البث المباشر

ائمة العترة(ع) وتربية المسلمين على التوسل بالنبي(ص) شرح فقرة: "عبدك ورسولك وشاهدك..." حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول القرآن يقدم عبودية النبي الاكرم(ص) على رسالته

الإثنين 8 إبريل 2019 - 09:48 بتوقيت طهران

الحلقة 31

بسم الله الحنان المنان والصلاة والسلام على امناء الرحمن وابواب الخير والامان محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته ها نحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج نستضيء فيها بانوار الهداية من فقرة جديدة من زيارة مولانا المصطفى(ص) من بعيد المروية عن امامنا الصادق عليه السلام.
ولكن قبل التطرق الى فقرة هذه الحلقة ننقل لكم مستمعينا الاكارم رواية اخرى تبين اهتمام ائمة العترة الطاهرة عليهم السلام بتربية المؤمنين على تعميق ارتباطهم بنبيهم الاكرم صلى الله عليه وآله والتوسل به الى الله عز وجل في مختلف شؤونهم فكونوا معنا.
روى في كتب معاجم الرجال مسنداً عن اسماعيل بن جابر وهو من اصحاب مولانا الصادق عليه السلام انه اصيب في وجهه بمرض جلدي احدث فيه تشوهاً يعرف بفاسدة الريح. 
قال اسماعيل: فلما قدمنا الى المدينة دخلت على ابي عبد الله الصادق عليه السلام فقال: ما الذي ارى بوجهك؟ 
فقلت: فاسدة الريح. 
فقال عليه السلام لي: ائت قبر النبي(ص) فصل عنده ركعتين ثم ضع يدك على وجهك، ثم قل وعلمه عليه السلام دعاء يقرأه فزار اسماعيل قبر النبي(ص) وعمل بما امره الامام عليه السلام مرتين فذهب عنه ذلك المرض ولم يعاوده بعدها.
نتابع مستمعينا الافاضل تقديم برنامج فاتح الخير بالاشارة الى فقرة هذه الحلقة من زيارة رسول الله(ص) من بعيد وهي التي يعلمنا فيها مولانا الامام الصادق عليه السلام ان نذكر ما يلي من المقامات المحمدية بعد ان نطلب من الله عز وجل ان يخصه باعلى مراتب الصلوات والبركات وهي: (عبدك ورسولك وشاهدك ونبيك ونذيرك وامينك ومكينك ونجيك وحبيبك وخليلك وصفيك وصفوتك وخاصتك وخالصتك ورحمتك وخير خيرتك من خلقك).

