وأكّد السيد الحوثي، أنّ المستجدات في قطاع غزّة والممتدة إلى الضفة الغربية شواهد تُبيّن لنا حقيقة العدو الإسرائيلي الإجرامية، مضيفاً أنّ "العدوان على غزّة والضفة والاعتداءات على القدس يُوضح حقيقة التوجّه الفعلي لرسم مشهد جديد في فلسطين بحمايةٍ ومساندة أميركية".
وفي كلمة له، اليوم الخميس، بشأن تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمستجدات الإقليمية، قال السيد الحوثي: إنّ "استمرار الإجرام الإسرائيلي بكلّ تلك الوقاحة والجرأة والإبادة الجماعية عارٌ إنساني على المجتمع البشري"، منتقداً تقديم واشنطن للكثير من أنواع الأسلحة إلى "إسرائيل" لقتل الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزّة.
كما لفت إلى أنّ "الأميركي حاول أن يوقف أيّ صوتٍ أو نشاطٍ أو تحرّك مُساند للشعب الفلسطيني"، مضيفاً أنّ "الأمم المتحدة لا تملك أيّ موقف فعلي لإيقاف العدوان على قطاع غزّة، وتصريحاتها تساوي بين الضحية والجلاد".
وانتقد السيد الحوثي استمرار حالة التجويع الشديد والمستمر للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، في ظلّ سعي بعض الأنظمة لتقديم مختلف المواد الغذائية للعدو.
وأشار إلى أنّ "العدو الإسرائيلي يستهدف المدن والمخيمات المستشفيات، ويُدمّر المساجد ويُجرّف الشوارع، والبنى التحتية في شمال الضفة الغربية".
كما أشاد السيد الحوثي بعمليات المقاومة الفلسطينية التي نفّذت عشرات العلميات ما بين إغارات واشتباكات، وتفجير حقول ألغام بجنود العدو، وتفجير فتحات أنفاق وعمليات قصف بالصواريخ والهاون، وعمليات القناصة التي باتت سلاحاً فتاكاً ضد العدو، مشيراً إلى أهمية هذه العمليات.
لا تفريط في المقدّسات الإسلامية
واستنكر السيد الحوثي تمزيق جنود الاحتلال الصهيوني لنسخة عن القرآن الكريم، مضيفاً أنّ "من لم يحرّكه المشهد فلم يعد فيه ذرة من الإيمان".
وقال: "من يُفرّط في المقدسات يُمكن أن يُفرط في عرضه وشرفه ووطنه وهي حالة خطيرة ينبغي على المسلمين إعادة النظر فيها".
ورأى السيد الحوثي أنّ الأمر الأخطر من اقتحامات المسجد الأقصى، هو حديث أحد المجرمين الصهاينة عن التوجّه لبناء "كنيس يهودي" داخل المسجد، مشدداً على أنّ خطوة بناء "كنيس يهودي" ينبغي أن تُقابل من المسلمين بحسب واجبهم الديني بالجهاد لا بالصمت والسكوت.
وتابع أنّ "السكوت عن تمزيق القرآن وتهديد الأقصى سيرى فيه اليهود حالة استسلام للأمة وخنوع وخوف وتنكر للدين"، مضيفاً أنّ التنصّل عن المسؤولية حالة خطيرة تسبب للأمة التسليط الإلهي، وتأثيرها كبير في واقع الشعوب والأنظمة وفي جرأة العدو.
وأضاف السيد الحوثي أنّه "على العلماء والمثقفين تذكير الأمة بخطورة التفريط أمام انتهاكات اليهود للمقدسات".
عمليات اليمن ألحقت خسائر كبرى بـ"إسرائيل"
وبشأن الجبهة اليمنية المساندة للمقاومة في قطاع غزّة، قال السيد الحوثي إنّ "القوات البحرية اليمنية نفّذت عملياتٍ نوعية ومُهمة، هذا الأسبوع، من بينها اقتحام سفينة "سونيون" وهي عملية جريئة وشجاعة.
وكشف أنّ فريقين من القوات البحرية اليمنية اقتحما السفينة على مرحلتين وعمليتين ودمروا ما فيها من شحنات بعد تفخيخها وتفجيرها.
وأشار إلى أنّ عملية تفجير السفينة "سونيون" موثقة بمشهدها الكبير والمؤثر والذي يبين أنّ الأميركي كاذب في مزاعمه تجاه أيّ ردع للعمليات اليمنية المساندة لفلسطين.
