وعقد الاجتماع الخمسون لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي يومي 30 و30 أغسطس في ياوندي، عاصمة جمهورية الكاميرون.
وكان الموضوع الرئيسي للاجتماع هو "تطوير البنية التحتية للنقل والاتصالات بين دول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي".
وحضر الاجتماع وفد برئاسة أسد الله إشراق جهرومي، المدير العام للسلام والأمن الدولي بوزارة الخارجية، نيابةً عن جمهورية إيران الإسلامية.
وفي بداية كلمته في الاجتماع، أعرب إشراق جهرمي عن قلقه العميق وإدانته الشديدة للعدوان والجرائم البربرية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضدّ شعب فلسطين المظلوم في قطاع غزة خلال الأحد عشر شهراً الماضية، وخاصةً العمل الإرهابي الأخير لهذا النظام باغتيال الشهيد إسماعيل هنية، ودعا المجتمع الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للوقف الفوري لأعمال هذا النظام كمثال واضح على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعيّة. وشدّد على ضرورة محاسبة الكيان الصهيوني على الجرائم المرتكبة.
وفي معرض إشارته إلى ضرورة الاهتمام بجذور انعدام الأمن وخلق الأزمات في منطقة غرب آسيا، أكّد ممثل إيران: "إن كيان الاحتلال الصهيوني هو العقبة الرئيسية أمام تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في العالم الإسلامي ودول المنطقة، وتشكل أعمال وسياسات هذا النظام المزعزعة للاستقرار عقبة رئيسية أمام التعاون بين الدول الإسلامية وخلق تقارب اقتصادي إقليمي بين دول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي".
وفي جزء آخر من كلمته، شرح المدير العام للسلم والأمن الدولي في وزارة الخارجية في إيران رؤية وسياسات الحكومة الجديدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب وزيادة التعاون الإقليمي والعلاقات مع الجيران، مشيراً إلى موقع إيران الجيوسياسي في الممرّات الإقليمية والدولية، بما في ذلك القدرة الهائلة لموانئ إيران التجاريّة في بحر قزوين والخليج الفارسي وبحر عمان، فضلاً عن شبكة السكك الحديدية الواسعة، وقدرة العبور العالية لبلدنا وأوضح العلاقة بين دول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
كما ندّد بالعقوبات الاقتصادية، وخاصةً التدابير القسرية الانفرادية، التي فرضت على عدد من الدول النامية بما يتعارض مع مبادئ وقواعد القانون الدولي ويجب أن ترفضها جميع الدول، واعتبر أن العقوبات تخلّ بالاستقرار الاقتصادي وعقبة رئيسية أمام التنمية والوصول إلى الموارد والتكنولوجيا.
وفي الختام، أكّد ممثل جمهورية إيران الإسلامية على التزام جمهورية إيران الإسلامية الثابت بتوسيع التعاون الاقتصادي والتقدّم الجماعي للبلدان الأعضاء، وأكّد مجدداً استعداد بلادنا للتعاون مع الدول الإسلامية الأخرى لتعزيز المبادئ والأهداف المشتركة.
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي أقرّ في هذا الاجتماع أكثر من 100 قرار لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والقانونية والمالية، بما في ذلك قراران يدينان الهجمات الإرهابية للنظام الصهيوني على المواقع الدبلوماسية لبلادنا في دمشق وتعزيز التعاون المتعدد الأطراف بين الدول الإسلامية في جغرافية هذه المنظمة، والتي اقترحتها بلادنا.
وبناء على اقتراح إيران، أدرجت في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية مسألة التأييد الثابت لأحكام الوثيقة التي أقرّها الاجتماع الاستثنائي الأخير للجنة التنفيذية لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد مؤخراً في جدة بناء على طلب بلدنا، بما في ذلك إدانة اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق.
وبالإضافة إلى ما سبق، أثار وفد بلدنا عدة نقاط من الاقتراحات والتعديلات في مشروع البيان الختامي، وتمّت الموافقة عليها جميعاً بتوافق الآراء.