*******

اما بالنسبة للمقامات المتقدمة فنبدأ بالتنبيه الى الامام الصادق(ع) بدأها بذكر مقام العبودية سابقاً حتى لمقام الرسالة وفي ذلك حكمة قرآنية نتلمس بعض ابعادها في اجابة ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي على سؤال زميلنا في الاتصال الهاتفي التالي نستمع معاً:
المحاور:بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا ها نحن نفتتح هذه الفقرة من برنامج فاتح الخير حيث نستضيف عبر الهاتف سماحة الشيخ باقر الصادقي، سماحة الشيخ هنالك نكتة قرآنية دقيقة آشار اليها كثير من العلماء فيما يرتبط بوصف القرآن الكريم للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله، وهي ان الوقف الالهي يقدم صفة العبودية للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله عبوديته لله تبارك وتعالى على وصف الرسالة مثل سبحان الذي اسرى بعبده، ما هو السر في تقديم هذه الصفة؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا التقديم حتى ورد في الصلاة الواجبة اليومية حينما نتشهد واشهد ان محمد عبده ورسوله طبعاً السر في ذلك باعتبار العبودية الصادقة سر رفعة العبد عند الله عز وجل يعني العبد حينما تكون له منزلة سر هذه المنزلة العالية والرفيعة والفريدة من الله عز وجل والعبودية الصادقة بلا شك بالعبودية يكمل العبد عند الله وهي حالة من الخضوع والخشوع والتسليم بارادة الله عز وجل وان لا يرى الانسان بنفسه شيئاً في مقابل ارادة مولاه، وهذا ما تمتع به النبي صلى الله عليه وآله وكان اثر العبادة واضح على سلوك النبي في حالاته في تسليمه الى الله عز وجل في محاربته لاقرب المقربين له في الله وتقريبه البعيد من الناس لكن في الله عز وجل وهذا ان دل على شيء انما يدل ان للعبودية قيمة ودرجة عند الله عز وجل امير المؤمنين عليه السلام يقول: 
الهي كفاني فخراً بان تكون لي رباً، وكفاني عزاً لان اكون لك عبداً، انت كما احب فاجعلني كما تحب، نفس النبي صلى الله عليه وآله يبين لنا بعض مظاهر هذه العبودية في سلوكه وتواضعه لله عز وجل هبط الامين جبرائيل عليه السلام في يوم من الايام على النبي صلى الله عليه وآله وبيده مقاليد الدنيا ومقاليد الاخرى قال له: الله عز وجل يقرؤك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول منزلتك واحدة عند الله عز وجل يا رسول الله اتحب ان تكون عبداً رسولاً ام تكون ملكاً رسولاً، منزلتك واحدة عند الله عز وجل؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله: حبيبي جبرائيل احب ان اتواضع لربي انما هن يومان يوماً اجوع فيه فاسأل الله عز وجل كي يطعمني ويوم اشبع فيه فاحمد الله عز وجل واشكره، فاحب ان اتواضع لربي احب ان اكون عبداً رسولاً، لا احب ان اكون ملكاً رسولاً، هذا في الحقيقة ان دل على شيء انما يدل على معرفة النبي بقيمة العبودية.
العبودية جوهرة كما يعرفها الامام الصادق عليه السلام، بالعبادة يسمو العبد بالخضوع الى الله عز وجل يرتقي العبد الى اعلى درجات القرب المعنوي القرب الالهي، سئل الامام الصادق عليه السلام من اقرب الخلق الى الله عز وجل فقال يا هذا ان كنت تسأل عن الشبر والذراع فكل الخلق سواء الى الله عز وجل وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، ولكن ان كنت تسأل عن القرب المعنوي فاقرب الخلق من الله عز وجل اعملهم بطاعته وبلا شك ولا ريب ان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله كان من اعمل الناس بطاعة الله وكان سيد العابدين بل هو في الحقيقة الذي كان يسمع من لا احصي ثناءاً عليك انت كما افنيت على نفسك او ما عبدناك حق عبادتك مع معرفته بمقام الله عز وجل وبعظمة الله عز وجل، من هنا ورد التعليق ووردت الآيات التي تشير الى تقديم العبودية قبل الرسالة باعتبار ان العبودية مقدمة لولا عبادته وخضوعه لله عز وجل لما اؤهل لمقام الرسالة، فاذن بالعبادة يرتقي ويسمو العبد والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد.
المحاور:صلوات الله عليهم اجمعين شكراً جزيلاً سماحة الشيخ باقر الصادقي، وشكراً لكم احباءنا وانتم تتفضلون مشكورين بمتابعة ما تبقى من برنامج فاتح الخير.

*******

لا زلنا معكم مستمعينا الاكارم من برنامج فاتح الخير تستمعون له من اذاعة طهران ونتابع الاستنارة بفقرة هذا اللقاء من شرح زيارة النبي(ص) من بعيد وما فيها من المقامات المحمدية.
فبعد مقام العبودية المطلقة تذكر الزيارة مقام الرسالة ومعناها واضح وفي ذكره تنبيه الى ان على المؤمن ان يأخذ اوامر الله ونواهيه عز وجل من رسوله الاعظم(ص)، والمقام التالي هو مقام الشهادة فمحمد صلى الله عليه وآله هو شاهد الله الاعظم على جميع خلقه من الاولين والاخرين من الانبياء والاولياء عليهم السلام ومن دونهم والمراد من الشهادة هنا هي الشهادة على الاعمال وقد ذكرت كثير النصوص الشريفة قرآناً وسنة ان اعمال الناس تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله فيدعوا او يستغفر لمن شاء من امته.
وهنا نتعرف على نكتة تربوية مهمة نجعلها مسك الختام وهي ان في ذكر مقام الشهادة المحمدية في هذه الزيارة المباركة تذكير للزائر بامرين:
الاول: ان يعمق في قلبه حالة الاقبال على ما يرضي الله عز وجل واجتناب معاصيه انطلاقاً من كون اعماله تعرض على النبي(ص)فكيف يواجهه اذا كانت اعماله من النوع المخجل.
والامر الثاني: تنبيه الزائر الى ان يعزز في قلبه حالة الرجاء فيزور حبيبه المصطفى(ص) املاً في ان يستغفر له الله عز وجل من ذنوبه وان يدعوا له بالمزيد من التوفيق للطاعات كلما عرضت عليه(ص) اعماله.
والى هنا ننهي احباءنا هذا اللقاء من برنامج فاتح الخير على امل ان نلتقيكم بتوفيق الله عز وجل في اللقاء المقبل الذي يأتيكم في مثل هذا الوقت من الاسبوع القادم الى حينه نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة