موضوع البرنامج:
المهدويون اهل القلوب الحية
الحرب العالمية الثالثة والظهور المهدوي
خدمة الأم
هو المهدي خاتم آل طاها
وطالب ثارهم مادام ثار
به الديان ينجز كل وعد
ويكتب للضلال الاندثار
امامٌ طالما انتظرته عينٌ
لوحي الله جل الانتظار
امامٌ ارثه من آل طاها
مقامٌ دونه الفلك المدار
اذا ذكرت اصول الفضل دوماً
اليهم لا لغيرهم يشار
امان لاهل الارض طراً
وللملكوت نورهم منار
لاهل الحق بابهم مطاف
وللاملاك منزلهم مزار
كلامهم الصواب وكل قول
يخالفهم فكذبٌ واغترار
بحلمهم الساء تضيق حداً
وجودهم به اقتدت البحار
جميع الكون مفتقر اليهم
ولولا الله ما لهم افتقار
بسم الله وله الحمد والمجد اذ رزقنا التمسك بثقلي رحمته وركني حكمته وحبلي النجاة من الضلالة والجهالة كتابه العزيز واهل بيت نبيه الاكرم محمد (صلوات الله عليهم أجمعين).
السلام عليكم اخوتنا المستمعين ... اطيب تحية نحييكم بها ونحن نلتقيكم بفضل الله في حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب(
اخترنا لمطلعها ابياتاً من قصيدة مهدوية للاديب الولائي الفاضل سماحة الشيخ احمد الدر العاملي من ديوانه المطبوع (مرآة الشعور(
وتستمعون بعد قليل الى فقرة الوصايا المهدوية وعنوانها في هذه الحلقه هو:المهدويون اهل القلوب الحية
تليها اجابة عن سؤال الحلقة وهو من المستمع الكريم محمد رحيم بشأن الحرب العالمية الثالثة والظهور المهدوي
ومن كتاب عن حياة المرجع الديني العارف آية الله السيد محمد رضا بهاء الديني ننقل لكم حكاية مؤثرة عنوانها خدمة الام
اطيب الاوقات نتمناها من الله لنا ولكم مع فقرات البرنامج، فتابعونا على بركة الله مع الفقرة التربوية التالية وعنوانها هو:
المهدويون اهل القلوب الحية
قال مولانا امام زماننا المهدي المنتظر –ارواحنا فداه- في دعائه الجامع المعروف بدعاء (توفيق الطاعة):
)اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية، وصدق النية وعرفان الحرمة، واكرمنا بالهدى والاستقامة، وسدد السنتنا بالصواب والحكمة، واملا قلوبنا بالعلم والمعرفة وطهرنا بطوننا من الحرام والشبهة واكفف ايدينا عن الظلم والسرقة واغضض ابصارنا عن الفجور والخيانة واسدد اسماعنا عن اللغو والغيبة.(
ايها الاكارم، منذ حلقات ونحن نستنبط معاً وصايا امام العصر –عليه السلام- للمؤمنين والصفات التي ينبغي لهم التحلي بها من خلال التأمل في فقرات هذا الدعاء المبارك، وقد انتهى بنا الحديث الى الصفة التي تشير اليها فقرة (واملا قلوبنا بالعلم والمعرفة)، وهذا يعني ان مولانا المهدي –ارواحنا فداه- يوصينا ان نجتهد لكي تكون قلوبنا ممتلئة بالعلم والمعرفة.
