلاحظون فان مولانا الامام السجاد –عليه السلام- يشير أولاً الى أن صعوبات عصر الغيبة وفقدان الاتصال الظاهري بأمام العصر –سلام الله عليه- ينبغي ان تكون عاملاً دافعاً للمؤمن باتجاه ان يستعين بالله عزوجل لتقوية الايمان بالغيب الحق ويرقى ببصيرته الايمانية الى مرتبة يصبح معها اعتقاده بالحقائق الغيبية مادامت حقاً قوياً راسخاً كالاعتقاد بما يراه بعينه الظاهرية.
اما علامة بلوغ المؤمن هذه المرتبة فهي الاستقامة والثبات على مستلزمات الايمان العملي بامامة خليفة الله المهدي مثل دوام التوجه اليه –عجل الله فرجه- والاجتهاد في العمل بوصاياه والدعاء له والقيام بمتطلبات صدق الانتظار لظهوره –عجل الله فرجه-؛ والتحلي بصفات انصاره المستعدين لظهوره وهي التي يذكرها امامنا السجاد –عليه السلام- في حديثه المتقدم حيث يقول:
"اولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة الى دين الله سراً وجهراً، [ان] انتظار الفرج م اعظم الفرج".
اعزاءنا المستمعين اذن فاهم الوسائل العملية لجعل صعوبات عصر الغيبة سبيلاً لبلوغ أعلى مراتب الايمان والفوز بمنزلة المجاهدين بين رسول الله –صلى الله عليه وآله- هي:
أولاً: السعي لترسيخ الاخلاص لله عزوجل بالاستفادة من ثمرات تقوية البصيرة الايمانية والانفتاح على عوالم الغيب كما تقدم، وهذه الوسيلة هي المستفادة من وصف الامام السجاد –عليه السلام-: "اولئك هم المخلصون حقا"
ثانياً: الاجتهاد في تقوية روح التشيع الصادق والموالاة العملية لاهل بيت النبوة –صلوات الله عليهم- كما يشير لذلك قوله –عليه السلام- "وشيعتنا صدقاً".
ثالثاً: الجد في التمهيد لظهور المهدي الموعود –عجل الله فرجه- من خلال الدعوة الى دين الله عزوجل بمختلف الاساليب سرية كانت أو جهرية حسبما تقتضيه الاوضاع الزمانية.
وبالتحلي بهذه الصفات يفوز المؤمن بمرتبة صدق الانتظار للفرج المهدوي وهذا الامر بحد ذاته من اعظم الفرج لانه يرتقي بالمؤمن الى اعلى مراتب الايمان كما اسلفنا.
مستمعينا الأكارم، في الفقرة التالية من برنامجكم (شمس خلف السحاب) ننقل الميكرفون الى زميلنا الاخ عباس الباقري لكي يلخص لنا ولكم أجوبة العلماء والاحاديث الشريفة على سؤال هذه الحلقة، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته تقبل الله اعمالكم وكذلك من اختنا الكريمة أمل عبد الحسين من العراق. الأخت امل بعثت للبرنامج برسالة طلبت فيها التعليق على ما تناقلته الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي بعد قضية احتلال داعش للموصل وأحداث شمال العراق، تناقلت بعض المواقع قولاً لأمير المؤمنين سلام الله عليه. هذا القول فسر على أنه ينطبق على حركة داعش فتسأل الأخت الكريمة امل عبد الحسين عن تعليق البرنامج فيما يرتبط بصحة هذا الحديث، الحديث نقلته لنا الأخت الكريمة عن كنز العمال للمتقي الهندي، الامام علي قد قال قبل ألف عام "اذا رأيتم الرايات السود فألزموا الأرض ولاتحركوا أيديكم وأرجلكم ثم يظهر قوم ضعفاء لايأبه لهم قلوبهم كزبر الحديد هم أصحاب الدولة لايفون بعهد ولاميثاق يدعون الى الحق وليسوا من اهله أسماءهم الكنى ونسبتهم القرى وشعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء". هذا