وعن العمليات اليمنية تابع السيد الحوثي أنّ القوات استهدفت سفينة أخرى عليها بضائع سائبة (بضائع خام غير مغلّفة بطرود)، مردفاً أنّ الأعداء يعترفون بفعالية عملياتنا.
وكشف السيد الحوثي أنّ "ميناء أم الرشراش أُغلق بشكلٍ تام بفعل العمليات اليمنية التي منحها الله التأييد والنصر، وهذا كبّد العدو خسائر كبرى"، مضيفاً أنّ "40% أو أكثر من حركتي الملاحة في أم الرشراش توقفت بسبب إغلاق باب المندب على العدو بشكلٍ تام".
وشدد السيد الحوثي على أنّ العمليات اليمنية مُستمرّة بفاعلية على الرغم من أنّ استهداف السفن في البحر الأحمر أصبح نادراً، وذلك لندرة السفن المرتبطة بالأعداء"، معقباً أنّ "العمليات المساندة لفلسطين تعتبر جهاداً مقدساً ومسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية بالاعتبارات كافّة".
كما أوضح أنّ "تحرّك بعض الشركات بات بعيداً جداً من أقصى المحيط الهندي البعيد عن أفريقيا، وليس الأقرب للبحر العربي أو سقطرى".
نسعى للارتقاء بأدائنا العملياتي المناصر لفلسطين
وتطرّق السيد الحوثي إلى الرد اليمني، قائلاً إنّ "التحضير للرد على العدو الإسرائيلي مُستمر والتوقيت له سيكون مفاجأة"، متابعاً "مع اهتمامنا بمسألة الرد إلا أنّ همنا أكبر من ذلك إذ نحرص على الارتقاء بأدائنا العملياتي المناصر لفلسطين".
وشدد على أنّه "ليس هناك سقف سياسي ولا اعتبارات أخرى يُمكن أن يحدّ من مستوى عملياتنا المساندة لقطاع غزّة".
وعلى صعيد التحرّكات الشعبية المتضامنة مع فلسطين في اليمن، أوضح السيد الحوثي أنّ النشاط الشعبي مُستمر على الرغم من هطول الأمطار الغزيرة، وهذا دليل على الوفاء والصدق والثبات وامتلاك القيم والأخلاق.
وأوضح أنّ "361 ساحة شهدت المسيرات والفعاليات المساندة لقطاع غزّة"، مضيفاً أنّه "حتى الجرحى كان البعض منهم يتحرّك بعربته بين السيل والبعض كان يعبر على عكازة".
كما أردف "نسعى للوصول إلى المستوى الذي يتيح لنا أن نكون أكثر فاعلية وتأثيراً في استهداف العدو الإسرائيلي ومناصرة فلسطين.
حزب الله وجّه ضربةً قوية لـ"إسرائيل"
وعن جبهة الإسناد اللبنانية للمقاومة في قطاع غزّة، قال السيد الحوثي إنّ حزب الله نفّذ عملية الرد متجاوزاً الضغوط الكبيرة التي مُورست على لبنان بشكلٍ عام وكل محاولات الاحتواء للرد.
كما لفت إلى أنّ "حزب الله وجّه ضربةً قوية للعدو الإسرائيلي ولا يزال الملف مفتوحاً على أساس التقييم للنتائج"، مشيراً إلى أنّ "جبهة حزب الله على مستوى الإسناد اليومي جبهة ساخنة بضرباتها المستمرة وما تلحقه من خسائر بالعدو".
وأضاف أنّه "من المؤسف جداً أن تتجه بعض الأنظمة العربية للاشتراك مع الأميركي في حماية العدو الإسرائيلي، وهذه خيانة لله ورسوله".
وعن جبهة الإسناد من العراق أشار السيد الحوثي إلى أنّ "المقاومة الإسلامية في العراق نفّذت عمليات في هذا الأسبوع منها ما هو في اتجاه حيفا وأم الرشراش في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وعن جبهة إيران، ذكّر السيد الحوثي أنّ الاحتلال يترقّب الرد الإيراني على جريمة الاغتيال للقائد الإسلامي الكبير المجاهد الشهيد إسماعيل هنية.
وقال السيد الحوثي إنّ "إيران تؤكد حتمية الرد والأميركي في حالة استنفار كبير لمحاولة احتواء الرد".