اول سؤال يواجهنا هنا هو ان العقل هو المعني بالعلم والمعرفة فلماذا نطلب ملأ القلوب وليس العقول بالعلم والمعرفة؟
هذا السؤال تجيبنا عنه –مستمعينا الافاضل- النصوص الشريفة التي تؤكد ان ظهور آثار ما يتعلمه الانسان على سلوكه انما يتحقق عندما يتفاعل الانسان قلبياً ووجدانياً مع المعارف التي يكتسبها بعقله. قال الله تبارك وتعالى في الآيتين ۱٤و۱٥ من سورة الحجرات:
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{۱٤} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{۱٥}
هذه الآيات الكريمة تبين لنا عدة من الحقائق المهمة التي تفسر سر تأكيد الوصية المهدوية للمؤمنين على ان يجتهدوا في ملأ قلوبهم بالمعارف الالهية، نشير الى بعضها بعد قليل فابقوا معنا:
نلاحظ مستمعينا الاحبة ان الآيات الكريمة تربط بوضوح بين دخول الايمان الى القلوب وبين طاعة الله ورسوله، وفي ذلك اشارة الى ان التفاعل القلبي مع المعارف الايمانية هو قناة تجسيدها وظهورها في اعمال الانسان المسلم.
هذا اولاً وثانياً فان التفاعل القلبي مع العلم والمعارف الالهية من شأنه ان ينفي الشكوك والريب عن المؤمن ويجعله يندفع للعلم بما تامره وتدعوه له المعارف الايمانية حتى لو كانت محفوفة بالصعاب والمشاق كما هو الحال مع اداء فريضة الجهاد، وهذا ما يشير اليه قوله عزوجل إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (الحجرات ۱٥)
وثالثاً نستفيد من ذيل هذه الآية الكريمة ان انتقال العلم والمعرفة الى القلب وظهور آثارها على سلوك المؤمن هو علامة صدق الايمان، وعليه يتضح ان وصية امامنا المهدي –عجل الله فرجه- تشتمل على دعوتهم للتحلي بالايمان الصادق والالتحاق بالصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه من خلال الاجتهاد لملأ قلوبهم بالعلم والمعرفة.
ايها الاعزة، اما السؤال الثاني الذي ينبغي الحصول على اجابته هنا فهو: كيف نتحلى بهذه الصفة ونلتزم عملياً بهذه الوصية المهدوية؟
في الاجابة عن هذا التساؤل نقول: المستفاد من النصوص الشريفة هو ان مما يعين المؤمن على نقل العلم والمعرفة من دائرة العقل التجريدي الى دائرة القلب والتفاعل الوجداني الالتزام بامرين الاول هو: ترويض الانسان نفسه على العمل بما يتعلمه من المعارف الالهية بالقدر المستطاع وبالاستعانة على ذلك بالرفق بالنفس والاسلوب التدريجي في ترغيبها بالعمل بالمعارف الالهية؛ وهذا هو الامر الاول والاساس، وقد نصت كثيرٌ من الاحاديث الشريفة على ما مؤداه ان من عمل بما علم اورثه الله علم ما لا يعلم والهم قلبه المعارف الحقه.
ولكن ينبغي ان يسبق ذلك ويقترن به امرٌ آخر هو التفكر المستمر والاستذكار لهذه المعارف والتامل فيها وفي ادلتها ومحاسنها من خلال التدبر في النصوص الشريفة، وفي ذلك اعظم الاثر في ترغيب النفس للعمل بها، ولذلك نصت الآيات الكريمة في الدعوة للتفكر في الآيات الالهية والمعارف المستقاة منها، وصرحت الاحاديث الشريفة بان مثل هذا التفكر هو خيرٌ من قيام ليلة او عبادة سنة او عبادة سبعين سنة بحسب الآثار التي يتركها في ملأ قلب المتفكر بالعلم والمعرفة، وفقنا الله واياكم لذلك ببركة موالاة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.
اعزاءنا مستمعني اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، في الدقائق التالية يلخص زميلنا الاخ عباس باقري اجوبة العلماء عن سؤال هذه الحلقة وهو من الاخ المستمع الكريم محمد رحيم، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله وبركاته أهلاً ومرحباً بكم في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب.