هو نص الحديث الذي نقلته الأخت عن مواقع كثيرة في هذه الأيام وتطبيقه على داعش. في الواقع أخت امل الحديث المذكور من الأحاديث التي رواها نعيم بن حماد المروزي في كتابه المعروف الملاحم والفتن، النعيم بن حماد هو محدثي القرن الهجري الثاني من المتقدمين من مشايخ البخاري وهو ليس من مدرسة اهل البيت صلوات الله عليهم، هو محدث من محدثي المسلمين نقل الكثير من الروايات المرتبطة بعلائم الظهور وحوادث آخر الزمان. السيد ين طاووس رضوان الله عليه ايضاً ألف كتاب الملاحم والفتن انتخب منه مجموعة المصادر التي إنتخب منها وإختار منها السيد بن طاووس هو هذا كتاب نعيم بن حماد. الآراء مختلفة في توثيق او عدم توثيق الكتاب وعلى أي حال يبقى أنها يتعامل معها طبق القوانين العلمية وهذا ما صرح به الكثير من علماءنا الأعلام فيما يرتبط بقضية كتاب نعيم. اما أصل الحديث وتطبيق هذا الحديث بالذات على داعش وإستناداً الى تعبير أصحاب الدولة في الواقع والمقدار المتيقن أن داعش وهذه الحركات التي ظهرت مثل القاعدة ثم أختلف فيما بينهم ظهرت داعش، ظهرت النصرة وظهرت الكثير الإمتدادات والتيارات، المقدار المسلم والمقدار الثابت هذا ما أكده الكثير من العلماء في دراساتهم من القضية المهدية أن هذه الحركات تمثل أرضية حركة السفياني فمن هذا الجانب هي مذكورة في الأحاديث الشريفة وأكدت الأحاديث الشريفة أنها ستظهر قبيل الظهور. الفتن الطائفية وتأجيجها وظهور هذه الحركات التي تسعى الى تهديم المعالم الاسلامية تسعى الى ذبح الاسلام بالاسلام وبشعار الاسلام، مجمل هذه الفكرة موجود فيما يرتبط سواء بأحاديث اهل البيت او في المصادر العامة أما هل هذا الحديث ينطبق على داعش؟ هنالك مجموعة من الفقرات يمكن أن تكون متداخلة، الرايات السود لها احكام خاصة ذكرها العلماء ودرسوها فيما يترتبط بالدولة العباسية والرايات السود الرايات الخراسانية التي تمهد لظهور الامام المهدي. اذن قضية زهور الحديد ايضاً لها هذا الحكم أما الصفات الأخرى يمكن أن يكون لها نوعاً من التطبيق لكن المهم أن أصل هذه الحركة وارد في الأحاديث الشريفة ولعل هناك تداخلاً بين هذا النص ونصوص اخرى والله العالم. شكراً للأخت امل ولكم مستمعينا الأفاضل على طيب المتابعة، في أمان الله.
نتابع أيها الاطائب من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم البرنامج بالانتقال الى فقرة الحكايات الموثقة تحت عنوان:

صك ومزهرية

مستمعينا الأفاضل، ثمة درسٌ تربوي مهم نستلهمه من الحكاية الأولى من الحكايتين القصرتين اللتين اخترناهما لهذا اللقاء، وهو: أن مما ينبغي للمؤمن دائماً تقديم الدعاء الى الفرج العام الذي تحل به جميع أزمات البشرية بظهور المصلح الالهي الموعود –عجل الله فرجه- يقدمه على الدعاء بقضاء الحاجات الخاصة به، ودون أن يمنعه ذلك من أن يتوسل الى الله جل جلاله بوليه وخليفته المهدي في جميع حاجاته الدنيوية والأخروية.
أما في الحكاية الثانية فنلتقي بثمرة مهمة من ثمرات التوسل الى الله عزوجل بأمامنا المنتظر –عجل الله فرجه- وهي ترسيخ محبته في القلوب وهذه من أهل وسائل الاندفاع لنصرته ومؤزارته في مهمته الالهية الكبرى –سلام الله عليه-.