معنا رسالة الأخ محمد رحيم من البصرة. الأخ محمد يسأل هل أن الحرب العالمية الثالثة من علامات ظهور الإمام المهدي سلام الله عليه الحتمية؟
العلامات الحتمية أخ محمد رحيم ذكرت بصيغتين في الأحاديث الشريفة، بعضها على نحو التصريح بأنها من العلامات المحتومة كظهور السفياني، النداء السماوي، اليماني، الخراساني، الخسف بجيش السفياني قرب مكة في منطقة البيداء. الأحاديث صرحت بأن هذه العلامات محتومة لابد من وقوعها أما قضية الحرب العالمية الثالثة إن كان المقصود الحرب العالمية الثالثة بإعتبار النظرة السائدة بأن الحرب العالمية الثالثة تكون مدمرة، لم يرد التصريح بأنها من العلامات المحتومة على نحو التعبير وأنها علامة حتمية او العلامات الخمس الأساسية ولكن يستشف من مجموع الأحاديث الشريفة أن لها معنى العلامة الحتمية إلا ان يشاء الله تبارك وتعالى أشياء أخرى مثلاً هناك حديث مشهور في كمال الدين وغير كمال الدين عن الإمام الصادق سلام الله عليه يقول "لايكون هذا الأمر - أي ظهور المهدي سلام الله عليه – حتى يذهب ثلث الناس" قلت اذا ذهب الثلث فما يبقى؟ قال عليه السلام : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي ؟ تعبير لايكون هذا الأمر في ظهور المهدي سلام الله عليه حتى يكون ذلك إشارة الى أن ذهاب ثلث الناس هو امر حتمي. المقصود بذهاب ثلثي الناس إشارة الى الحروب سواء كانت الحرب العالمية الثالثة او حروب أخرى تؤدي الى ذهاب شوكة وقوة القوى الكبرى في العالم سواء كان بشكل حرب عالمية ثالثة او بغير ذلك. هنالك الأحاديث المكررة التي تكون معنى الذي تنتظرون حتى يكون الموت الأحمر والموت الأبيض عندما يُسأل الإمام سلام الله عليه المقصود من الموت الأحمر والموت الأبيض يقول الأبيض الطاعون يعني تفشي أنواع الأمراض وأنواع غريبة من الأمراض، والموت الأحمر السيف والإمام سلام الله عليه يؤكد حتى يذهل من كل سبعة خمسة مضمون الحديث المروي عن الإمام الصادق عليه السلام. أمثال هذه الأحاديث تشير في الواقع الى قضية قريبة من العلامات الحتمية ولم يصرح بحتميتها كما أن مسار الأحداث تشير الى هذا المعنى يعني هناك قضية في الأحاديث الشريفة الإضطرابات على الصعيد العالمي تشتد قبل ظهور الإمام المهدي سلام الله عليه. هنالك الكثير من الأحاديث الشريفة نلاحظ فيها بوضوح كثرة النزاعات سواء كانت نزاعات قومية، نزاعات دينية، نزاعات اقتصادية، نزاعات للسيطرة على مناطق النفوذ والرويات التي تتحدث حتى عن إستخدام الصواريخ والأسلحة النووية "يقوم ملك الغرب الى ملك الشرق فيقتله ويقوم تلك الشرق الى ملك الغرب فيقتله" إشارة الى إطلاق الأسلحة النووية ولإستخدامها بحيث بمجرد أن ينطلق الصاروخ ويعني ذلك هلاك الجهة المقابلة. هذا الأمر بمجموعه يمكن القول إنه قريض من العلامات المحتومة. نشكر الأخ محمد رحيم على سؤاله للبرنامج ونشكركم على متابعة فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب. في أمان الله.
ايها الاكارم حكاية حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) نقدمها لكم الآن وهي تحمل العنوان التالي:
خدمة الام ورضا الامام
الحكاية التالية ينقلها الخطيب الحسيني الفاضل سماحة الشيخ حسين الحيدري الكاشاني في الكتاب الذي الفه بالفارسية عن حياة استاذه المرجع الديني التقي والعارف الامامي الزاهد آية الله السيد رضا بهاء الديني –رضوان الله عليه-.
يقول سماحة الشيخ الكاشاني:
في الأيام الفاطمية ذكرى شهادة الصديقة الكبرى فاطمة الزكية –صلوات الله عليها- وفي العامين ۱۳٦۹ و۱۳۷۰ هجري شمسي كنت ارتقي المنبر في المجلس العزائي الذي كان يقيمه بهذه المناسبة في حسينينه آية الله السيد بهاء الديني، وذات يوم وعند نزولي من المنبر قام لي شيخ وقور يرتدي عباءة ويضع على رأسه (كلاهاً)، فأثنى متطلفاً على المجلس وخاطبني بالقول:
يا فلان، عندما تعرضت لحادثة السيارة، ذبحت اضحية لسلامتك ولم اكن اعرفك، اريد ان اقول: اننا نحبك!
خاطبني بهذه الكلمات وذهب، وكنت قد تعرضت بالفعل لحادثة اصطدام في سنة (۱۳٥٦) توفي فيها اخي وابنه واصبت انا بجروح وكسور لكنني بقيت على قيد الحياة.
كان هذا الشيخ الوقور هو العارف الحاج فخر الطهراني –رضوان الله عليه-، وكان آية الله السيد بهاء الديني جالساً على بعد متر واحد، فالتفت الى وقال:
ان الحاج الشيخ فخر رجلٌ صالح... لقد ورد ذكره في مجلس عقد في مكة في موسم حج هذا العام وحضره مولاي امام العصر، وقد ذكر اسم الحاج فخر ضمن عدة اشخاص يحظون برضا ولطف امام العصر!
ايها الاخوة والاخوات لم يسأل الشيخ حسين الحيدري استاذه المرجع العارف عن تفصيلات الامر تأدباً، رغم رغبته في معرفة سر فوز العبد الصالح فخر الطهراني وقد كان رحمه الله من اخيار طهران، فشاء الله عزوجل ان يدبر له الامر ويعرفه بهذا السر ومن قبل هذا العبد الصالح نفسه، يقول سماحة الشيخ الحيدري الكاشاني في تتمة حكايته:
)خرجت من محضر آية الله السيد بهاء الديني، فاذا بي التقي في الطريق بالشيخ الحاج فخر الطهراني، فبادرته بالقول:
اخبرني، ما الذي فعلته ففزت به برضا ولطف امام الزمان روحي فداه؟
ثم اخبرته بما قاله لي عنه آية الله السيد بهاء الديني، فاجهش بالبكاء، وسالني:
الم يخبرك السيد عن كيفية وصول هذا الخبر اليه؟
اجبته بالنفي، فقال لي:
لم اقم بعمل يستحقق الذكر سوى ان لي امٌ علوية النسب مقعدة، فآليت ان اخدمها بنفسي واقوم بجميع شؤونها حتى امر الحمام والاغتسال، لعل خدمتي لامي هي التي جعلتني احظى برضا مولاي امام الزمان –عليه السلام(-
اخوتنا الاعزاء، وبعد نقله هذه الحكاية تحدث سماحة الخطيب الفاضل الشيخ حسين الحيدري الكاشاني عن دلالتها على فوز آية الله السيد بهاء الديني بلقاء مولانا بقية الله المهدي –عجل الله فرجه- واشار الى تكرر ذلك، ونقل نموذجاً له فقال:
)لقد سمعت مباشرة من آية الله السيد بهاء الديني قوله ذات يوم وقد زرته: طوال ستين عاماً وانا اتمنى الفوز برؤية مولاي صاحب الزمان، حتى كانت ذات يوم وقد اصابتني وعكة فكنت مضطجعاً في هذه الغرفة، وفجأة دخل علي الامام من هذه الباب وسلم علي سلاماً حاراً لم يسلم علي احد بمثله طوال ستين عاماً، لقد أذهلتني حرارة هذا السلام وبهجتي به فلم أدر هل رددت تحيته ام لا، فابتسم –عليه السلام- وسال عن صحتي ثم خرج من هذه الباب.(
وها نحن نصل معاً ايها الاخوة والاخوات الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) لكم ايها الاطياب من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران اطيب الشكر على طيب المتابعة دامت اوقاتكم بكل ما تحبون وفي امان الله.