وكلتا الحكايتين منقولة من سجل توثيق الكرامات في مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في قرية جمكران من ضواحي مدينة قم المقدسة:
ايها الاخوة والاخوات، الحكاية الاولى حصلت لشباب من أهالي مدينة قم المقدسة أعانه الله تبارك وتعالى على تجاوز أزمة مالية ببركة صدق مولاته لامام زمانه –أرواحنا فداه-. جاء في حكايته كما كتبه في سجل توثيق الكرامات في مسجد جمكران، قوله –حفظه الله-:
"اشتريت بيتاً، لكنني كنت أعرف أنني لن استطع ان ادفع كل ثمن البيت، اذا لم يساعدني الله، ذهبت الى مسجد جمكران في ليلة الأربعاء، وقلت لمولاي صاحب الزمان –روحى فداه- بعد الصلاة: يا سيدي عليكم أن تسامحوني لأني جئت لحاجة صغيرة. فالمؤمنون يدعون لسلامتكم وظهوركم ويطلبون من الله أن يهبنا القدرة على نصرتكم، وأنا لأنني لا أعرف أحداً غيركم، أريد مساعدتي في اداء قرض البيت يقول هذا الشاب: وبعد هذا الدعاء ذهبت الى ساحة المسجد لتجديد الوضوء، فرأيت سيدا من السادات كنت أعرفه من قبل، فقال لي بعد السلام: لقد سمعت أنك تريد ان تشتري بيتاً.
قلت له: أجل، قال: هذه مئة ألف تومان هدية مني لتسديد قسط بيتك، ثم اعطاني صكاً.
ثم ذهبت الى البنك ولكني لم أجد أي رصيد في حسابه، قلقت قليلاً، ولما اردت أن انصرف من البنك قال لي أحد الشباب، لم أكن أعرفه من قبل:
الصك الذي تحمله لمن؟ قلت له للسيد فلان فأعطاني الشاب مئة ألف تومان، وقال لي: هذا المال لحساب السيد.
ودونما تأخير حلت مشكلة البيت والحمدلله."
مستمعينا الأطائب، أما الحكاية الثانية فهي قصيرة ينقلها احد الاخوة من المتطوعين للخدمة في مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في جمكران، قال –حفظه الله- ما ترجمته:
"لقد قطعت أصابع شخص أثناء العمل في احدى الآلات. في تلك اللحظة نوى أنه إذا لصقت اصابعه بعملية جراحية وشفيت بالكامل، سيأخذ اول شيء يصنعه بيده إلى حضرة الامام المهدي (عج) في مسجده.
والآن شفيت اصابعه بالكامل فصنع مزهرية قيمة، وأخذها هدية الى مسجد جمكران وأعطاها لمكتب الهدايا والنذورات"
قلت: نعم وبكل تأكيد.
أتذكر أننا وصلنا إلى النجف ولم أشعر بالتعب، ولعلّ السبب هو مؤانستي مع هذا الرجل الطيب. وهو جزاه الله خيراً منذ تلك المرافقة والصداقة لازال يأتيني ويتفقد أحوالي في حجرتي، حقاً إنه صديق حميم جداً، ورغم ما عليه من هيبة فإنه متواضع الى أبعد حدود، يسلب حبه قلب كل إنسان يراه للوهلة الاولى، نعم هذا الرجل هو الذي أخبرني بأنك سوف تأتي غداً وتعتذر إلينا بتعطيل الدرس وأخبرني بسبب ذلك
جزيل الشكر نقدمه لكم أيها الاخوة والاخوات على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب(
وختاماً ندعو الله عزوجل لنا ولكم أن نكون من خيار محبي وانصار مولانا صاحب الزمان خليفة الله المهدي في غيبته وعنه ظهوره –عجل الله فرجه-.
اللهم امين ولكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، اصدق الدعوات ودمتم بألف خير ورحمة وبركة، في أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة